الحلقة الرابعة/ ماذا بعد مرور عام على المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مركز الدراسات البحثية
منذ فترة طويلة يطرح عدد من الرفيقات والرفاق على قيادة الحزب الشيوعي العراقي مقترح انشاء مركز دراسات بحثية، بهدف اعداد البحوث والدراسات واستطلاعات الرأي واجراء الإحصاءات، التي من شأنها ان تضع قيادة الحزب في مختلف المستويات وفي جميع المختصات واللجان، امام كم من المعلومات، تؤهلهم لاتخاذ القرار المناسب، خاصة وان التغييرات السريعة في العراق تفرض علينا كحزب ان نكون متهيئين ومتوقعين لكل حدث جديد. ولعل أهمية وجود مركز دراسات تأتي من عدم وجود حزبنا في الحكومات المتعاقبة، وان تواجد فانه بعيد عن مصدر المعلومات، ما يجعلنا في اغلب الاحيان نتخذ مواقف كردود فعل لما يجري، او نستنتج ونقرأ مجريات الاحداث نظرا لقلة المعلومات المتاحة. ولأن الحزب يفكر بإنشاء هكذا مركز، ولأجل ان نشير الى أهمية وجوده، توجهت بالسؤال الى الدكتور علي بداي المختص في مجال الهندسة المدنية والإعمار البيئي، المدرس وقائد مشروع البناء المستدام، المنفذ من قبل مجموعة من طلاب المعهد الهندسي وسط هولندا، والساعي مع البلدية في برنامج مكافحة الفقر، السجين السياسي في سجون حزب البعث المنحل، ناشر لخمس روايات وكتب اجتماعية، ومؤلف لكتاب فيزياء هندسة البناء وعوامل التحكم البيئي بجزئين لطلاب كليات الهندسة المدنية والمعمارية، بالإضافة الى أربعة كتب قيد النشر، له بحوث علمية هندسية تركز على تدوير الطاقة، وناشر لبحوث في مجلة كلية الهندسة بغداد بالإنكليزية، وفي المجلة التكنيكية الاوربية للبيئة الداخلية في بلجيكا (REHVA).
سؤال: ـ
بعد دعوات سبقت، وأخرى طرحت في المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، تطالب بإنشاء مركز دراسات وبحوث خاص بالحزب، يهتم بمجالات مختلفة، بحثية واستطلاع رأي واحصائيات، يمكن لها ان تقدم صورة لرفيقات ورفاق الحزب باتخاذ القرارات المناسبة. هنا اطرح عليك الأسئلة التالية سعيا للاستفادة من خبراتك الاكاديمية والسياسية والاجتماعية. هل تأخر الحزب في إنشاء مركز الدراسات، ما هي أهمية وجود مركز دراسات خاص به، ما هي المجالات التي يمكن ان يهتم بها المركز، هل هناك إمكانية مادية وبشرية لدى الحزب لإنشاء هكذا مركز بحثي، هل يمكن الاستعانة برفيقات ورفاق من خارج الحزب لتحقيق دراسات بحثية، كيف لتلك الدراسات ان ترفع من مستوى شبيبة الحزب ممن يهتم في ولوج هذا المضمار، وأخيرا هل سيؤثر هذا المركز في نوعية القرارات السياسية المتخذة من قبل الحزب؟
جواب: ـ
يعد مركز الدراسات البحثية ترجمة عملية تفصيلية ملموسة لسياسة أي حزب ينشط على الساحة ويعمل من اجل نقل المجتمع والدولة الى مناطق متقدمة، في مختلف المجالات. مثلاً ما هو شكل ومحتوى اقتصاد الدولة التي ينوي الحزب بنائها؟ مادام للحزب رؤية خاصة بهذا الشأن، لا بد إذن من ان يكون له مصدر معرفي يواكب التقدم العلمي، مصدر قادر على تقديم المشورة التي تدعم توجهاته الأيديولوجية. وهذا يتوضح مثلاً في حالة تولي احد أعضاء الحزب منصب نائب في البرلمان او وزير في الحكومة، فهو بحاجة الى تقديم برنامج متكامل يستند الى قاعدة علمية تضع الحلول الملموسة لحاجات ومشاكل المجتمع. ولا يخفي على احد ان مراكز الدراسات تنشط الحركة الفكرية في البلاد، وتدفع بها الى مواكبة التطورات العملية والاجتماعية في العالم.
من هنا يلاحظ ان الحزب الشيوعي العراقي بحاجة الى إقامة مركز الدراسات، ارتباطا بمهامه الاجتماعية العامة والجذرية، يمثل مرجعية معرفية، تجنبه المفاجئات، وتمكنه من قطع الطريق على القرارات المستعجلة، والاجابات غير المكتملة عن أسئلة تحتاج إجابات معمقة ومقنعة.
من المهم ان يستعين مركز الدراسات برفيقات ورفاق الحزب من ذوي الاختصاص، وهم كثيرون ومتواجدون في الوطن وخارجه، ما يوفر إمكانية كبيرة للتنوع وسهولة التعاون بين الداخل والخارج، بالإضافة الى امكانية الاستعانة بشريحة واسعة من الباحثين من خارج الحزب، فهم مصدر معرفي ثري من غير الصحيح التفريط به، خاصة وان الكفاءات العراقية مستعدة دائما لتقديم نتاجاتها في أي مجهود يستهدف خدمة الشعب العراقي. من هنا نؤكد ان الإمكانية متوفرة لإقامة مركز دراسات خاص بالحزب الشيوعي العراقي، يدعمه توفر الكفاءات البشرية، اما الموارد المادية فيمكن لها أن تُخلق بانتهاج إدارة استثمارية عصرية ناجحة.
في البحث عن المجالات التي يمكن ان ينشط او يعمل عليها المركز فهي تسع كل الفروع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة الى استطلاعات الرأي والاحصائيات، طالما كانت للحزب وجهات نظر بشأن اقتصاد الدولة والمجتمع. ارتباطا بالمجالات التي ينهض بها المركز، فهو يوفر أداة ونقطة جذب للشبيبة الحزبية وحتى غير الحزبية، وعلى جوانبه ستنبثق مختلف اشكال الأنشطة الحوارية والتطويرية.

#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات