أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - لعنة سليماني تلاحق امريكا و”اسرائيل”















المزيد.....

لعنة سليماني تلاحق امريكا و”اسرائيل”


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تزال الولايات المتحدة تشعر بالعواقب بعيدة المدى للقرار المتهور باغتيال القائد التأريخي الفذ قاسم سليماني. نفذت الولايات المتحدة وإسرائيل في أواخر كانون الثاني (يناير) ، مناورة عسكرية واسعة النطاق ،وأعقب المناورة قيام وزير الدفاع لويد أوستن والجنرال مارك ميلي بجولة في الشرق الأوسط في أوائل مارس (مارس )، مع خطط لإجراء أول تمرين أميركي سعودي على الإطلاق في منتصف آذار (مارس).
سربت اسرائيل وأجهزة دعاية عربية في المنطقة دعايات أن واشنطن أيدت خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمهاجمة ايران . نفى المسؤولون الأمريكيون بخجل أن التدريبات "كانت تهدف إلى التركيز على أي خصم واحد" ، مع ذلك ، وبينما كانت اسرائيل تغلي من الداخل ، استمر المسؤولون الإسرائيليون في الإعلان بصوت عالٍ أنهم يبنون قدرتهم على قصف المنشآت النووية الإيرانية.

أعلن السفير الأمريكي ، توم نيدز ، في أواخر شباط (فبراير) أن إسرائيل "تستطيع وينبغي أن تفعل ما تريده" لإيران ، "ونحن نساندهم". رفضت إدارة بايدن توضيح ما إذا كان نيدز يعطي الضوء الأخضر للحرب.لكن جو بايدن مثل أي رئيس آخر منذ جورج دبليو بوش ، (احتفظ)بالحق في استخدام "جميع الخيارات" ضد برنامج إيران النووي.

في كانون الثاني (يناير) 2020 ، بعد أيام فقط من اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني وقائد الحشد د الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما ، ردت الجمهورية الاسلامية بهجوم صاروخي أصاب أكثر من 100 جندي أمريكي في قاعدة عين الأسد داخل العراق بحسب صحف أمريكية ، ألقى وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو خطابًا بعنوان "استعادة الردع : الإيرانيون". مثال ." ادعى فيه بومبيو أن الاغتيال "أعاد تأسيس الردع " مع إيران ، ولكن كما كشفت الزيادة الهائلة في الهجمات التي تشنها فصائل المقاومة المدعومة من إيران ضد المصالح الأمريكية وآخرها استهداف قاعدتين عسكريتين في سوريا باعتراف واشنطن نفسها ، فإن حجة بومبيو أصبحت أضعف بعد مرور كل هذا الوقت، كما تقول الصحف الأمريكية المتخصصة بالدفاع التي أكدت أيضاً أن قرار اغتيال سليماني (وأبو مهدي المهندس ورفاقهما ) كان إساءة طائشة للسلطة التنفيذية أدت إلى رد فعل سلبي كبير على الولايات المتحدة.

لقد ثبت بما لايقبل الشك منذ تلك العملية الغادرة باغتيال الجنرال ، أن الحجة القائلة بأن الضربة أعادت تأسيس "الردع الحقيقي" ومنعت المزيد من الهجمات ، كانت خادعة. في حين سرعان ما ردت إيران وفرضت عقوبات ضد المصالح الأمريكية في أعقاب اغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس ، فإن العامين الأخيرين من التصعيد نتج إلى حد كبير عن فوضى الأمن وفراغ السلطة الذين نشأ في العراق بعد اغتيالهما وقبل أن يتم انتخاب محمد شياع السوداني رئيسًا للوزراء .

الضربة الأمريكية الغادرة - التي قتلت كلاً من سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما ، أعقبها تحريض أمريكي إسرائيلي مدعوم من دول نافذة في المنطقة - على قوات الحشد الشعبي ، حتى وأن هذه القوات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الأجهزة الأمنية الشرعية للدولة العراقية . وقد أوجد هذا التحريض الذي ترافق مع تحريض و تصعيد لافتين في دموية مظاهرات تشرين غير العفوية ، انقساماً بين العراقيين الشيعة ، وأضعفت موقف العراق عموماً في إدارة ملف تواجد القوات الأمريكية في البلاد.

مع تزايد جرأة الجماعات المدعومة من السفارة الأمريكية الأكثر تطرفاً ضد ثلاثية الحشد والمرجعية الدينية وايران في المظاهرات المذكورة ، أصبح من الواضح أن مخطط الرئيس الأمريكي جو بايدن لاقصاء القوى الشيعية المعترضة على الوجود العسكري الأمريكي اخفق بعد أحداث المنطقة الخضراء الدموية التي سبقت إعلان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر اعتزاله ، ورغم ذلك استمر بايدن بنفس الفعالية التي فعلها سلفه ترامب من واقع اعتقاد أمريكي اسرائيلي مدعوم من دول في المنطقة خاطيء أن اغتيال سليماني والمهندس ربما يكون قد نجح في إضعاف النفوذ الإيراني ، و عزز وجود الولايات المتحدة أكثر ، بما يسمح لها الاعلان أنها سحبت قواتها القتالية من العراق ، على الورق فقط.

لكن فصائل المقاومة العراقية (والكلام لصحف أمريكية ) لم تتوقف عند هذا الحد أي استهداف القواعد الأمريكية ، وأنها أظهرت مزيدًا من الاستقلال العملياتي وصعّدت هجماتها ضد القوات الأمريكية ، بدأت أيضًا في مواجهة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بقوة ، وواجهت محاولاته القيام بعمل ما ضد الحشد الشعبي وفصائل المقاومة. كان الكاظمي قد وعد بما يسميه معهد واشنطن في التوصيات الموجهة له بكبح جماح الميليشيات . وصل التوتر بين الكاظمي وجماعة الإطار التنسيقي إلى ذروته بعد أن ثبت تورط الكاظمي بتزوير الانتخابات البرلمانية المبكرة لكي تفقد الكتل الداعمة للحشد والمقاومة والرافضة بقاء القوات الأمريكية، أكثر من نصف مقاعدها في تلك الانتخابات التي جرت في تشرين أول (اكتوبر) 2021
في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) من نفس العام ، عندما اتضح أن لدى المعترضين على نتيجة الانتخابات تورط الكاظمي والحكومة السابقة عموماً في المسألة ، تم افتعال مسرحية محاولة اغتيال الكاظمي.
حاولت الولايات المتحدة التي سارعت الى تبني إدعاء الكاظمي أنه يعرف المتورطين بالاغتيال المزعوم ، اتهام كتائب حزب الله ، باعتبارها إحدى الجماعات المسؤولة عن الهجوم المزعوم ، وهي ليست سوى محاولة لإضعاف ما يسمى نفوذ إيران على الفصائل .

عموماً، يبرز فشل اغتيال سليماني والمهندس ورفاقهما في ردع فصائل المقاومة والقوى السياسية المؤيدة لها ، حدود القوة العسكرية والتحديات الكامنة في محاولة ردع التهديدات غير المتكافئة. ربما تكون الولايات المتحدة قد أربكت ولو لفترة، حسابات طهران بقتلها سليماني ، لكنها لم تجعل المقاومين يشعرون أن مخاطر الاستمرار في استهداف القواعد الأمريكية كافية للامتناع عن القيام بذلك. في هذا الواقع يبرز التصعيد الأخير في مناطق التواجد العسكري الأمريكي داخل سوريا. وقد تأكد انه بعد اغتيال سليماني والمهندس ، لم تتمكن الولايات المتحدة من وقف الهجمات حتى عندما تحاول ذلك.
الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق ، قال في الآونة الأخيرة ، إنه كان يعتقد أن هجمات الفصائل العراقية ازدادت . في النهاية ، لن تكون هناك القدرة على ردع هجمات الفصائل العراقية إذا لم تكن القوات الأمريكية غير موجودة في العراق. طبعاً، إنه تبرير غير مقنع لبقاء تلك القوات.
فلقد أثبتت القوات العراقية فعاليتها في محاربة فلول داعش ويمكن تحقيق أهداف مهمة المشورة والمساعدة الصغيرة دون وجود بصمة عسكرية دائمة. بالإضافة إلى ذلك ، بعد سنوات من هيمنة التدخل الأجنبي والطائفية على السياسة العراقية ، هناك حاجة إلى حكومة قوية لا يُنظر إليها على أنها تعتمد على الرعاة الأجانب لتوحيد البلد الممزق في لعبة المكونات والمحاصصة . ويعارض العديد من العراقيين بقاء القوات الأمريكية والغارات الجوية ، بما شكل عائقاً كبيراً أمام تشكيل الحكومة الحالية التي يراها الشعب العراقي على أنها شرعية.

بينما تفاخر بومبيو بالإنجازات المزعومة لسياسة إدارة ترامب تجاه إيران في مؤتمر العمل السياسي للمحافظين في أوائل عام 2021 ، و أعلن أن "[سليماني] لن يسبب مشاكل للأمريكيين مرة أخرى ، و أن سليماني لن يؤذ الولايات المتحدة من القبر ، فإن قرار اغتياله كان له مجموعة من العواقب السلبية التي لا تزال محسوسة حتى اليوم.
وعلى الرغم من دفاعه عن حملة "الضغط الأقصى" التي شنها دونالد ترامب ضد إيران ، فإنه يكشف أن طهران لم تلبِّي أيًا من مطالب بومبيو الاثني عشر . الضغط الأقصى لم يحقق أي أهداف ملموسة ، وعندما غادر ترامب البيت الأبيض ، كانت إيران كما يقول خليفته بايدن هي الأقرب من أي وقت مضى للحصول على أسلحة نووية منذ توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة.وهي اليوم تشاهد ترامب وهو يحاكم بتهم تكشف ما لايقبل الشك أن لعنة سليماني - المهندس ستلاحقه ولو بلغ ما بلغ.
للتذكير فقط، النائب جيم جوردان (جمهوري من ولاية أوهايو) و رئيس القضاء في مجلس النواب ، غرد بكلمة واحدة : “الفاحشة”.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران والولايات المتحدة..التوتر المحمود في سوريا
- إيران و أوروبا، توتر يخسر فيه الجميع ..عن تصريحات وزير الأمن ...
- سوريا التي تريد أن تعيش
- عندما تفقد السعودية ثقتها بالولايات المتحدة..
- بعد التقارب مع ايران ، بن سلمان على خطى - أبراهام -
- في النهاية كلهم يعودون الى سوريا
- غروسي في طهران : زيارة سياسية بغطاء تقني
- الأسطول البحري الإيراني في الفناء الخلفي للولايات المتحدة
- طهران والوكالة الدولية و عقدة التخصيب حتى 84%
- سانت ليغو والفخ الأوكراني
- كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر
- تحشيد دعائي ضد ايران قد يؤدي إلى أزمة طاقة كارثية
- يجب على إدارة بايدن أن لا تغلق آذانها
- مع السوداني ينزل الدولار..!
- ازمة الدولار واستدارة الإطار ..!
- هل تقف (إسرائيل) وراء هجوم بمسيرات على منشأة عسكرية إيرانية؟
- لكي لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم ..!
- حذاري من فخ التعايش مع القوات الأمريكية في العراق
- شارلي إيبدو : مستنقع للفوضى غرقت به فرنسا…
- إيران والولايات المتحدة :إعادة ضبط إقليمي..!


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - لعنة سليماني تلاحق امريكا و”اسرائيل”