أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - ود المك.. زلزل رجال الدين














المزيد.....

ود المك.. زلزل رجال الدين


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 09:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(درامي سخيف، علماني، وسخ، شفاتي، ثورجي، شيوعي، مرتشي، وراهم تمويل غربي لهدم الدين، وتشويه الإسلام، ومعاداة رجال الدين، وسغيل، وما شادي حيله، نشر زواج رجل من رجل، سيداوا، تشويه الأئمة والدعاة، والاستهانة بحرمة منصب الامام، ملحد، كافر، هدفهم الطعن في المتدين، الطعن في الملتحي. جاهدوهم ما تقتلوهم، اجلدوهم، امرأة رقاصة، وعورتها بره دايرة توقف بيها دين الله! أي واحد يلاقي في الشارع يتف لي في وشه على ضمانتي)، ولم تفوت عليهم الفرصة في التعرض للمناهج ودكتور عمر القراي.. هذا غيض من فيض طفحت به افواه، وحناجر أئمة المنابر، في يوم الجمعة بالمساجد في أيام هن مباركات عند الله، لا يصح فيهن غير الطيب الصالح! يظنون جهلاً انهم يدافعون عن صورة الائمة من التشوية، ولكنهم نجحوا في تأكيد ان هؤلاء هم رجال الدين، بل هؤلاء هم الأئمة.
وبجهالة لا يحسدون عليها، فقد نصر أئمة وخطباء مساجد الخرطوم، قضية المسلسل الدرامي (ود المك) الذي اخرجه المسرحي هيثم الامين، وبطولة كل من مصعب عمر المشهور ب (زول سغيل)، واحمد البكري، وسلافة مكي، واوسو، وصلاح احمد الذي جسد دور رجل الدين الفاسد والمرتشي (شيخ الرفاعي)، الإمام المفتون بمتع الدنيا، وبه خصلة البخل، والتجسس على الجيران.
لقد غضب أئمة الجوامع لأنفسهم ولم يغضبوا لله، فالله حافظ لدينه، لكنه الحرص على المكاسب، والمناصب، والجاه، وخدمة الحكام، والتملق لهم، فهم من قديم، جعلوا لأنفسهم طبقة مجتمعية، ذات طابع قدسي، هم الفقهاء في الدين، الذين وظفوا أنفسهم ليفتون في أمور الناس، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ
القلب وان افتاك المفتون).. ان اَفة الدين هي رجال الدين أنفسهم، من الذين شغلتهم قداسة اللحى، ثفنات الصلاة، والتدين الشكلي، من معايير التدين الحقيقي في الاخلاق، وتحري الحق، والتواضع، والخطاب المؤدب بأدب الدين، وسماحة النفس (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء). لقد درج رجال الدين في مواجهة نقد الفكر الديني والإصلاح، على استغلال عاطفة الشعب المتدين المحب بفطرته للدين، والارهاب الديني في مواجهة الخصوم.
ثم الم تكف السودانيين، والرأي العام فيه، تجربة الإرهاب الديني التي امتدت الى ثلاثين عام من الحكم الإخواني، الذي سادت فيه الشئون الدينية والفقهاء واستعلوا، وكانوا لا يستحون من عبارة (علماء السلطان).. تبادوا المنافع والمتع الدنيوية، يحللون لهم الفساد، ثم هم أنفسهم يفسدون في منظمات الدعوة الإسلامية، وسرقة أموال الزكاة، والحج والعمرة، والاوقاف، وصمتت تلك الحناجر، والقلوب الخاوية، خوف بطش اللجنة الأمنية والسجون، ولم ينقدوا منكرا في ذلك الزمان ولو بكلمة حق، بل أفتوا (بقتل ثلث الشعب).. الشاهد أن هؤلاء الخطباء، لا يؤمنون بالديموقراطية، لكنهم يستهينون بالسيولة الأمنية الراهنة، وحالة اللا دولة في عهد البرهان، يتجاسرون بفضل دماء الشباب الثائر، والجيل الذي قام بهذا العمل الدرامي الذي أقض مضاجعهم! ويكفي نموذجا شخصية أمام مسجد خاتم المرسلين والداعية الشيخ عبد الحي يوسف، صاحب (الظرف الرئاسي) الذي تسلم مبلغ خمسة مليون دولار لقناة طيبة، ولديه أربعة عشر وظيفة يقبض مرتبات جميعها، والشباب تقتله العطالة. ولا يستحي من أن يحدث الناس وذكرهم ان (دين الله خط احمر).
اما فتاوي تحليل فساد وجرائم الائمة، والاعتداءات الجنسية المتكررة لرجال الدين، من أمثال الامام (ن.أ) الذي اغتصب طالبة وادانه القضاء بالجلد وعشرة أعوام سجن، وعفي عنه الإسلاموي المخلوع البشير، وعاد يصلي بالناس في المسجد، بالتواطؤ وصمت رجال الدين.
يحدثنا الشيخ محمد مصطفي عبد القادر في معرض نقده للمسلسل، كيف جازت مثل تلك الجرائم الفظيعة (ممكن امام جامع يغتصب ليهو ولد، عادي جدا ما فيها هناي.. لكن، لما تتكلم البتكلم في الكلام دا يتكلم شنو؟ يتكلم عالم، بعدين تتكلم بالتعميم... وتستر عليه الا إذا جاهر) يوتيوب 1 ابريل 2023
والفتوي توكد على ان الذي أزعجهم ليس عيوبهم! وانما كشف الدراما لسترها، (وان تبدوا ما في أنفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله) فالسلفيون اعجزتهم الحضارة الغربية، وبالرغم من اللحى وقصر الجلابيب، وحمل العصي، لم يفلحوا في اتخاذ الدواب كوسائل مواصلات! فحملوا القرن السابع في تفكيرهم الديني، لكنهم اجبروا بحكم الوقت على اللحاق بركب الحضارة الغربية، ومنتوج العلمانية، وبلاد الكفار في التقدم التكنلوجي، والعولمة، فاستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي، وقنوات التلفزيون، واليوتيوب، وصنعوا كتائب جهاد إسلامي حرباً على كل من يخالفهم.. وهم في دخيلة أنفسهم، يؤمنون بفقه ملك اليمين، والرق، ولا يمانعون الأئمة (العيالاتية)! والولدان الخصيان، ويتمنون عودة مجون العصر الاموي والعباسي. وهؤلاء العلماء بزعمهم في خصومتهم، لا يقارعون الناس بحجج الفكر والمنطق، يمنعون الناس من اعمال الفكر والنقد المستنير، يلجأون للوسائل المجربة في التكفير، وتحريض السلطة، ويظنون انهم الواسطة بين الله وعباده، وأن لهم (حصانات) الهية لا يسمحون بانتزاعها.
ولقد حمدنا للمخرج، عدم الخضوع للإرهاب الديني، ومواصلة عمله الدرامي الناجح، وتجربته الرائدة في انتشال الدراما من النمطية التي تروق لأذواق، وفتاوي الائمة والفقهاء، من شاكلة (فضيل)، والتعنيف بالنساء، وسبهم، والانقاص من قدرهن، بالتحريض على التعدد، وزواج السر، والمتعة والمسيار، والفساد، وسوء الاخلاق المشرعن. فلقد قدمتم أيها الشباب الواعي عمل درامي راقي في فنياته وفي محتواه، تعرض لازمة الاخلاق، في عمل واقعي يلامس تطلعات مجتمع ثورة ديسمبر في التغيير، والحياة الانسانية الكريمة، فهلا اختشي رجال الدين؟!



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من للفقراء يا جبريل!
- يوم المرأة.. إلى لونا في آلائها
- متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟
- أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!
- جذرية الفكر والمواقف لدي الأستاذ محمود محمد طه!
- سلاح الاغتصاب! اوجاع السودانيين وشماتة الاسلاميين
- الغبشاوي وفقه التحالف مع الشيوعيين
- إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!
- اسقاط العمامة من إيران للسودان!
- بيان الشرطة! أي كذب زار بالأمس خيالي
- الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب
- زوجة المخلوع.. (يا عزيزي كلنا لصوص)
- لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم)
- سرطان شهوة الفساد!
- الهوس الديني وجحيم الفوضى!
- وفد (السفارة) بين الاخلاق والسياسة!
- قادة حركات ولؤم طباع!
- البرهان وتجديد وصاية المحتل!
- انهم يغتالون الاخلاق!
- مالك عقار ومصيدة الانقلاب!!


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - ود المك.. زلزل رجال الدين