|
غرائز حكام اسرائيل الوحشية واقع ملموس!!
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألغرائز الوحشية موجودة ليس في الحيوانات المفترسة فقط، انما وبناء على الواقع في فئات بشرية كثيرة، تميز قادتها على مر التاريخ، بالحقد والعربدة والعُنجهية وسفك الدماء وكره الحياة والسعي الدائم للبطش والقتل والتدمير وزرع الاحقاد وتشويه الحياة الجميلة ودوس قيمها النبيلة، ورغم ان الذين سيطرت على افكارهم وممارساتهم وسلوكياتهم ومشاعرهم وقلوبهم وضمائرهم المفسودة، الغرائز الوحشية واقترفوا ضد البشرية أفظع الجرائم والمذابح وقذفهم التاريخ الى مزبلته وسجلاته السوداء البشعة، لا يزال العالم في القرن الحادي والعشرين يحفل ويعاني من القادة الذين تتملكهم الغرائز الوحشية، غير آبهين لما يترتب عن ذلك من نتائج كارثية ومصائب، يعاني منها عدد هائل من البشرية في كل مكان على وجه الارض. وحسب المنطق، اذا وجد شيء ما، اذن يمكن للانسان ان يفعل شيئا ما حياله، ولنأخذ على سبيل المثال، الاحتلال الاسرائيلي المتواصل، فهو حقيقة ملموسة كل لحظة، وليس دعاية او افتراء او انه وهم من اوهام الخيال البشري، والحقيقة المتفرعة عن حقيقة وجوده واستمراريته وممارساته انه برهان على الغريزة الوحشية التي تتملك حكام اسرائيل الذين وبناء على الواقع اليومي، لا يتورعون عن اقتراف الجرائم ضد البشر والشجر والحجر في المناطق الفلسطينية المحتلة، وغير آبهين لما تتركه تلك الممارسات البشعة، التي هي حتمية للغرائز الوحشية، على شعبهم نفسه من ويلات وكوارث ومصائب وفي شتى المجالات، ففي اسرائيل التي تحمل على جبينها لافتة تقول انها واحة الدمقراطية في الشرق الاوسط، فإنها تفتح يوميا باستمرار سياستها العدوانية الكارثية المتولدة عن الغرائز الوحشية، صفحة جديدة في سجل الوفيات، وفاة المحبة والتآخي وحسن الجوار والقيم الانسانية الجميلة، والرفاه والسلام والضمير الانساني الحي والصداقة مع الشعوب والسعادة والكرامة الانسانية والنزعات الطيبة في الانسان. ومن الغرائز الوحشية، الدعم الامريكي الاعمى لحكام اسرائيل، الذي يُبقي المنطقة بمثابة حقل تجارب واسع لمواصلة سياسة العربدة والمغامرة والتسلط على الآخرين من خلال التكشير الدائم عن الانياب المفترسة لاشباع نهم الغرائز الوحشية، تلك الغرائز التي تضمن مواصلة تكديس الاموال والثروات في ايدي حفنة من العلق البشري، غير آبهة لحق الجماهير الاولي في العيش باحترام وكرامة وسعادة واستقرار وطمأنينة وراحة بال، وأليس وجود عدد هائل من الفقراء والذين ينامون على الطوى والعاطلين عن العمل والذين يفتشون عن بقايا طعام في براميل القمامة والذين يتدهورون الى مستنقعات الجريمة والعنف والمخدرات والذين لا يستطيعون توفير متطلبات الحياة الاولية والاساسية والضرورية، هو نتيجة للغرائز الوحشية المسيطرة على الحكام؟! وطالما ان حكام اسرائيل يؤمنون بامكانية بقائهم على حساب وجود العرب وانتهائهم واستمرارية التفكير بطردهم من وطنهم، فماذا تتوقع من الذئب المكشر عن انيابه وبدافع من غريزته الوحشية غير الافتراس وقرض فريسته؟ وبذلك يكون حكام اسرائيل اعداء انفسهم واعداء شعبهم نفسه لأنهم اعداء الحياة الجميلة الانسانية الحقيقية، وذلك لأنهم يصرون على تغليب الغرائز الوحشية وعلى ابقائها مسيطرة عليهم، بشتى الحجج والذرائع، ولأن سيدهم وراء المحيط يريدهم دائما مخلبه وأنيابه الصفراء الحادة. من المفروض وحسب المنطق انه بعد انتهاء الحرب وما تمخض عنها من ويلات، وبعدما عاناه البشر من مصائبها وكوارثها، وأنها فقط تزرع الخراب والدمار والاحقاد والكره وتشوه الجمال، في النفوس والطبيعة وتعمق الغرائز الوحشية، ان تسعى الجماهير التي عانت من ويلاتها الى السلام وتعميق قيمه وضمان رسوخه وديمومته وللحياة الانسانية الحقيقية، واول وأهم متطلباتها القضاء على الغرائز الوحشية عند القادة القابضين على مقود الحياة البشرية في المجتمع، وابعادهم عن مواصلة الامساك بالمقود، لأن بقاءهم خلفه يضمن تواصل الغرائز الوحشية، وكما يوجد عاطل عن العمل، وبناء على الواقع ولأن الغرائز الوحشية مسيطرة عليه، هناك العاطل عن السلام والمحبة وحسن الجوار والصداقة مع الشعوب العربية وخاصة مع الشعب الفلسطيني، فلماذا والى متى؟ واذا كان حكام اسرائيل يصرون على ان يكونوا عاطلين عن المحبة والسلام والصداقة والتآخي وحسن الجوار مع الفلسطينيين بالذات، ومنهم الاقلية القومية الفلسطينية في اسرائيل التي يصرون على التفكير بطردها من وطنها الذي لا وطن لها سواه، فأين الجماهير وبالذات اليهودية، فلماذا والى متى ستظل هي الاخرى عاطلة عن النضال والكفاح والعمل لالغاء غرائز الحكام الوحشية؟ ومن هنا فإن امر الساعة والمطلب الملح وواجب الجماهير هو الاصغاء الى الصوت الشيوعي الانساني، اليهودي العربي الاممي، وتبني ما يقوله وفي وضح النهار، لأنه الوحيد، وبناء على الواقع والتاريخ الكفيل بالقضاء على الغرائز الوحشية في الانسان، وتعميق سيطرة الغرائز الانسانية الحقيقية المفعمة بحب الحياة وجماليتها ونبذ الاحقاد والشر وكل ما هو سيء في الانسان وابراز وسيطرة كل ما هو جميل وطيب وانساني.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألحزب الشيوعي هو العنوان لولوج طريق جنة الحياة
-
برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي كفيل بإخراس صوت الحرب وترسيخ
...
-
ألتصويت لقوى اليمين يعرّض الحياة للخطر!
-
ألحزب الشيوعي وبستان الحياة
-
ألنظافة الشيوعية
-
الشيوعية والأمومة توأمان
-
المرأة انسان كامل متكامل
-
الـ لا الحكومية والـ نعم الشيوعية
-
يوم الألم العالمي والفكر الشيوعي
-
الفرح والحزن والشيوعية
-
الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|