أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فيصل حميد العازل - العنف التربوي و الأسري














المزيد.....

العنف التربوي و الأسري


فيصل حميد العازل

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:43
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



تسعى السياسات التربوية في أغلب بلدان العالم إلى تحسين المبدأ الديمقراطي في العمل التربوي ، وتتبنى مجمل النظريات الحديثة هذا المبدأ في مجال التربية والمؤسسات التربوية المختلفة. ومازالت و جنات الأطفال تتوهج تحت تأثير الصفعات وأيديهم ترتعش تحت وطأة العصي،ناهيك لما يتعرضون له من حملات التوبيخ والشتائم أبجديات القهر والتهديد في إطار المدرسة والمنزل وعلى دروب تحصيلهم العلمي والمعرفي ،أليس من شأن ذلك أن ينعكس بأفدح الخسائر على مستوى نموهم العقلي والروحي والاجتماعي..؟ مما لاريب فيه أن العنف التربوي يقود إلى إنتاج الشخصية السلبية التي تعتريها روح الهزيمة و الضعف والقصور وبشكل الإطار العام لعملية تشويه تربوي سلبي يبدأ في إطار الأسرة وينتهي في أحضان المؤسسات التربوية المختلفة , ومن شأن ذلك إعاقة عملية النمو والتكامل و الازدهار في الشخصية الإنسانية , ويتميز المفهوم بالاتساع والشمولية وذلك بالقياس إلى مفهوم العقوبة التربوية إلى الفعل السلبي الذي يوقعه المربي على الطفل كالضرب والحرمان والتهديد وذلك بهدف منع الطفل من ممارسة فعالية سلوكية أو تربوية محددة ويمكن أن نميز الجوانب التالية في العقوبة التربوية .
1- مصدر العقوبة : معلم – مربي .
2- نوع العقوبة : كالضرب والحرمان والتهديد .
3- سبب العقوبة : كمخالفة الأنظمة والقوانين أو التقصير في أداء الواجبات المدرسية .
4- غاية العقوبة: إيجاد نوع من السلوك المرغوب فيه , أو نفي لسلوك غير مرغوب فيه .
5- موضوع العقوبة: ويمثل ذلك فرداً أو مجموعة أفراد .
إن ما نعنيه بالعنف التربوي يختلف إلى حد كبير ما نعنيه بالعقوبة التربوية وذلك من حيث الشمولية ودرجة العمق و التأثير. فالإرهاب أو العنف التربوي يكون عبر فعاليات تربوية سلبية متعددة تشكل المناخ العام لعملية تفريغ واستلاب نفسيين .
فالعنف يتحقق عبر سلسلة من الخبرات المؤلمة التي يعانيها الطفل عبر سيرته التربوية في إطار الأسرة والمدرسة . فالعنف التربوي : هو الفعاليات التربوية والخبرات السلبية كالعقوبات الجسدية والاستهزاء والسخرية والتهكم وإحكام التبخيس وغير ذلك من الإصابات النفسية والمعنوية التي تشكل المناخ العام لحالة الخوف والقلق التي يعانيها ( الأطفال ) وتستمر عبر الزمن وتؤدي إلى نوع من الإعاقة النفسية والفكرية وإلى حالة من الاستلاب أو عدم القدرة على التكيف و المبادرة .
العنف الأسري _ ما زالت أساليب التربية التقليدية تهيمن بشكل واسع في أوساطنا ولتباين مستوى الوعي التربوي والثقافي للفئات الاجتماعية المختلفة .
ويمكن لنا بالملاحظة البسيطة أن ندرك طابع العنف الذي يهيمن على العلاقات القائمة في إطار الأسرة التقليدية . وفيما يلي تحديد بعض الملامح الأساسية للعنف التربوي الذي يسود في أجواء الأسرة والتي تنعكس سلباً على تكوين الأطفال الروحي والعقلي وهي :
1- المنازعات الزوجية والخلافات التي تحدث بين الزوجين في إطار الأسرة والتي تأخذ مظاهر متعددة تبدأ بالصراخ وتنتهي بالضرب .
2- الشجار الذي يحدث بين الأخوة الذين يتبادلون الشتم والضرب .
3- أساليب التهديد و الوعيد الذي يمارسه الكبار على الصغار .
4- اعتماد الآباء والأمهات على أسلوب الضرب المباشر للأطفال .
5- الأحكام السلبية التي يصدرها الأبوان على الطفل , غالباً ما يقوم الأبوان بها وذلك من أجل تكوين نمط من السلوك عند الطفل بالاعتماد على قصص خيالية مخيفة للطفل ,و في أغلب الأحيان نجد رائحة الموت والذبح والحرق بالنار وقطع الأعناق تفوح من هذه القصص التي تمثل في نهاية الأمر نسقاً من معايير الإرهاب والتخويف التي تجعل الطفل في حالة من القلق والتوتر الدائمين , وفعل ذلك يؤدي إلى شلل كامل في بنية الطفل الذهنية والعقلية .
العنف المدرسي : هل يستطيع أبناء الجيل الذي ننتمي إليه والجيل الذي سبقنا أن نتصور معلماً دون أدوات التعذيب من عصي وغير ذلك ..؟ أن نكون متواضعين حين نقول إننا خرجنا من المدرسة أشلاء نفسية محطمة . أما اليوم فهل نستطيع أن نقول عهد السياط قد ولى إلى الأبد في إطار مؤسساتنا التربوية , ألا توجد مظاهر العنف التقليدية في بعض المؤسسات ...؟ ألا توجد مخالفات للأنظمة التربوية التي تمنع ذلك . والكتب الوزارية دليل قاطع على ذلك.مع الأسف الشديد يمكن لنا أن نؤكد ذلك وفقاً لتجربتنا وملاحظاتنا وذلك ليس سراً , هاهو أحد المعلمين يقول لماذا لا يسمح لنا بالضرب في المدرسة مع أن ذلك سائد في إطار الأسرة ...؟ لماذا يحظر علينا ما هو مباح في الأسرة ...؟ ويستطرد ذلك المعلم قائلاً : إن طلابنا مشاغبون ولا يمكن لنا أن نتخلى عن أسلوب العنف في التربية , فإذا كان ممارسة العنف بالطرق التقليدية قد تقلص إلى الحدود الدنيا فإن التجربة والملاحظة تشير إلى ممارسة أنماط جديدة من العنف تتمثل في جملة المواقف التربوية السلبية التي يبديها بعض القائمين على العملية التربوية ويتجلى ذلك في أساليب الشتائم والكلمات النابية الفظة التي يطلق عنانها في قاعات التدريس وعلى مختلف المستويات والصفوف . .
إن الكثير من المظاهر التربوية المرضية التي نعانيها في المدرسة هي نتاج لموروث ثقافي وتركة ثقافية متخلفة أملتها ظروف اجتماعية عبر أحقاب تاريخية متعاقبة , وإن استخدام العنف في المدرسة يبرر لاحقاً للطالب نفسه الذي أصبح معلماً فيما بعد شرعية العنف كقيمة تربوية ...
وإن الإرهاب التربوي في نهاية الأمر يؤدي إلى إنتاج شخصيات إرهابية خائفة تتميز بالضجر و القصور وتكوين الشخصية السلبية والإحساس دائماً بالضعف



#فيصل_حميد_العازل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام ودوره في تكوين الرأي العام


المزيد.....




- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...
- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...
- الأمم المتحدة: نصف عناصر الجماعات المسلحة في هايتي أطفال
- اليونيسف: نسبة غير مسبوقة...  نحو نصف أعضاء الجماعات المسلحة ...
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتزامناً مع انطلاق ...
- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فيصل حميد العازل - العنف التربوي و الأسري