سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 16:00
المحور:
حقوق الانسان
منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية االمستند على أساس نظرية ولاية الفقيه الدينية المتطرفة والتي تشتمل على أسس ومبادئ قرووسطائية، فإن هذا النظام وبناءا على أسس ومبادئ هذه النظرية التي أصبحت مقوننة، صار يرتکب إنتهاکات جسيمة وغير مسبوقة في مجال حقوق الانسان عموما والمرأة خصوصا.
قيام النظام بإرتکاب الانتهاکات الممنهجة الى جانب تنفيذ أحکام الاعدامات بصورة وضعت إيران على صدر قائمة الدول المنفذة للإعدامات، جعل من هذا النظام هدفا لقرارات الادانة الدولية والتي صار هذا النظام وفي مجال إنتهاکات حقوق الانسان والاعدامات، يمتلك رصيدا کبيرا لايحسد عليه أبدا.
في يوم الثلاثاء 4 أبريل / نيسان الجاري، صادق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على قرار إدانة الزيادة في عمليات الإعدام، والانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان، والحصانة المنهجية لمرتكبيها، وخلق دورات عنف في إيران، وقد أعرب القرار الذي وافق عليه مجلس حقوق الإنسان، عن الأسف الشديد للانتهاك الواسع والمتكرر والمستمر لحقوق الإنسان في نظام الملالي، وتم الإعراب عن القلق بشأن زيادة عمليات الإعدام، بما في ذلك إعدام الأشخاص الذين تم القبض عليهم خلال الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد.
کما طلب هدا القرار من النظام إتخاذ"جميع الإجراءات القانونية والإدارية وغيرها من الإجراءات الضرورية" حتى لا يتم إعدام أي شخص على"جرائم ليست في مرتبة الجرائم الأشد خطورة" وإستنکر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أيضا"التمييز والعنف المنهجي على أساس الجنس أو الأصل العرقي أو الدين أو الرأي السياسي"في إيران.
لکن ومع الاخذ بنظر الاعتبار والاهمية صدور هذا القرار غير إن الذي يجب الانتباه له وأخذه أيضا بنظر الاعتبار والاهمية، هو إن إنتهاکات حقوق الانسان في إيران ستستمر ولن تتوقف إطلاقا طالما بقي هذا النظام على دست الحکم، لأن أساس المشکلة في المبادئ القرووسطائية التي يقوم على أساسها النظام.
مسلسل إرتکاب إنتهاکات حقوق الانسان وزيادة تنفيذ أحکام الاعدامات، وکما تعلم الدول ذات الانظمة الديمقراطية والمٶمنة بمبادئ حقوق الانسان، لن يتوقف وحتى إنها قابلة للزيادة والمضاعفة بسبب تزايد رفض وکراهية الشعب للنظام والرغبة العارمة بتغييره وإقامة جمهورية ديمقراطية مٶمنة بمبادئ حقوق الانسان والمرأة، ولذلك فإن المجتمع الدولي إذا ماکان يريد أن يضع حدا لمسلسل إنتهاکات حقوق الانسان ولعمليات الاعدامات وزيادتها، فإن عليه أن يدعم ويٶيد نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وتغيير النظام، لأن السبيل الوحيد لإنتهاء إنتهاکات حقوق الانسان والاعدامات يرتبط بتغيير هذا النظام جذريا.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟