أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راكان علي - نعم أنا مسلم، ولا مُقدَّس لديّ سوى الله، فأين المشكل في ذلك؟














المزيد.....


نعم أنا مسلم، ولا مُقدَّس لديّ سوى الله، فأين المشكل في ذلك؟


راكان علي
Adel Ahmed


الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 00:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا الرفض؟ مسلم مؤمن بالله وأصلي وأصوم وأدعو الله وأرجوه ولا أشرك به شيئا، لا أشرك به شخصا ولا نصا ولا تراثا ولا شيئا. لا أقدس أحدا سواه ولا أرجو رحمة غيره، مسلم وأرفض تقديس النص القرآني، مسلم وأرفض نصوص القرآن التي لم تعد صالحة لسياقاتنا وعصرنا، أعتبرها مجرد تاريخ لا أكثر ولا أقل، مسلم ولا أرى وظيفة للقرآن سوى التعبّد به واستلهام ما فيه من قيم وجدانية روحانية كما بيّن ذلك المفكر المغربي [سعيد ناشيد]، مسلم وأرفض تقديس الشريعة وأحكامها وفقهها، مسلم وأرفض تقديس التراث وقبول كل ما فيه بشكل مطلق، مسلم وأرفض تقديس النبي ذاته، بل إن النص القرآني نفسه قد وبّخ الناطق به ولامه واعترف ببشريته وحتمية ارتكابه للهَنَات والخطايا، مسلم وأرفض كل ما تم في تاريخ المسلمين من مجازر وغزوات واستعمار لدول وشعوب العالم باسم الإسلام، حتى تلك الغزوات التي كانت في زمن النبي محمد أرفضها، مسلم ولا أقبل بكل ممارسات النبي رغم أننا نتحدث عن مجتمعه الذي عاش قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام من الآن، مسلم ولا أقبل بما وردنا من قصص بل وجرائم وقعت في زمن النبي ذاته وأزمان من بعده، مسلم ولكن لا أقدس نصا ولا شخصا ولا شيئا، لا مقدس لدي سوى الله وكفى، فما الذي يستدعي الرفض والغضب من هذا؟

يقولون وماذا بقي من الإسلام بعد كل ما رفضت؟ وما هو الإسلام إن كنت لا تقدس قرآنا ولا نبيا؟

الإسلام الذي ترونه اليوم تمت صياغته قبل أقل من مئة عام، على يد جماعات الإسلام السياسي، لقد أوجدوا إسلاما أيديولوجيا إرهابيا وسخّروا كل نصوص التراث بما فيها نصوص القرآن لخدمته وتوطيد أركان وجوده. إذًا، هذا الإسلام الذي تتحدثون عنه وتلعنون كل من دعا لإصلاحه وتغييره، هو إسلام مُصاغ على يد أشخاص سياسيين حاولوا تعبيد الناس وإخضاعهم باسمه. لم يصغه الله، بل "وكلاؤه" على الأرض، فعن أي إسلام تتحدثون بالضبط؟

الإسلام يا رعاكم الله كما قالت الدكتورة إلهام مانع: ".. هو ما نفعله نحن البشر به. أي دين يمكن أن يكون رسالة حب أو سيف كراهية، اعتمادا على من يؤمنون وتؤمّن به".

الإسلام يا رعاكم الله دين، ولكل دين سُرّاقه، وتجلياته المختلفة التي تتحدد بناء على زمان وبيئة وثقافة وفهم ومدارك معتنقيه، لا وجود لدين ناجز كامل جاء وبقي كما هو. لا وجود لهكذا دين على الإطلاق.

الإسلام يا رعاكم الله دين له تجلياته المختلفة، وصوره المتعددة، غير أن الذي ندعو إليه نحن ومن قبلنا الدكتورة إلهام مانع هو [الإسلام الإنساني] الذي يُعيد الدين لمجاله الحقيقي، مجال المعنى ووصال المولى سبحانه.

الإسلام يا رعاكم الله دين ومتى ما تم تسييسه، انتفت عنه صفة الدين واستحال أيديولوجيةً يقتل المجرمون ويسفكون دماء الناس باسمها.

الإسلام الإنساني هو التجلي الأرقى والأقرب لمفهوم ووظيفة الدين بوصفه معنيا بمجال الروح والمعنى ووصال الحق تبارك وتعالى. الإسلام هو الإيمان التام والتسليم المطلق بوجود وحضور الله جل في علاه، الإسلام من جذر سلَّم، أي سلَّم أمره لله موقنا بوجوده وحضوره ورعايته. هذا هو معنى الإسلام من حيث جوهره وحتى الجذر اللغوي للكلمة.

الإسلام هو التسليم بالله سبحانه، الواحد الأحد الذي لا إله سواه ولا مقدس غيره، والذي لا يُشرك به نص [بما في ذلك النص القرآني، ولا شخص [بما في ذلك النبي ذاته وكل نبي] ولا أي شيء آخر. هذا هو الإسلام معنى وجوهرا.

أما الأنبياء والكتب الدينية [التي تسمى مجازا الكتب مقدسة] وغيرها من نصوص التراث وشرائعه، فليست سوى مخلوقات وآراء وتصورات لا أكثر ولا أقل، وكوني أصلي وأصوم على الطريقة "المحمدية"، فهذا لا يعني أنها الطريقة الوحيدة لله سبحانه، ولكنها تراثنا الطقوسي الذي بها نصل المولى سبحانه، كما يصله المسيحي عبر صلواته وترانيمه، وكما يصله اليهودي بصلواته أيضا، وكما يصله البوذي بتأملاته، وكما يصله حتى من لا طقوس دينية له عبر مسالك القلب والرحمة والشفقة.

الإسلام الإنساني ينشد الله عبر الإحسان للإنسان، باحترام خياراته وحقوقه وكرامته وحياته، فلا فرض ولا إكراه ولا تمييز كما في إسلام الأيديولوجيا.
نعم أنا مسلم، ولا مقدس لدي سوى الله، فأين المشكل في ذلك؟



#راكان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مشكلة، طبّل لمحمد بن سلمان، ولكن…!
- سؤال بسيط: هل الإسلام هو الحل؟ ببساطة لا. لماذا؟
- النص القرآني ليس هو الدين الإسلامي، وضرب المرأة مرفوض من أسا ...
- إما أن تكون مسلما سلفيا أيديولوجيا إرهابيا أو إسلامك مزوّر و ...
- أنا مسلم، ولكن هل هذا يعني أني أقدّس الشريعة أو أحكامها أو ح ...
- نسويّات متعجرفات!
- العلمانية | هل تُعادي الدين أم مستغلّي الدين!؟


المزيد.....




- الملكة رانيا والشيخة موزة وإمام الأزهر يشاركون بقمة حول الطف ...
- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راكان علي - نعم أنا مسلم، ولا مُقدَّس لديّ سوى الله، فأين المشكل في ذلك؟