أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - نعم للفيدراليات الإدارية وألف كلا للفيدراليات المذهبية!














المزيد.....

نعم للفيدراليات الإدارية وألف كلا للفيدراليات المذهبية!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول العديد من الكتاب والساسة العراقيين تقديم دعاة رفض الفيدراليات على أسس دينية أو مذهبية بكونهم ضد مبدأ الفيدرالية أصلا.
صحيح أن قانون الأقاليم الجديد يستند لنصوص في الدستور الدائم؛ ولكن أصل المشكلة هو هذا الدستور المتناقض الذي يفتح سبل الحكم الإسلامي باسم حكم الشريعة، والذي يهضم حقوق المرأة ، ويعطي للأقاليم صلاحيات استثنائية لا نجد مثلها في أكثر الدول الديمقراطية الاتحادية عراقة ورسوخا.
نعم، هناك من يرفضون هذا المبدأ أصلا، ونعم هناك من أثاروا باستمرار موضوع تعديل الدستور لحذف البنود الخاصة بالفيدرالية مع إعلانهم منذ التسعينيات بقبولهم بالفيدرالية الكردستانية. غير أن هذا لا يعني تبرير وتشريع قيام فيدراليات تقوم على أساس مذهبي بحت، كما هو معنى ومحتوي وغرض "فيدرالية الجنوب" من تسع محافظات لمجرد كونها ذات أغلبية شيعية. وإذا كان القانون الجديد قد اتخذ بعد مشاورات بين كتل سياسية عديدة، فإن هذا لا يعني أن القانون سليم وصحيح، لأن ما يقوم على الخطأ خطأ. وليرنا هؤلاء الإخوان، وخصوصا دعاة فيدرالية الجنوب والذين هم أصل المشكلة، أية دولة اتحادية ديمقراطية في العالم تقوم على أسس مذهبية أو دينية أو حتى عرقية بحت؟
إلا أن ما يقل أهمية وخطورة، في الوضع العراقي الراهن ليست إثارة موضوع الفيدراليات الجديدة بهذا الإصرار والإلحاح والاستعجال بقدر مدى ملائمة إثارة القضية مع الوضع الأمني والاجتماعي والسياسي المتدهور كل يوم. أية مشكلة هي الأهم والأخطر اليوم؟ هل إقامة فيدراليات جديدة ستزيد الوضع الأمني خسائر كبرى جديدة أم تركيز كل الجهود لضرب الإرهاب القاعدي – الصدامي وحل المليشيات الحزبية، التي يبدو تماما عجز حكومة المالكي عن مجرد التفكير في حلها؟؟ أية قضية هي اليوم محور هموم العراقيات والعراقيين، الذين يعيشون يوميا تحت كابوس الخوف والرعب اليوميين من عمليات التفجير، والخطف، وقطع الرؤوس، والتعذيب قبل القتل، والتطهير الطائفي الذي تمارسه القوى المسلحة من الطرفين وبالطرق الأكثر بشاعة ووحشية؟ هذه المخاطر لم تعد تمس النشيطين السياسيين أو أقاربهم وحدهم أو كبار الموظفين والخبراء وحدهم، بل كل مواطنة ومواطن يجرؤان على مجرد الخروج من البيت بينما الموت المجاني يهددهم في كل لحظة.
أية فيدراليات جديدة بينما صواريخ القتل والتطهير تضرب كل يوم، والتدخل الإيراني في المحافظات المقصودة، وفتن صنائع إيران وفي مقدمتهم مقتدى الصدر هي على قدم وساق كما يقال، بموازاة تدخل سوريا وبعض أوساط الخليج الذين يقدمون العون المالي والسياسي والدعائي السخي لقوى القاعديين التكفيريين الذين يعتبرون الشيعي والمسيحي واليهود وكل غير المسلم السني أعداء للإسلام يجب اجتثاثهم؟!
القضية الأكبر اليوم هي ضرب الإرهاب بكل أشكاله ومذاهبه، وفرض الأمن وسيادة القانون وإنهاء الفوضى العارمة التي تشهد ظاهرة "كل لنفسه" أو "كلمن إلهْ" كما يقول العراقيون.
ليست الفيدراليات هي همّ اليوم والتي تعني وتمس الشعب مباشرة، بل هو الأمن أولا وثانيا وثالثا، وإذا أريد تعديل الدستور فليكن الغرض منه حذف البنود عن أحكام الشريعة والتضييق على المرأة.
إن من كبريات مخاطر قيام فيدراليات دينية مذهبية فتح الأبواب لتدخل خارجي إقليمي أوسع نطاقا أضعافا مما هو عليه اليوم، وصراع الفدراليات والتقسيم. وآخر دليل إعلان القاعديين في الرمادي عن كون المنطقة "جزء من الجمهورية الإسلامية العراقية"، أي جمهورية طالبانية كما يحلمون.
في ظروف كظروف اليوم تتطلب المصالح العامة قيام حكومة قوية بل عسكرية غير حزبية مؤقتة لمدة عام مثلا، تكون قادرة، مع أقوى تنسيق وتعاون غير مشروط مع القوات الأمريكية والبريطانية وغيرها، على تحقيق المهمة. ترى، هل هناك من حل غير حكومة عسكرية وطنية غير حزبية لإنجاز المهمة الصعبة؟؟"
الوقت يمر، والعراق يسير حثيثا نحو كوارث جديدة ومحن ومآس أكبر وأوسع نطاقا. ولكن قوى سياسية ودينية عديدة لم تعد تفكر بغير حساباتها الخاصة ولو خرب العراق وفني الشعب!
هاكم الفتن الدموية الجديدة لمقتدى الصدر. أي بلد غير العراق يشعل فيه أمثاله الفتن المسلحة باستمرار رغم وجودهم في الحكومة والبرلمان؟! إن مقتدى الصدر هو حليف علني للتكفيريين والصداميين ومع ذلك هو في الحكم ويا للعجب. تذكروا مظاهرات التكريتيين ورفعهم صور صدام بجنب صور مقتدى الصدر. تذكروا إعلانه عن تأييد فتنة الفلوجة وإعلان القاعديين والصداميين عن تأييد إرهابيي جيش المهدي خلال فتنة النجف. فهل اهتم "البيت الشيعي" والائتلاف"" بمعنى ذلك مع الصراخ اليومي عن اجتثاث البعث، أم في كل مرة يسارعون لإنقاذه كما حصل في عام 2004، ويفتحون أمامه باب السلطة والبرلمان حتى أنه بدون دعم النواب الصدريين ما كان ممكنا تنصيب السيد رئيس الوزراء؟!
نعم ، لا حل قريب في نظرنا غير حكومة قوية غير حزبية تركز كل الجهود على ضرب الإرهابيين ووقف التدخل الإقليمي وحل المليشيات. لكن السؤال هو: هل هذا حل عملي لو ترك الأمر للقيادات السياسية العراقية وحدها وبلا ضغط أمريكي مكثف ؟؟ لا أعتقد!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى عن البرلمان وحرية الصحافة...
- كلمة عن حرية الصحافة في العراق..
- مع الحروب الأهلية الفرنسية - 2
- عن فن إدارة الحروب الأهلية وتوظيفها – 1 -
- الإسلاميون العراقيون وديمقراطية الحذاء!!
- مغزى وعواقب 11 سبتمبر
- خواطر وتداعيات في رحيل نجيب محفوظ
- تفجيرات تركيا إساءة وتشويه للنضال الكردي..
- من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..
- دم رخيص وأمن مفقود..
- الأسد وخلف بن أمين!
- الحرب الأخرى!
- لماذا يرفضون القوة الدولية؟!
- ونفاق دولي أيضا!!
- السجال السياسي بين البؤس الفكري والتدهور الأخلاقي
- السيد نصر الله و-الوعي الإلهي-!
- الجحيم العراقي!
- هل ماتت كل الضمائر العراقية؟!
- رحيل المفكر الليبرالي المتمرد .. جان فرانسوا ريفيل
- إنما باسم الله هم يقتلون!


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - نعم للفيدراليات الإدارية وألف كلا للفيدراليات المذهبية!