أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - النصر الإلهي..!؟














المزيد.....


النصر الإلهي..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد أنصف الجميع شرقاً وغرباً مقاتلي حزب الله اللبناني فأقروا ببسالتهم النادرة في زمن الهزائم العربية، وكنا قد كتبنا في حينه: ( هو السحر لكن من هو الساحر..!؟ ) ولم يتأخر الوقت للحصول على الجواب فقد أعلنت قيادة الحزب أن النصر المحقق هو نصرٌ إلهي بامتياز.! وهكذا، ظهر الساحر الذي تساءلنا عنه مداورةً، وتراجعت إلى الخلف بسالة أولئك المقاومين، كما تراجع حسن التدبير، وبراعة التخطيط، الذي تميزت بهما قيادة الحزب، كما تراجعت فعالية الدعم الصديق وذلك بسبب أن الله القوي الجبار هو وراء النصر، وهو لو لم يستجب لدعاء المؤمنين لما كان هذا النصر المؤزر.!
إذن، فقد أحالنا هذا التجيير الإيماني السياسي المعلن والذي لم تكن هناك من حاجة حقيقية له، إلى التساؤل من جديد عن هوية الله الحزبية.!؟ ذلك، لأنه سبحانه عرفناه حيادياً على مدى تاريخ الأديان، وقد تجلت حياديته هذه بوضوح حين بدأت أمة الإسلام والمسلمين بكل أطيافهم المذهبية المتناحرة ترزح تحت وطأة الهزائم المتلاحقة..! حتى مدينة القدس، حيث المسجد الأقصى، لم تصلها مؤازرةً إلهية لطالما تكلم عنها الفقهاء الأفاضل بالرغم من أن يهود إسرائيل يعبثون بقداسته كل يوم أيما عبث، ويذِّلون المسلمين القادمين للصلاة في جنباته كل يوم جمعة منذ عشرات السنين أيما ذل.!
جملة إيمانية واحدة تمثلت بإحالة النصر الأرضي الحقيقي إلى الله في السماء السابعة كانت كافية للعودة إلى المربع الأيديولوجي الأصولي الأول، وصار منطقياً أن يقول البعض: إذن، من حق يهود إسرائيل أن يقولوا: لقد كانت انتصاراتنا المتتالية على بعض الدول العربية الإسلامية إلهية خالصة.! وعلى نفس المنوال، وباستخدام نفس المنطق الإيماني، يمكن للكثيرين أن يقولوا: إن الله العزيز الحكيم لا تعنيه مأساة العصر كما يبدو فالشعب الفلسطيني يرزح منذ أكثر من نصف قرن تحت وطأة ظروف إنسانية لا تحتمل وبالرغم من أنهم قاوموا وابتدعوا وسائل مقاومة عديدة وهم لم يتوقفوا عن بذل الدماء يومياً، فإن النصر لا يزال سراباً وذلك لأن الله بحسب المنطق الإيماني إياه لم يسعفهم بل يمكن القول: إنه ينصر يهود إسرائيل على مدى نصف قرن كما نصر من قبلهم هتلر الذي أراد أن لا يترك يهودياً في بلاده على قيد الحياة وذلك قبل أن ينقلب عليه وينصر الحلفاء..!
الأصولية الإيمانية لا يمكن إلا أن تحيل السياسة التي هي عصب الحياة الدنيا إلى الغيبيات، وهكذا، بالرغم من أن الصراع في جوهره سياسي، وبالرغم من أن الله لا وظيفة سياسية مباشرة له بحسب منطوق جميع الأديان السماوية لأنه منزَّه عن مثل هذه الأمور الدنيوية، فالعقل الديني مصرٌ على إقحامه في كل صراع سياسي..!
إن الخطورة الناجمة عن سيادة مثل هذا العقل الغيبي في مكان ما، أو حيز جغرافي ما، إذا ما تحقق له تسيير شؤون المجتمع، والحكم، تكمن في انعدام إمكانية أي تثمير إيجابي لما يتحصل من انتصار في لحظة تاريخية مواتية بما تتطلبه السوية الحضارية الراهنة..! ويمكن اعتبار ما حصل في أفغانستان نموذجاً مثالياً في هذا الشأن فبعد النصر الإلهي المعزز أمريكياً وسعودياً الذي حققه مقاتلو حركة طالبان الأصولية، انداروا نحو المجتمع الأهلي وانتصروا عليه أيما انتصار حيث أعادوه إلى ما كانت عليه الحياة في أحلك مراحل التاريخ الإسلامي.
لقد كتب بعض العلمانيين حول المعركة الشرسة التي دارت رحاها بين حزب الله وجيش الدفاع الإسرائيلي فعمدوا إلى إنكار حقيقة ما جرى على الأرض من مقاومة ناجذة، وعنيدة، بدلاً من محاولة تقديم تفسير، وتحليل مقنعان.! ومثل هذه المواقف تسيء لأصحابها من جهة وتزيد من نفور الجمهور من العلمانيين وعلمنتهم من جهة أخرى.!
إن المقاتل المتدين المعبأ عقائدياً لا يتوانى عن الاستبسال في القتال وكيف لا وهو مؤمن إيماناً روحياً قاطعاً بأنه ذاهبٌ إلى جنة الله فور استشهاده..!؟ وهذه الحالة حقيقة دامغة و لا مراء فيها بحيث لا تستقيم معها أية محاولة التفافية كما فعل بعضهم.! إن مثل هذا المقاتل إضافة إلى عدالة قضيته المقتنع بها اقتناعاً راسخاً، مؤمنٌ بأنه سيلاقي ربه على أحسن صورة، وسيلقى عنده نعيماً خالداً افتقده في حياته الدنيا الزائلة.!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟
- الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟
- العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
- تفكيك الانتصار..!؟
- هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟
- حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟
- إذن: ننام على عسل..!؟
- فرسان ( الشنق ) الأوسط الجديد..!؟
- القلاب غير الصالح في الشرق الأوسط..!؟
- حول الوسواس والاستئناس..!؟
- الليبرالية البدوية..!؟
- حاخامات آوادم ومشايخ أخر زمن..!؟
- المختصر في علم المساطيل.. وما يدهش الرعية..!؟
- هو السحر لكن من هو الساحر..!؟
- جماعة الإخوان الكلكاويين في جوهر..!؟
- حركة العدالة والغباء..!؟
- زمن الضفادع العربية..!؟
- والاعتقال أيضاً سنة..!؟
- العشق سنة شريفة..!؟
- قناة الآه أه..إني إني..!؟


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - النصر الإلهي..!؟