أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راكان علي - سؤال بسيط: هل الإسلام هو الحل؟ ببساطة لا. لماذا؟














المزيد.....


سؤال بسيط: هل الإسلام هو الحل؟ ببساطة لا. لماذا؟


راكان علي
Adel Ahmed


الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال بسيط: هل هو الحل؟ الإسلام، هل هو الحل؟ ببساطة وباختصار لا. لماذا؟ لأنه لا يقدم نفسه كحل ولا كمخلص أو مصلح لحياة البشر، الإسلام دين [وهنا أتحدث عن الإسلامي الإنساني كما تصفه الدكتورة إلهام مانع] والدين لا علاقة له بغير مجاله الذي هو المجال الروحي الوجداني الوجودي. الدين ضرورة في مجاله، وحل في مجاله، وجميل عندما لا يتعدى حدود مجاله.

المشكلة ابتدأت عندما أصرّت جماعات الإسلام السياسي [الإسلام الأيديولوجي] على ترحيل الدين من مجاله الأنطولوجي الوجودي إلى مجال الأيديولوجيا [بتعبير الدكتور عبدالجبار الرفاعي]. من هنا نشأ وانتشر شعار "الإسلام هو الحل"، الحل لماذا؟ لكل شيء حسب ما يدعي مروِّجوه!

إذًا، البلاء تفشّأ لحظة حشر الدين في غير مجاله، ومحاولة أدلجته وفرضه على كل الناس وكل مناحي الحياة، عندها فسد الدين وفسدت الحياة، ولم يحل الدين مشكلاتنا ولن يحلها، ببساطة؛ لأن وظيفته تنحصر في مجال المعنى والرحمة والطمأنينة ووصال الحق سبحانه، وما عدا ذلك فليس من مهامّه ولا غاياته. ومن يحاول فرض الدين كحل لمسائل وقضايا لا تتعلق بمجاله، فهو عدو حقيقي للإنسانية والدين، وهدفه ليس إلا السيطرة على رقاب البشر باسم الدين والنصوص الدينية.

الموضوع في غاية البساطة لمن أراد أن يعي ويفهم؛ الإسلام [وأكرر الإنساني لا الأيديولوجي] دين كغيره من الأديان، والدين لا علاقة له سوى بمجال المعنى والروح ووصال الحق تعالى. من يؤدلج الدين ينسف عنه صفة الدين، والدين يا رعاكم الله ليس أيديولوجية ولا إرهابا ولا سيفا مسلطا على رقاب الناس إلا في حالة واحدة؛ حينما نصرّ على أدلجته وتسييسه وإزاحته من مجاله، وحشره في مجالات وأماكن ليست في حدوده ولا من اختصاصه.

قد يرد عليّ البعض بنصوص من القرآن تدعو للجهاد والقتال وما شابه، غير أن جوابي سيكون كالتالي: وهل القرآن كلام الله؟ لا، القرآن نص بشري صدر في ظل ظروف وسياقات عالم القدامة، عالم ما قبل الدول والمؤسسات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. القرآن كما تراه الدكتورة إلهام مانع: ".. هو نص نطق به الرسول الكريم على مدى عشرين عاماً، في سجاله مع محيطه ومن حوله".

النص القرآني كما ذكرت في غير مقال، هو مخلوق، والمخلوق ناقص، ومقيّد بحدود عصره وسياقاته، وبيئة وثقافة وفهم واحتياجات من نطق به، فلا يعقل أن نفرض ذلك النص الذي هو مخلوق كما بيّنت، على مختلف الأزمنة والأمكنة. له زمانه وظروفه، واليوم لنا زماننا وظروفنا، ولسنا ملزمون بكل ما جاء فيه. القرآن الكريم بوصف سعيد ناشيد: ".. هو خطاب تعبّدي خالص. وهذا يكفي لمن يملك إيماناً سوياً وحسّاً سليماً". وبنص القرآن نفسه [ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر] أي أن وظيفته لا تتجاوز التعبّد به واستلهام ما فيه من قيم وجدانية وروحانية فقط لا غير، وكل ما عدا ذلك مما لا يدخل ضمن هذا النطاق التعبّدي والوجداني، فليس ملزما لأحد وليس صالحا لأي عصر.

ومن يصرّ على تكفيري ومن يدعو للإسلام [الإنساني] الذي دعت له الدكتورة إلهام مانع منذ سنوات ليست بقليلة، أقول له وبنص القرآن ذاته: [فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض].

إسلام الأيديولوجيا لا نفع به ولا فيه، لم يقدم سوى الخراب والحروب والدماء، ومصيره إلى زوال شاء من شاء وأبى من أبى، وأما [الإسلام الإنساني] فلا يروم إلا الخير وإعادة الدين لمجاله الأصيل، وبذلك يكون قد قدم نفعا، بل وكل النفع، وبالتالي مآله الإشراق والقبول في قلب كل مسلم إنساني في هذا العالم، ولو بعد حين.



#راكان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص القرآني ليس هو الدين الإسلامي، وضرب المرأة مرفوض من أسا ...
- إما أن تكون مسلما سلفيا أيديولوجيا إرهابيا أو إسلامك مزوّر و ...
- أنا مسلم، ولكن هل هذا يعني أني أقدّس الشريعة أو أحكامها أو ح ...
- نسويّات متعجرفات!
- العلمانية | هل تُعادي الدين أم مستغلّي الدين!؟


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راكان علي - سؤال بسيط: هل الإسلام هو الحل؟ ببساطة لا. لماذا؟