|
ألأحتكام للتاريخ كي نحافظ على ألأنتصار
أيلول ألأيوبي
الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ألتاريخ مرجعية احتكام حميدة ، لمن يريد أن ينظر الى ألمستقبل ، فاذا أردنا أن نحافظ على انجاز معين ، علينا أن نعود اليه لكي نستخلص ألعبر ألمفيدة . أما أليوم وبعدَ عدوان تموز وما رافقه من انقسامات داخلية طفت على ألسطح بشكلٍ واضحٍ لا ريبً فيه ولا شك ، لا بد من ألتوقف وألتبصر حول آلية معينة تخرج الوطن مما هو فيه ، وتحافظ على مكتسبات ألنصر ألملحوظ ألذي حققته المقاومة ضدَ أعتى قوة في ألشرق ألأوسط . أن ألأختلاف بين أهل ألبيت حول أمورهم السياسية ألداخلية سيما تلكَ المتعلقة بألتفاعل ألسياسي بين ألجماعات وألأحزاب وألطوائف ألمكونة لهذا ألبلد ، هو أمر طبيعي جداً وبنوع خاص في لبنان ، ألبلد ألذي شكلَ ومنذُ نشأته ألأولى نموذجاً حياً في تفاعل ألحضارات ، في ايجابياتها وسلبياتها ، في أزمنتها ألمتشنجة وأوقاتها ألسليمة ، ولكي نفهم هذا ألتفاعل بما يولده من هواجس ، وجبَ علينا ألعودةَ للتاريخ للمحافظة على ألمكتسبات وتلافي ألمطبات . بين مشروع ألدولة ألعتيدة ، ولغة ألمزارع وتقاسم ألحصص وألمغانم . بين ألسيادة ألحقيقية وألأستقلال ألمزور تناقض من ألمستحيل ألجمع بينهما . وفي لبنان أليوم نقيضان كبيران اذا استمَر ألتجازب بينهما ، قضيَ ألأمر على كل ألمكتسبات : فلا دولة ولا قانون ولا وطن . وحَلَ ألأحتكام الى ألغرائز بدلاً من احكام ألتاريخ وعبره ألحكيمة وَضاعَ ألنصر أكانَ الاهياً أو أرضياً . أليوم وبعدما سكتَ ألمدفع وحطت ألحرب ألعدوانية ألهمجية ألصهيونية ألسادسة على لبنان أوزارها ، لا بد للبنانيين من ألتوقف وألتأمل وأخذ العبر ، لا بد لهم من ألدخول في نقاشٍ عقلاني ولو حاد ، بين انتماء ألبعض للوطن ، وبين مدعي ألسيادة مدعيِِ استقلال ( 2005 ) الذين جاهروا بألعداء للمقاومة ، وذهبوا الى حد ألتصفيق لأسرائيل عندما كانت تصب حمم غضبها وحقدها ألأعمى فوقَ رؤوس ألمقاومين وأبناء ألبلد . عندما كانت آلة ألحرب ألصهيونية ألمدججة بأطنان من ألقنابل ألذكية وألقنابل ألمحرمة دولياً كتلك ألمسماة عنقودية ، وألمحشوة بأليورانيوم ألمستنفذ ، وكلها صناعة ألولايات ألمتحدة ألأميريكية تصب جبروتها ناراً فوق مدننا وأهلنا ، كانت موائدهم ألغنية وكؤوسهم تقبل كأس السيدة ( رايس ) . شربوا معها نخب انتصارٍ اعتقدوه وشيكاً على مقاومة شرفت لبنان وألعرب . وفيما كانت طائرات ألعدو تدمر ألحجر وتحصد ألبشر ، كانت شلة من أللبنانيين ألأنتهازيين تتحضر لمرحلة جديدة ابتدعتها مخيلتهم ألمريضة ، بعدما تغذت نوعاً ما بأنقلاب ألرابع عشر من آذار . ولقد بدأوا يتحدثون في سرهم وألعلن أحياناً عن محور آخر يلوح في ألأفق . هذا ألمحور ( ألسعودي – المصري – ألأردني ) المدعوم من ألتحالف الأسرائيلي ألأميريكي انما يدغدغ أطماع ( ألشمعونية ) ألجديدة بأدخال لبنان في حلف بغداد جديد . وما هيَ أحاديثهم وانتقاداتهم واشاراتهم عن محور سوري - ايراني ، يمثله حزب ألله أللبناني ، ويسير في ركابه حلفاء ألحزب وأصدقاوُه ، وكل ألمنقلبين على انقلاب قوى ألرابع عشر من آذار ، الا تغطية لدخولهم محوراً آخر ، مدخلين لبنان مجدداً في أجواء ألصراعات ألداخلية : صراع ألطوائف ألدموي ، ويكون بذلك ألمدخل ألرئيسي للشرق ألأوسط ألجديد ، بعدما فشلت أميركا فشلاً ذريعاً في أفغانستان وألصومال وألعراق وفلسطين ، فربما يكون لبنان ألمدخل ألأنسب لتحقيق هذا ألمشروع وبنوع خاص أن لبنان شديد ألحساسية ألداخلية نظراً لتعدد طوائفه . ولم يتوارع هؤلاء عن ايهام أللبنانيين بأن ألمقاومة تتحمل وحدها مسؤولية حرب تموز وهيَ ألمسؤولة عما لحق بلبنان من خرابٍ ودمارٍ وموت ، لا بل ذهبَ قسمً منهم الى اتهام ألمقاومة بألعداء الى لبنان وكأنها اسرائيل ، وهذا ما يعيدنا الى ألشعارات ألأنعزالية ألفاشية ألتي اعتمدت من قبل ألأطراف أليمينية في لبنان ضدَ كل من حمل ألسلاح من فلسطينيين الى لبنانيين وطنيين وعروبيين وقوميين وأمميين في مواجهة اسرائيل آبان اجتياحها عام ( 1982 ) . وهذا ما يجعلنا نشدد على ضرورة العودة وألأحتكام الى ألتاريخ ، وواقعنا أليوم يعيدنا بألذاكرة ويعيد الينا بألتحديد تلكَ ألصور ألأليمة عندما كانت ألفصائل ألفلسطينية تخرج من بيروت ، وطبعاً خروجاً مشرفاً . وبعدها انتشرت في لبنان قوة متعددة ألجنسيات ، وكلنا نتذكر ما حصل ، دون أن ندخل في اصطفاف كلامي وصوري حول اعادة رسم ألحدث . وعندما نرى أليوم هذا ألأنقسام الداخلي وهذا ألحشد من ألقوة ألمتعددة ألجنسيات تدخل أرض لبنان معززة لا بألآليات وحسب ، لا بل بألترحيب من كامل ألأطراف ، انما يعيد الينا ألهواجس وألتساؤلات ألكثيرة ومنها : هل يصبح لبنان قاعدة عسكرية دولية ؟ هل ما شهدناه من فورة اعمار كبيرة وبنوع خاص في مجال ألسياحة ، هو دليل سابق على هذا ألتوجه ؟. وهل ألدور وألضغوطات الأميريكية وألدولية ألتي ساهمت في انقلاب ألرابع عشر من آذار وما سبقَ من اغتيال رئيس ألوزراء أللبناني ألأسبق رفيق ألحريري وتبعيات هذا ألأغتيال ألمدان وألقرار ( 1559 ) وخروج ألقوات ألسورية من لبنان كانت خططاً وأعمالاً مدبرةَ لألحاق لبنان بألقواعد ألعسكرية وألأقتصادية للأمبريالية ألدولية ؟. هل يأتي ألغطاء الدولي للحرب ألعدوانية الأسرائلية ضد لبنان مضافاً الى ألغطاء ألعربي وألغطاء أللبناني ألذي آمنته له ألقوى ألمسماة ( ألأكثرية ) تأتي في صلب مخطط الأنتلجنسيا ألصهيونية الأنكلوأميريكية ألأمبريالية ألهادفة للقضاء على ثقافة ألممانعة والمقاومة وألتي سرعان ما تجذرت في ألنفوس بعد ألأنتصارات التدريجية بين عام ( 1982 ) – وألعام ( 2000) وصولاً للصمود وألأنتصار ألنوعي في مواجهة عدوان تموز (2006 ) ؟. وهل كانَ على حزب ألله اللبناني أن يستدرك خطأه ألفادح الذي وقع به بعدَ الخامس والعشرين من آذار من ألعام ( 2000 ) عندما أعطى الحزب الى جانب ألقوى المقاومة الوطنية وألقومية وغيرها ألسماح عن عملاء ميليشيا ألعميل ( انطوان لحد ) وتسليمهم للحكومة أللبنانية ، ألتي عاملتهم برفق ان لم نقل بحنان ، وهذا ما سهلَ أمام بعضهم للعودة لعملهم المخبراتي ألحقير وتسبب في موت ألكثير من اللبنانيين ؟ . ان تدخل ايران عبرَ بوابة التفاوض الدولي في شأن ملفها ألنووي ، وعبرَ سورية من خلال ألتوقف عن مضايقة ألنظام ألقائم واعطائه فرصة ألسلام مقابل الأرض مع ألكيان ألصهيوني ، الى تخلي المحور ألأيراني – السوري عن دورهم ألداعم لحزب ألله ليدخل مجدداً ضمن ألطائفية أللبنانية ألقائمة ،فيعيد رسمَ تحالفاته مجدداً مع ابرز رموز قوى ألرابع عشر من آذار ، ويتخلى عن حلفائه وأصدقائه مقابل ألبقاء في ألسلطة ، وما بقاء وزرائه في ألحكومة ألحالية الا دعماً لهذا ألظن ؟ . أمام كل هذه ألتساؤلات ، وأمام ألكم ألهائل من ألتحاليل أليومية في ألصحافة ألمكتوبة منها وألمسموعة وألمرئية ، وأمام ألناس جميعاً ، أمام أبناء ألجنوب وألبقاع وألضاحية ، آمام كل من فقد غالٍ ، وآمام كل بيتٍ مهدم ، وآمام عوائل ألشهداء ألذين سقطوا في ساحة ألوغى وهم يدافعون عن قدسية ألأرض وكرامة ألوطن ورفعة ألأنسان ، نطالب بألعودة الى لغة ألعقل وألأبتعاد عن ألتشنجات وبنوعٍ خاص المذهبية وألطائفية وألتي نراها أليوم تغزو أكثر من أي وقت مضى شاشاتنا وبيوتنا ، وتقوقع انساننا ، وتشتت شبابنَ. الخوف كل ألخوف من أن تتحول ألقوة ألمتعددة ألجنسيات عن مهماتها ألأساسية في ألفصل بين ألمتقاتلين ، الى ألفصل بين ألمتناحرين في ألداخل وعندها نقول وداعاً ليسَ للأنتصار وحده بل للوطن كله . وعندها نستطيع أن نسأل لا بل أن نلقي ألتهم ونقول لهم وبنوع خاص للسياديين ألجدد : أي استقلال أردتم وأي بيعة بعتم ، وعلى أي وطن تدعون الحفاظ ؟ وللوطن عندنا معنى آخر ، ومن هذا ألمعنى انطلقنا للدفاع عنه آبان دخول ألقوات ألسورية اليه ، وآبان ألأجتياح ألأسرائيلي ، وفي ألمواجهة ألأخيرة معه . من ألمسلم به أن لا معنى لوجود أي وطن ، ولا مسوغ لنشوئه أو ضمانة لأستمرار كيانه ألحقوقي – ألسياسي ، ولا صيانة له بدون وعي عميق وفهم صحيح للمقومات ألأساسية ألتي تشكل قاعدة ألوجود وألكيان . واذا أردنا ابراز ألمشاعر ألوطنية ألصادقة ، وأشدها ارتباطاً بحس الأنتماء الى ألوطن وألولاء له ترانا نبرز ألشعور بألسيادة . وألسيادة الحقيقية للوطن لاتأتي من خلال ألسفارات ولا من خلال ألقرارات ألدولية ، ولا من خلال الأختلال في ألموازين وألقوى . ان ما قامت به ألمقاومة ألوطنية اولاً ومن ثمَ المقاومة ألأسلامية ، يأتي في صلب تكريس ألسيادة الوطنية من خلال تجسيد رؤية وطنية وقومية نابعة من ألأحساس ألباطني وألعاطفي للأنتماء الى وطن كامل ألسيادة مهما تبدلت ألخطط وألسياسات ألخارجية ومهما كانت طبيعة ألتحالفات . وكما وجهت سهام ألأتهام حول ألتعامل أو ألتحالف مع ألنظام الأمني ألسوري أللبناني ، سيبقى ألرد من خلال الأحتكام الى ألتاريخ ، وما كشفَ من خلاله عن تواطئهم طوعاً مع ( ألسورليالية ) وكانوا اذنابها ، وكنا من أشد ألرافضين لها كمقاومة وطنية ، اذ أن دخولها الى لبنان كانَ خطأً فادحاً ليسَ بحق لبنان وألخط ألأصلاحي فيه بل بحق سوريا نفسها . وبعدها انتقلت انتهازيتهم ألموروثة للتصفيق للدبابات ألصهيونية وهي تغزوا قرانا ومدننا وتقتل أبناءنا وتهجرنا عن أرضنا . وبعدها لم يتورعوا الى ألعودة مجدداً الى ألأرتماء في أحضان ( السورليالية ) ألمتجددة عندما ُسمحَ لها أميريكياً بألسيطرة على لبنان . وأليوم في هذا الزمن ألأميريكي وفي عهد ألمحافظين ألجدد ألذين هم أشبه بألأصولية ألأسلامية لا بل مرتعاً مهماً لدغدغة مشاعر ألأصوليات في ألعالم كله ، وفي ظل تنامي مشاعر ألأحتقان ألطائفي وألمذهبي ، وحيثُ في ألأفق مشروع جديد ، كسنجري معدل ، نسأل انفسنا ونسألكم أنتم : هل احتكمتم ولو لمرة واحدة للتاريخ ؟ هل تعلمتم شيئاً من تجارب ألماضي ألأليم ؟ أم ان الأنتهازية ألفنيقية ما تزال متجذرة فيكم ، لتعيدنا مجدداً ممالك ودويلات منقسمة ومتناحرة لا أمة تعرف كيفَ تحافظ على مكسب ألنصر وتعرف قيمة ألسيادة ومعناها ؟ .
#أيلول_ألأيوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنتم لستم منا
-
ولدَ ليكونَ ثائراً
-
واقع أمة
-
انشقاق خدام ومشهد آخر من ألفيلم ألأميريكي ألطويل
-
ألديمقراطية وصدام ألحضارات
-
لماذا أغتالوك ؟
-
في ألأتحاد قوة
-
تسونامي
-
هل يعيد ألتاريخ نفسه؟
-
آت يا وطني - تحية الى ألحزب ألشيوعي أللبناني
-
في ذكرى استشهادك غيفارا
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|