أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - عندما -طاش- المعتدلون














المزيد.....

عندما -طاش- المعتدلون


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-

طاش ما طاش اسم لعمل كوميدي تلفزيوني سعودي يعرض كل رمضان، ويتناول بالنقد الساخر جملة من السلوكيات والظواهر الاجتماعية المحلية. هذا العمل الذي يلعب بطولته كلا من الفنانين المتميزين " عبدالله السدحان وناصر القصبي" ومن ورائهما المخرج المبدع "عبدالخالق غانم" أطفأ هذه السنة شمعته الرابعة عشر. في الأعوام الأخيرة، استطاع البرنامج توظيف الانفراج النسبي لسقف الحريات في اقتحام مناطق وعرة وشائكة، وأقصد بذلك إدانة ممارسات المتدينين السلبية، مثل المتاجرة بطول اللحى وقصر الثياب لتحقيق مكاسب شخصية، واستمالة المقدس لتمرير إقصاء المرأة وتجريدها من حقوقها الإنسانية. وبما أن رجل الدين، كما يعتقد، أنه يجسد الدين فكراً وسلوكاً، فهو يعتبر أن أي نقد له هو إهانة للدين وأي تطاول عليه هو مساس بالدين. إن تماهي المتدين مع الله، وتداخل البشري مع الإلهي يمنح المتدين سلطة مطلقة لتوجيه نيرانه في كل اتجاه على مخالفيه تحت دعاوى التكفير والتخوين والتفسيق، فيما يضيق صدره بالنقد حتى ولو كان مخلصاً وبناءً. لقد صار من المألوف أن يعاد نشر فتاوى تحريم مشاهدة "طاش ما طاش" مع اقتراب كل شهر رمضان، وأن تتعالى أصوات أئمة المساجد بالدعاء على الفنانين "عبدالله وناصر"، وأن تتحول المنتديات الأصولية إلى مراجل تفور بالغضب والتحريض عليهما لدرجة وضع رسم كروكي لمنزل الفنان "ناصر القصبي" لمن ينوي الاقتصاص منه!

-2
كان من المفترض هذا العام أن تعرض حلقة تفضح بشكل مباشر التعاملات الخشنة واللانسانية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أنه وللأسف تم حجبها بالإضافة إلى حلقة أخرى تنتقد قبيلة اغتم أفرادها غماً شديداً لمقتل بعيرها في حادث مروري متجاهلين أن هناك ضحية بشرية. ما هي الرسالة التي نستخلصها من حجب تلك الحلقتين؟ إنها ثنائية الدين والقبيلة، أوخطي النار اللذين يحرقان أصابع من يجرؤ على مسهما ولو بكلمة. الدين ذو النزعة الأممية والمفارق لجسد القبيلة المنكفئة على ذاتها سرعان ما يضع يده بيدها أمام أي محاولة لزعزعة مياهه الآسنة. رعاة الدين ووكلاءه الأرضيين سرعان ما تذوب مساحيق السماحة الزائفة عن وجوههم لتكشف عن بثور التعصب والانغلاق تماماً كأتباع القبيلة المملؤيين فخراً وتعصباً لجذورهم وعاداتهم البالية.
-3-
إذا كانت المساعي الحثيثة للمتدينين قد حالت دون عرض حلقة "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فإنها لم تفلح في حجب حلقة "إرهاب أكاديمي" والتي كانت بمثابة صفعة غير محسوبة. الملاحظ أن أكثر من اعترض بشدة وبمرارة وبأسلوب ينم عن تغابي ووقاحة كان ممن يدعون الوسطية والاعتدال. هؤلاء الوسطيين والمعتدلين لم يلعنوا يوماً الإرهاب وأهله كما يلعنون الليبراليين، ولم يحولوا منابرهم لمدافع مضادة للإرهاب كما يستخدمونها في ضرب صروح العقلانية وحرية التعبير، ولم يتبرؤوا من ابن لادن وباقي الوحوش الإسلاموية كما يتبرؤوا من دعاة العقل ويخونونهم. لم يشأ هؤلاء المتلونون أو المعتدلون أن يقولوا أن تلك الحلقة تسخر منا وتهزئ منا، لذا بحثوا عن حجج بليدة ومبررات فارغة للتعبير عن امتعاضهم منها. قالوا أن الحلقة تصور السعودية وكأنها منبت الإرهاب ورافده، وأن الحلقة تسخر من زي المتدينين وطريقة كلام المتدينين. لا مكان هنا لتفنيد هشاشة حججهم وتهافت أفكارهم، فأكثرية القتلة والمجرمين خرجوا من رحم هذه الأرض وليس من جزر واق الواق، والإرهابيون لا يكفون عن تظفير كلامهم بألفاظ مثل الصليبين،الهجرة،الحور العين،التفجير،والتكفير. هذا الغضب العارم الذي اشتعل كالنار في هشيم المتدينين يؤكد، لي شخصياً، أن الفارق بين الإرهابي والمعتدل لا يعدو أن يكون فرقاً في الدرجة وليس في اللون. يوحي لك المعتدل أن المسافة بينه وبين الإرهابي كالمسافة بين الشرق والغرب ولكنها مجرد سنتيمترات معدودة. كلاهما يشرب من ذات الينابيع، وكلاهما يقدسان الماضي ورموزه، وكلاهما يستعدان لسيناريوهات مستقبلية مرسومة، وكلاهما يرتديان نفس الملابس، وكلاهما يتحدثان نفس اللغة. ما الفرق إذن؟ الفارق أن الإرهابي لا يجيد السياسة قدر إجادته لاستخدام المتفجرات والأحزمة الناسفة، بينما المعتدل يعرف كيف يلعب ببيضة الدين وحجر السياسة. الفارق أن الإرهابي يقول في وجهك أنا أكرهك، أما المعتدل فيقول أنا لا أكرهك ولكنه يبغضك لأنك لا تشبهه




#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العرب الشفهية: الوهم...السحر...والجهل
- وهابيات يومية
- لماذا فشلنا في كأس العالم؟
- الرأس إلى الأسفل والقدمان إلى الأعلى
- إيمان لا يبصر لكنه يقطع
- دور السياسي والديني في تخلف الثقافة العربية
- نعم...مازال الإنسان في مرحلة التعددية الإلهية
- تعالوا نشتم أمريكا
- حمائم غاندي ومانديلا أم صقور بن لادن والزرقاوي؟
- القانون في مواجهة المقدس والعرف.
- الثوابت في خطر
- يا للغرابة! أنا لا أكره الشيعة ولا أمقت النساء
- اللون الأحمر وثيران الهيئة
- عندما ينقلب السحر الدنماركي على أهله
- أحاديث كاذبة ولكنها مبجلة
- أطلقوا الله من أسره
- الفردوس.... كم هو حلم جميل!
- انتبه! تحت كل حجر جندي من جند الله شاهر سيفه
- سجل...ابن سبأ (حقيقة) وابن لادن -وهم
- الأديان طرقات... تتناءى ثم تتلاقى


المزيد.....




- “نزلها وشاهد الـآن” تردد قناة طيور الجنة على النايل سات بخطو ...
- غموض شديد يحيط بلقاء نادر جمع مبعوث ماكرون وفريق المترشح الر ...
- الأردن.. جماعة الإخوان تتبنى -عملية البحر الميت-
- أنا البندورة الحمرا ?? .. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القم ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية ينعى الشهيد السنوار ويؤكد أن المقا ...
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ينعى الشهيد يحيى السنوار ويؤكد ...
- الاحتلال يقيد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى
- مفهوم الحرية الإسلامية تحت المجهر.. جدل متزايد وتحديات معاصر ...
- نزلها “من هنا” تردد قناة طيور الجنة بعد التحديث على القمر ال ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - عندما -طاش- المعتدلون