أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - تهافت الاعجاز العلمي للقرآن















المزيد.....


تهافت الاعجاز العلمي للقرآن


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 16:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن ننظر الى القرآن الكريم ككتاب وحي وهداية منزل من الله الى نبيه الكريم ليبلغ رسالته السماوية الى الناس كافة ، وهو اعظم واسمى من اي انجاز علمي ، وبالتالي لايمكن تفسيره على وفق العلوم التطبيقية التي تتصف بالتغيير المستمر .

       فقد ارسل لي احد الاصدقاء تسجيلا يشرح فيه صاحبه الاعجاز العلمي للقرآن الكريم بعدد ايات سورة البقرة . وقد جمع آخر آيتين ليصبح الرقم 571 وهو تاريخ ولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد غالى في تفسير ذلك وعزاه الى الاعجاز العلمي للقرآن .
وقد فاته بان هناك اختلاف في ترقيم الايات .
قال الشاطبي ان عدد ايات سورة البقرة عند البصريين؛ مئتان وسبعةٌ وثمانون آية، وأمّا عند المدنيين والمكيّين والشاميين؛ مئتان وخمسةٌ وثمانون آية، وأما عند الكوفيين؛ مئتان وستةٌ وثمانون آية .

ان هناك بعض المفسرين يحاولون اثبات تنزيل القرآن بالعلوم الوضعية وهذا النهج ليس جديدا ، فقد استخدم المفسر فخر الدين الرازي العلوم  الكونية في تفسيره للقرآن الكريم من باب الاجتهاد والتوسع في شرح آيات القرآن .

لم تقتصر دعاوى الإعجاز العلمي على المسلمين فقط، بل شاركهم فيها العديد من الباحثين اليهود والمسيحيين، واصدروا كتبا عديدة بهذا المعنى مثل  "الكتاب المقدس والعلم الحديث" يتحدثون فيها عن إعجاز علمي في مسائل عديدة منها مدة خلق الأرض وعمر الكون، واليوم عند الرب وغيرها كثير .

وفي العصر الحديث انتشرت مثل هذه الدعوات في محاولة متهافتة لإثبات صحة الدين الإسلامي من خلال تحميل النص اكثر مما يحتمل ، ومازالت مستمرة رغم ظهور تناقضات عديدة فيها .

وكان على رأس حركة التفسير العلمي الحديث محمد فريد وجدي، وطنطاوي جوهر، والرافعي ومصطفى محمود، وعمر الراوي وزغلول النجار وكثير غيرهم، كما تم تأسيس منظمات عالمية وعربية للإعجاز العلمي، مثل الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة وغيرها .

مثل هذه المحاولات قد تعطي مفهوما عكسيا لما اريد بها . حيث تسببت في إشكاليات عديدة بين النص القرآني والعلم حيث بالغ بعض المفسرين في تأييدها اعتقادا منهم بأن القرآن يحوي كل العلوم والمبتكرات الحديثة .

إنّ انتشار دعوى الإعجاز العلمي أعطت فكرة خاطئة عن التفسير العلمي لآيات القرآن ، حيث يفترض ان من يفسر القرآن هم العلماء والمختصين بما فيهم علماء اللغة والفلاسفة من دون توسع ولا غلو .

علينا التمييز بين الدين والعلم ، فلكل منهما منهجهما البحثي والتفسيري المستقل ، ولايمكن الخلط بينهما ، مما يضر بالعقيدة الايمانية ذاتها.

ان منهج تفسير القرآن بالإعجاز العلمي قد لاقى معارضة العديد من العلماء والباحثين ، منهم العلامة الشاطبي إبراهيم بن موسى المكنى بابي اسحق ، المتوفى سنة 1388م ، 790هـ . الذي اعترض على المبالغة والتجاوز ، ورفض  استخدام المعارف الكونية في تفسير القرآن الكريم .
واستمر الرفض إلى يومنا هذا من بعض العلماء المسلمين مثل
رشيد رضا صاحب تفسير المنار .
والشيخ / محمود شلتوت وتلامذته حيث يقول عن التفسير العلمي:  إنهم طائفة المثقفين الذين أخذوا بطرف من العلوم الحديثة ثم نظروا في القرآن وتأوّلوا على نحو زيّن لهم أن يفتحوا في القرآن فتحاً جديداً،
فأفسد ذلك عليهم علاقتهم بالقرآن، وأفضى بهم إلى صور من التفكير لا يريدها القرآن، ولا تتفق مع الغرض الذي من أجله أنزله الله .

وكذلك عباس محمود العقاد الاديب والمفكر المصري الذي رفض الربط بين القرآن والعلوم، قائلا : ( فلا يطلب من كتب العقيدة أن تطابق مسائل العلوم كلما ظهرت مسألة منها لجيل من أجيال البشر ولا يطلب من معتنقيها أن يستخرجوا من كتبهم تفصيلات تلك العلوم كما تعرض عليهم في معامل التجربة والدراسة) . وكثير غيرهم .

تبدو اشكالية التفسير العلمي للقرآن شديدة الوضوح عند محاولة تحريف الوقائع واختلاق الحقائق في اثبات صحة الاراء بشتى الطرق  فتخرج نتاجات نظرية مرتبكة تعطي مردودات معاكسة للايمان .

ويظهر ذلك جليا في كتاب "آيات الإعجاز العلمي، الحيوان في القرآن الكريم"، حيث لا يجد مؤلفه زغلول النجار حرجا" في اختلاق ما أسماه بالحقائق العلمية، عندما تحدث عن عالم الغربان متساؤلاً لماذا بعث الله غراباً، ليعلم بني آدم دفن موتاهم ولم يبعث طائراً آخر؟
 فيجيب ان الغــراب أذكى الطيور وهي كائنات عاقلة لديها منظومة محاكم سماها محاكم الغربان !

وذهب بعيدا في الخيال عندما ذكر إن لكل جريمة عند الغربان عقوبتها فجريمة اغتصاب طعام الفراخ عقوبتها نتف ريش الغراب المعتدي، حتى يصبح عاجزاً عن الطيران كالفراخ !
وجريمة هدم العش تقتضي إلزام المعتدي ببناء عش جديد للغراب المعتدى عليه.
وجرائم اغتصاب إناث الآخرين تقتضي بقتل المغتصب ضربا بالمناقير حتى النهاية ! !

القرآن ليس مطلوباً منه ولاينبغى له أن يكون كتابا مرجعيا فى الطب أو العلوم او الرياضيات .

القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب علوم ، يقول عز من قائل :
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ سورة النحل .

يبدو ان هناك عقدة ناتجة عن الفجوة العلمية بيننا وبين الغرب ويحاول البعض ملء هذه الفجوة بادعاءات ماانزل الله بها من سلطان .
ان العلم في تغير مستمر بينما القرآن ثابت ومعجز في كل زمان ومكان ، فقد يكتشف العلم اشياء  ثم تظهر حقائق جديدة تثبت عكسه

ان من يلجأ الى مايسمى الاعجاز العلمي لاثبات صحة القرآن او الوحي ينقصه الايمان الصادق النابع من القلب ، ويبحث عن برهان يسنده بالعلوم الرياضية او التطبيقية الحديثة .
اما نحن فاننا نؤمن بقوله تعالى
الٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (3) وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ .
اذا" نحن نؤمن بالغيب وكفى من دون الحاجة الى برهان او تعليل ، هذا هو الايمان الحقيقي ، وعلى الله قصد السبيل .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاح النظام المصرفي في العراق
- الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
- في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
- مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
- تحول العراق الى دولة ريعية
- المبالغة في الترويج للمثلية
- احتمالات المواجهة مع ايران
- تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
- كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
- الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق
- التجارب المريرة للاخوان المسلمين
- عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
- العدالة المفقودة والافلات من العقاب
- في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
- الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
- تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
- الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
- وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
- نشأة الاسلام السياسي ونهايته
- العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية


المزيد.....




- خلي طفلك ينبسط بكل جديد ومفيد.. طريقة تثبيت قناة طيور الجنة ...
- الدفاع المدني السوري: انفجار سيارة مفخخة أمام المسجد الكبير ...
- عاجل | الدفاع المدني السوري: انفجار سيارة مفخخة أمام المسجد ...
- “صار عنا بيبي صغير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجدي ...
- ابسطي أولادك ونزلي لهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 بخطو ...
- ما ما جابت نونو صغير.. تردد قناة طيور الجنة على النايل سات و ...
- نقيب الأشراف: اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى عمل إجرامي ...
- عصا السنوار وجد روح الروح وفوانيس غزة .. «الشروق» تستعرض أبر ...
- العالم يحتفل بعيد الميلاد ليلة الـ24 من ديسمبر.. هل تعلم أن ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - تهافت الاعجاز العلمي للقرآن