أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الخميسي - د. رشاد الشامي .. رحيل عالم كبير














المزيد.....

د. رشاد الشامي .. رحيل عالم كبير


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:45
المحور: سيرة ذاتية
    


فارقنا الدكتور رشاد الشامي رئيس قسم اللغة العبرية بكلية الآداب جامعة عين شمس في صمت كعادة العلماء . في عدد سابق من أخبار الأدب جاءت تغطية لندوة شارك فيها د . الشامي قبل أسبوع ، وتحدث فيها عن غياب المعايير الموضوعية في تصنيف الرسائل الجامعية العلمية . جاء رحيله يوم السبت 14 أكتوبر ، عقب إصابته بجلطة في القلب تبعها نزيف حاد أدى لغيبوبة تامة . لم ألتق به شخصيا ، لا في ندوة ، ولا في مكان عام ، لكنني حسبته ضمن أصدقائي المقربين الذين أحتفظ بهم بداخلي من دون أن ألتقي بهم . الدكتور الشامي بدأ رحلته العلمية مبكرا ، حين توالت مقالاته منذ عام 1968 عن الصهيونية والسياسة الإسرائيلية في مجلة السياسة الدولية ، ثم شارك بعد ذلك في تأسيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام عام 1969 مع الدكتور عبد الوهاب المسيري ود . أسامة الباز . وامتد نشاطه على مدى أكثر من ثلاثين عاما من دون توقف ليغطي القضية ذاتها من مختلف جوانبها السياسية والثقافية ، وله دراسة نادرة عن " الشخصية اليهودية في أدب إحسان عبد القدوس" عام 1992 ، أكد فيها مرة أخرى أن الظاهرة الصهيونية ظاهرة متشابكة ذات أبعاد مختلفة ينبغي دراستها في مختلف حالاتها . شغل منصب رئيس قسم اللغة العبرية بجامعة عين شمس على فترات متباعدة ، أشرف خلالها على تخريج أساتذة من الدارسين في المجال ذاته من أبرزهم د . أحمد حماد ، ود . محمد عبود ، وغيرهما . ويؤكد الجميع أن له فضلا كبيرا على كل دارسي الأدب العبري في مصر وغيرها . ورغم أن الدكتور رشاد الشامي أمد المكتبة العربية بأكثر من 22 عملا مرجعيا في مجال جديد ، لا يعمل فيه سواه مع الدكتور المسيري، إلا أنه لم يلق أي تكريم رسمي ، ولا شعبي في حياته ، ولم يكن يوما نجما من نجوم المجالس الثقافية ، لأنه تخير البحث والعمل على قضية شائكة لا تعد ضمن القضايا المهذبة التي تفضلها المجالس لكونها قضايا لا تخدش الفكر والواقع . ويؤكد المقربون من الدكتور رشاد الشامي أنه كان يعاني من مشاعر الإحباط لأسباب كثيرة منها غياب الدعم الحكومي للبحث العلمي وأنه كان يعزي نفسه فقط بطلبته المنتشرين في العالم العربي ، حيث قام بتعليمهم في جامعات الجزائر والكويت والعراق . ولم تكن له سوى عبارة واحدة يكررها للمقربين منه : " امنحوا الجيل الجديد فرصة للتعبير عن نفسه " .
ولد الدكتور رشاد الشامي في 5 يناير 1943 بمحافظة كفر الشيخ ، في أسرة فلاحية متوسطة الحال ، وتخرج من جامعة عين شمس ، وحصل على الدكتوراه عام 1973 ، وعكف على عمله بهدوء بعيدا عن الضجة والصحف إلي أن خرج على المعاش منذ أربعة أعوام دون أن يتوقف عن العطاء .
من أعمال الدكتور الشامي التي تجاوزت 22 عملا مطبوعا عدا أربعة تحت الطبع كتاب:" لمحات من الأدب العبري " عام 1978،وكتاب آخر بالغ الأهمية هو : " الفلسطينيون والاحساس الزائف بالذنب في الأدب الإسرائيلي " عام 1988 ، وكتاب " القوى الدينية في إسرائيل " عام 94 وقد نشرته سلسلة عالم المعرفة وتجاوز عدد النسخ المباعة منه مائة وعشرون ألف نسخة ، ثم " الحروب والدين " 1998، وعمله الكبير " موسوعة المصطلحات الدينية اليهودية " عام 1999، وكتاب " الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية " صدر عن دار الهلال أواخر 2002 ، ثم " تفكيك الصهيونية في الأدب الإسرائيلي " 2003 . وكانت له في موضوع الثقافة الإسرائيلية نظرة واضحة عبر عنها بقوله : " إن الثقافة الإسرائيلية غير مؤهلة لصنع سلام حقيقي لأنها تقوم على مفاهيم دينية عنصرية تعتبر الآخرين دون الآدميين ، فكيف يمكن لهذه السموم أن تصنع سلاما ؟ " . وكان الراحل الكبير ينطلق في كل ما يبذله من جهد ، وكل ما يكتبه من حقيقة عداء الصهيونية الأصيل كمشروع استعماري للعرب ، وأن الصراع ضدها معركة لابد أن نخوضها من أجل المستقبل . وفي كتابه " الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية " يتوقف د . رشاد الشامي أمام الدوافع العدوانية في تلك الشخصية التي شكلتها عوامل عدة منها الاسترشاد المستمر بالروح العدوانية في التراث الديني اليهودي ، والروح العدوانية في الفكر والممارسة الصهيونية ، وعسكرة المجتمع الإسرائيلي واتخاذه القسوة نموذجا ، ثم – وهو الأهم – الطابع الاستعماري لتلك الدولة ودورها في خدمة المصالح الأمريكية .
وبينما شغل الكثيرون أنفسهم بقضايا عديدة فرعية ، جعل د . رشاد الشامي حياته كلها وقفا على مكافحة الصهيونية بدراستها وتعريتها وتمكين القارئ من جوهرها باعتبارها قضية مركزية ، ثم رحل في صمت ، كعادة العلماء ، تاركا لمن تعلموا على يديه مواصلة الطريق .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلسلات المصرية
- غزة تفطر على مدافع الاحتلال
- قوات الديمقراطية الأمريكية والصحافة العراقية
- إسرائيل عدو الثقافة الأول
- نجيب محفوظ لحظة وداع
- حجر وورد .. وجوه لبنانية
- تحرير الانتصار اللبناني من الكذب القادم
- المقاومة اللبنانية وتفكيك الشخصية الصهيونية
- لن نغفر ولن ننسى
- المقاومة اللبنانية وفلاسفة الهزيمة
- الليل طويل والطيارات مش نايمة
- لم يبق في غزة سوى الهواء
- نبيل الهلالي . سحابة العدل
- انطفاء أحمد عبد الله .. قمر على جيل السبعينات
- جينا لندن ترصد أدق الرغبات
- ساندوا الشاعرة الفلسطينية سارة رشاد
- سولجينتسين يواجه الحصار الأمريكي
- شلنات وبرايز
- لا للتمييز ضد البهائيين المصريين .. نعم لحرية الاعتقاد
- البهائية والنزعة السحرية


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الخميسي - د. رشاد الشامي .. رحيل عالم كبير