كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 09:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم الأربعاء 5/ 4/ 2023 المسجد الأقصى واعتدت بالضرب على المصلين والمعتكفين والمرابطين في المسجد القبلي وبينهم نساء، واعتقلت 500 فلسطيني، وأصابت العشرات بجراح، ودعا الوزيران العنصريان في حكومة نتنياهو المتطرفة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى تصعيد هذه الهجمات التي تندرج في إطار قرار إسرائيلي رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا ضمن استراتيجية واضحة لتهويد القدس، والسيطرة عليها وعلى الأماكن الإسلامية والمسيحية فيها بتفريغها من المواطنين الفلسطينيين وتغيير وضعها التاريخي والقانوني.
وعقب إخراج المصلين والمعتكفين، اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلية تلبية لدعوة جماعات يهودية متطرفة لذبح القرابين داخل باحته بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي. والملاحظ هو أن هذه الاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين في الضفة، وخاصة في القدس ازدادت عنفا في شهر رمضان المبارك، وجاءت بعد اتفاقات التهدئة التي أبرمتها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية في قمم العقبة وشرم الشيخ التي شاركت فيها مصر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
وكالعادة أصدرت معظم الدول العربية، وجامعة الدول العربية، والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، والمنظمات الإسلامية بيانات التنديد والادانة التي لا تعيرها دولة الاحتلال اهتماما، ولا يهتم بها أحد، والتي تهدف إلى خداع وتضليل الشعوب العربية، وكررت بذلك تناقضاتها المتمثلة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية ومطالبتها في نفس الوقت ب " التهدئة " ووقف العنف! ونحن نسأل حكام الاستسلام والتطبيع: من الذي يقوم بالعنف ونهب الأرض والاعتداء على المقدسات الإسلامية في القدس؟ وما هي ولمصلحة من تكون " التهدئة " التي يطالبون بتحقيقها، خاصة تلك التي يطالب بها أولئك الذين هرولوا لتل أبيب، وطبعوا علاقاتهم معا؟
الشعوب العربية تدرك ان المعتدي الذي يستحق العقاب هم الصهاينة الذي سلبوا فلسطين وشردوا شعبها، والفلسطينيين يمارسون حقهم بمقاومة هذه الدولة العنصرية، وان المطبعين لا يمثلون إرادة شعوبهم الرافضة للاستسلام والهوان. أما " التهدئة "التي يطالب بتحقيقها معظم حكام العرب، خاصة حكام دول التطبيع فإنها تهدف إلى محاصرة المقاومة الفلسطينية وإضعافها وإنهائها، ومن ثم تمرير حل سلمي بمواصفات إسرائيلية يتم بمقتضاه تصفية القضية الفلسطينية، أي إنها مصلحة إسرائيلية تدعم الاختلال، وتتعارض تماما مع أهداف وطموحات الشعب الفلسطيني.
المقاومة ستستمر وتقوى، والشعب الفلسطيني لن يستسلم، ولن تكون هناك تهدئة حقيقية إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ ولهذا فإن المطبعين الذين يراهنون على إنهاء المقاومة من خلال ما يسمونه ب" التهدئة " سيصابون بخيبة أمل لأن أحلامهم لن تتحقق أبدا!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟