اصدقائى الاعزاء ..اعذرونى اذ ابدا الحديث عن الذات لكنكم سوف تعرفون السبب لاحقا..في سنوات شبابي اصبحت مولعا بالارقام ولعا عجيبا وصارت مقارنة الحقائق وتمثيلها بالارقام هووسا يرافقنى كنت احسب اعمدة الكهرباء في شوارع بغداد واحسب اوزرانها من الحديد ..اقيس المسافات بالخطوات والامتار..احسب سنوات العمر والدراسة والنوم واليقظة وانتظار رسائل ابى واصدقائى وابنائى لكى اعرفها بالثواني ..حتى تغلغل الاحصاء في دمى وشرايين عقلي واوردتى وتلافيف مخى و زوايا اوراقي وقمصانيتركت وراء ظهري نظريات عديدة فى الاقتصاد لكنى احببت صيحة لينين " الاحصاء سيد الواقع "..
لم استطع حفظ جزء عم من القران الكريم قبل الدخول الى الابتدائية .. .شدت الملاية اذنى ..ومعلم الابتدائية عاقبنى بشدة لعدم اجادتى جدول الضرب بصورة مبكرة !! كرهت الحساب انذاك!! كرهت محسبة الكرات الصغيرة المصنوعة من الخشب وعاد الحساب الى مساماتى بقوة ..لم استسغ علم الفيزياء في اول سنوات الدراسة الثانوية وواصلت تخصصى فيه !! كنت احب ان اعيش حياة تلقائية بسيطة امارس فيها عفويتى فصرت مبرمجا محترفا احسب حساب اللحظة القادمة!! تعالوا نحسب ثروة السيد سائق الرئيس !! المقدم التركماني اياد فاتح خالد 39 عاما امضى منها 13 عاما في خدمة السيد الرئيس!!!
راتبه 750 دولار شهريا ولو افترضنا المعدل العام لسعر صرف الدولار 2000 دينار عراقي فان راتبه الشهري مليون ونصف المليون دينار عراقي في حين كان استاذ الجامعة يتقاضى راتبا شهريا مقداره 10000 دينار عراقي!!! اي ان حضرة المقدم بلغة الارقام يعادل 150 استاذ جامعي وربما هو عدد كل الاساتذة الجامعيين في العراق!!
فاذا علمت ان السائق متمتع بكل الامتيازات الصدامية الاخرى من سكن وملبس وطعام مجاني له ولعائلته..يمكنك ان تتصور ان جمع خلال 13 عاما مايعادل 244 مليون دينار عراقي عدا ارباح تجارة السجائر كما يتحدث عنها بنفسه لمراسل جريدة الشرق الاوسط!! وهى ماتعادل رواتب 50 الف معلم ابتدائية وربما هو عدد كل المعلمين في العراق!!
كان عمره 26 عاما حين بدا العمل سائقا للرئيس !! وصار يملك ربع مليار دينار عراقى وربما اكثر!!
ترى كم ام عراقية قدمت من مدن بعيدة في اطراف العراق لتقف على بوابات قصرك ايها السيد الرئيس وهي تحاول الاستفسار عن ابناءها او احفادها المغيبين في سجونك السرية وعادت حتى بدون وجبة طعام مجانية تعففت عن ان تسال عبيدك عنها!!
كانت العرب تصنع اصنامها من التمر ثم تأكلها.. اما هذا الصنم كان يطعم عسل العراق لحراسه وعبيده وخدمه..
مع التحيات للجميع
مدير تحرير موقع السيدة العراقية
المدير الفني لموقع المجلة العلمية العراقية