أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عباس علي العلي - سيرة حياة نبي... ج1














المزيد.....

سيرة حياة نبي... ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 15:58
المحور: سيرة ذاتية
    


حينما تكون مثقفا حقيقيا .... عليك أن تغادر ذاتك لذات وجودك، وعندما تكون مثقف وكاتب فقد أرسلت نفسك نبيا لقومك بني الإنسان، فأما أن تنتصر للوجود وتعلن أن الحياة ملحمة صراع بين خير الإنسان وعقله وشر النفس وأنانيتها، أو تلتحق بركب من سبقوك من الأنبياء والرسل الذين فشلوا في أن يقنعوا الإنسان أنه ليس ملاكا وليس شيطانا وليس حجرا ولا يمكن له أن يكون أكثر من كونه كائن تكون لأجل أن يكون بشرا سويا...
جاء آدم على فترة من الخلق والتكوين بهد أن أحكم الله نظاما وجوديا لا ينتهك ولا يتغير ولا يتبدل، ووضع قانونه الأبدي والسرمدي والمطلق (لا فناء ولا إيجاد... بل وجود متجدد)، وقال يا صنيعي هل ترى عينيك هذا اللا منتهى من كون لا مبتدأ له ولا غاية يصلها...
قال _ أي وربي إنه البديع المتقن الذي لا يشبه شيء ولا مثيل ممكن أن يكون.
قال _ إذا لا تعبث فمن المعجز لديك أن تبدل الثابت وتثبت المتبدل...
ومضى الله وترك الإنسان يتدبر هذا الوجود بعين العجب والتعجب فولد له ميلا أن يجرب ولو من باب إثبات ما هو ثابت، وبدأ يفكر لماذا أراد الله له أن يكون عاجزا عن اللعب بأدواته الكبرى...
إذا فلنرى هل كان كلام الرب وحديثه هن المحكم والثابت تنبيها أو أمرا أو لربما كان تحديا لي أن أفعل ما يحشى منه أو به أو له أن يكون...
فلنجرب يا رب... بسمك اللهم نبدأ رحلة العقل الأولى... فعرف أن النار ليست من قوانين الثابت فأمتلك ناصيتها وتفنن في إشعال الحرائق في كل مكان...
ومن يومها ولليوم الدخان المنبعث من حرق الوجود شيئا فشيئا سبب له أن لا يرى بوضوح ما يجري من أمامه ومن خلفه... فضاع عن تحديد الأهداف .... يسقط ويقوم وما زال في أول الطريق.
في منتصف القرن العشرين تقريبا ولد مولود جديد هو أنا في زاوية من زوايا الأرض الكثيرة... أتذكر وأنا أتلقى أول صفعة في الحياة التي منحني الإحساس أن الله كان موجودا بقربي يلقنني نفس الكلمات السابقات....
بعدها تركني ومضى دون أن يمنحني الحق في أن اسأله (من أنت؟)...
الحقيقة كنت أعرف من هو .... ولكن لأني ضيف جديد ليس عندي تجربة سوى السؤال هذا .. فام أعرف كيف أبدأ الحديث.
مع ذهابه السريع تفرق ما حولي من بشر لا أعرف أغلبهم إلا ذلك الإحساس بالدفء اللذيذ الذي كان يحتضنني في كل مرة... عرفت لاحقا أن الله أستعان بها ليكون أنا من أنا فقط.
ومضت أيضا الأيام ركضا فركضا وكأنها تهرب بي أو مني...لا أعرف هذا بماذا يفسر... لكن أعرف أني أتألم جدا من سرعة الأيام.
كنت أظنها تجري حتى نصل إلى المكان الموعود قبل الغير وهناك سنجد الماء العذب والظل الظليل والنوم تحت أشجار الفاكهة على جرف بحر فيروزي تحيط بك النعم وكأنك أبن الله أو أخيه...
عشرة عشرون ثلاثون أربعون عاما من الجري المتواصل أكتشفت أني مجنون لأنني صدقت أن الأيام تجري وأنا خلفها مقل أهبل بلا وعي...
قررت...
ماذا لو جعلت الأيام هي التي تجري خلفي؟....
ماذا يضر الله إن فعلتها بكل ثقة وأنا أعرف أنه منحنا فسحة صغيرة قال فيها :أسعى"...
فسعوعت وعسيت وأمنت بنبوءتي متأخرا.... كان أول من صدق بهذه النبوءة قلمي ثم أوراق بيضاء تباع في الأسواق لتسود، ثم أنا صدقت نفسي....
وحمل رايتي أدور في الشوارع الممتلئة بالناس، أدعو فلا من مجيب، وأحطب بالناس فلا من سامع مستجيب، حدثت الصغار والكبار عن حكاية الإنسان مع الله، لا أحد يهتم وكأني بهم يقولون... لقد هزمنا الرب وأنتهت اللعبة... قر داع أن تذكر ولا داع أن نستذكر...
ما تعبت... ولا مللت وأعرف أن أنبياء الحق لهم قلوب من فاكهة التين "ناعمة وطرية ولذيذة"، لكن الله جعل من عقولهم كـ "الزيتون" مر ولكنه أيضا لذيذ لصاحب الذوق الفريد.... ومشيت طريق الأخطار أحمل في يميني قلم في يساري رغيف خبز يابس؟؟؟؟ في مشهد أعجب من مشهد يوم حمل آدم وزوجه أغراضهما ليرحلا من جنة الله نحو هذه الأرض ليباركهما الرب بعد ذلك بقاتل ومقتول .... وتستمر الحكاية في الحلقة القادمة مع الجلاد والضحية على مسرح الوجود.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة التوصيفية الفقهية الدستورية لنظام الحكم في العراق بع ...
- الصراع بين الطبيعة التكوينية وضرورات السلام؟
- الكفر والكافرين والعقل المتخشب في الدلالة والمقصد
- الإيمان الطوعي والإيمان المتغلب
- بلاغيات ... من وحي التكوين 2
- بلاغيات ... من وحي التكوين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 6
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 5
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 4
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 3
- الرسول والرب والغراب
- ذكر إنما أنت مذكر... ح2
- ذكر إنما أنت مذكر...
- الكتابة بدون هدف...
- حكاية الطين والرمل والحجر
- رمضانيات...ولكن.
- لا مهديا بعد كتاب الله ورسوله. ح2
- لا مهديا بعد كتاب الله ورسوله. ح1
- قراءة في المتغيرات العراقية القادمة
- حرزف.... وأزرار


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عباس علي العلي - سيرة حياة نبي... ج1