أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الحسين شعبان - -المبعوث- - عامان في العراق














المزيد.....

-المبعوث- - عامان في العراق


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 14:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"المبعوث - The Envoy" كتاب أصدره زلماي خليل زاد مع عنوان فرعي "من كابول إلى البيت الأبيض - رحلتي في عالم مضطرب"، يتطرّق فيه السفير الأمريكي السابق في أفغانستان والعراق والأمم المتحدة إلى الكثير من التفاصيل التي كانت تدور في كواليس صنع القرار الأمريكي، وهو يروي جانبًا من سيرته الذاتية ويومياته ومذكراته، بما خصّ عمله مستشارًا لشؤون الأمن القومي في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.
وما يزيد من قيمة المعلومات التي وردت في الكتاب أنه كان مبعوثًا خاصًا لدى "المعارضة العراقية الرسمية" في الخارج، وهو الذي أشرف على مؤتمرها في لندن أواخر العام 2002 تحضيرًا لشنّ الحرب على العراق في 20 آذار / مارس 2003 والإطاحة بالنظام الحاكم في 9 نيسان / أبريل من العام ذاته.
ويتحدّر زلماي خليل زاد من أصول أفغانية وبالتحديد من طائفة البشتون وهم من السنّة الحنفيين، وقد درس في الجامعة الأمريكية في بيروت في ستينيات القرن الماضي ولديه بعض الإلمام بسياسات دول المنطقة ومشكلاتها.
يوم احتلّت القوات الأمريكية العراق كانت بقيادة الجنرال جي غارنر حتى وصول بول بريمر إلى بغداد في 13 أيار / مايو 2003 الذي تم تعينه "حاكمًا مدنيًا" بصلاحيات مطلقة تنفيذية وتشريعية. وكان أول قرار أصدره هو "قانون اجتثاث البعث" ومن ثم قرار "حلّ الجيش العراقي"، واستمرّ بريمر حاكمًا بأمره حتى مغادرته في 28 حزيران / يونيو 2004.
وخلال إدارته صدر "قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية" في 8 آذار / مارس 2004. وكانت مسوّداته الأولى قد وضعها نوح فيلدمان الأمريكي المتعاطف مع "إسرائيل" وعلى الرغم من حداثة تجربته ، إلّا أنه قُدّم بصفته "خبيرًا ضليعًا" في القانون الدستوري وذلك عشية الاحتلال ، وقام بتلغيم بعض مواده السفير بيتر غالبرايت، بعد أن تم هندسة العملية السياسية في مجلس الحكم الانتقالي الذي تأسس وفقًا لصيغة محاصصة طائفية - إثنية ظلّت مهيمنة على الحكم طيلة العشرين عامًا المنصرمة.
وكان بريمر هو الآخر قد أصدر كتابًا بعنوان "عام قضيته في العراق" العام 2006 كشف فيه عن علاقته بالقوى والجماعات والشخصيات السياسية العراقية، وعبّر فيه عن نظرته الازدرائية الاستعلائية لمن تعامل معهم. ويُعتبر كلا الكتابين بمثابة وثائق أمريكية مهمة تؤرخ للاحتلال الأمريكي للعراق.
الجدير بالذكر أن زلماي خليل زاد هو ثاني سفير أمريكي للعراق بعد جون نيغربونتي الذي يُعتبر أول سفير بعد إطاحة نظام صدام حسين. واستمرّت الفترة التي قضاها في بغداد حوالي عامين، حاول فيها إرساء العملية السياسية وفقًا لاستراتيجية واشنطن التي اعتمدت على تقسيمات ثلاثية للمجتمع العراقي (الشيعة والسنّة والأكراد) لتعويم هويّته الوطنية، خصوصًا وأنه كان يعرف الشخصيات التي تولّت الحكم في العراق جيدًا وأدوار كلّ منها ومواقفها. وعلى الرغم من تضاريس المقاومة الوعرة التي واجهها، إلّا أنه تصرّف بشكل لا يختلف عن بريمر، بل كان استمرارًا له انطلاقًا من عنوان موقعه الوظيفي والسياسي، فواشنطن هي عرّاب العملية السياسية التي صنعتها وفقًا لمقاسها ومصالحها دون مراعاة لمشاعر العراقيين ومعاناتهم من الاحتلال.
واعترف زاد في كتابه الذي صدر العام 2016 بعدم مبالاة الإدارة الأمريكية بما حصل في العراق، خصوصًا التطهير الطائفي الذي أعقب تفجير مقام الإمامين الحسن العسكري وعلي الهادي في سامراء، والذي قاد إلى فتنة طائفية عاصفة راح ضحيّتها عشرات الآلاف من البشر، حيث كان القتل على الهويّة. كما يُظهر اتّساع الدور الإيراني المعلن والمستتر الذي شجّع وموّل الميليشيات، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم المشاكل والأزمات واتساع شقة الخلاف والاختلافات، لاسيّما في ظلّ منظومة الفساد المالي والإداري، وارتفاع منسوب الإرهاب المرتكب من قبل تنظيمات القاعدة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في ديالى في حزيران / يونيو 2006.
يؤرّخ كتاب "المبعوث" تاريخ الانحطاط السياسي في العراق، لاسيّما للنخب الحاكمة التي تعاملت مع زاد من موقع أدنى بما فيها نقل بعض الوشايات والمشاغبات والتحريض ضدّ بعضها البعض وضدّ "الحلفاء"، ناهيك عن التملّق والتزلّف.
كما يُلفت النظر إلى حقيقة كانت محلّ تساؤل بشأن إدارة بوش (وما أعقبها) تلك التي تتبنّى سياسة متناقضة، فهي تهاجم إيران علنًا وترفض الحوار معها، ولكنها تغضّ الطرف عن نشاطاتها في العراق. كما يستعرض زاد دوره في دعم "الشيعة العرب" ليكونوا بديلًا عن النفوذ الإيراني لخلق حالة من التوازن بالمصالحة مع السنّة.
وبغضّ النظر عن حقيقة ما دوّنه من أحاديث ومعلومات ومدى صدقيتها، إلّا أن المعنيين الذين وردت أسماءهم لم يُبدوا أي رد فعل أو تعديل أو تصحيح أو تصويب أو تكذيب لما كتبه، والغريب في الأمر أن الصمت كان سيّد الموقف مع كتاب بول بريمر الذي انعقدت ألسن الجميع إزاءه وكأنه شيئًا لم يكن في حين ظلّ العراق ينزف منذ 20 عامًا.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الجواهري: الشاعر والشعر
- رسالة من د. شعبان إلى الأصدقاء في مؤتمر القمة الثقافي العربي
- ما الذي يُقلق واشنطن؟
- في ثقافة العنف واللّاعنف
- «دين العقل وفقه الواقع» لعبد الحسين شعبان (1) و (2)
- حوارة - غارنيكا
- الصحافة والعدالة
- العراق في الوثائق البريطانية
- لهذه الأسباب أُعدم فهد
- الجيل والهويّة
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 4
- دردشة مع نوري عبد الرزاق (الحلقة الخامسة والأخيرة)
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 3
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 2
- فيما يسمّى ﺑ -الإمبريالية الثقافية-
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 1
- الزمن والنخب: في انطولوجيا الثقافة العربية بقلم د. عبد الحسي ...
- دردشة مع نوري عبد الرزاق (الحلقة الرابعة وما قبل الاخيرة)
- عبد السلام المجالي وداعًا
- الهويّة مرّة ثانية وثالثة


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الحسين شعبان - -المبعوث- - عامان في العراق