|
الطوارق بين أمازيغية المغرب الكبير وعروبية حكامه
أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل
الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:45
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
لقد ذكرنا في مقالات سابقة أن الطوارق أصبحوا الرقم الأكثر صعوبة في المعادلة المغاربية بسبب أمازيغية سكان المغرب الكبير حيث أن الأمازيغ يشكلون 85% من سكان المغرب والجزائر وأكثر من 70% من سكان ليبيا و60% من مواطني تونس كما يعتقد أن اغلب القبائل الموريتانية والصحراوية من أصول أمازيغية اعتمدت العربية بعد دخول بني هلال بلاد شنقيط وصار بعضهم يدعي الشرف لنيل المكانة الدينية والزعامة والإمارة . وفي مالي والنيجر يعتبر الطوارق هم السكان الحقيقيون لمنطقة الشمال وفي عهود ما قبل الاستعمار الفرنسي كانت العلاقات العربية - الطوارقية نموذجية حيث أن لكل قبيلة عربية حليف من قبائل الطوارق تخوض معها الحروب والتحديات ، كما أن الزيجات المختلطة بين الطرفين أوجدت تناغم وانسجام عاد معه من المستحيل التمييز بين الطارقي والعربي في أزواد حيث أن هناك قبائل مثل أهل أرون قبيلة طوارقية الأصل لكنها تعربت بسب الزيجات مع العرب فقد خرجت 5 أجيال من العرب أماهتهم عربيات رغم أصولهم البربرية وهناك قبائل مثل كل انصر وهي قبيلة عربية الأصل من سلالة بني ساعدة بن كعب بن الخزرج جاؤوا للمنطقة وتزوج جدهم من إمرأة من قبيلة إدنان الطوارق وتزوج أبنائه وأحفاده من إموشاغ وإمغاد حتى تحولت القبيلة من العربية إلى الطوارقية وعليه من الصعب أن ينجح أي مخطط يهدف لضرب أي من العرب والطوارق بعضهم ببعض . بعد دخول فرنسا للمنطقة قامت بقتل الزعامة التاريخية لقبائل الطوارق فقررت بعض القبائل تبني استراتيجية تقديم حكام للمستعمر والولاء في الظل للحكام التقليدين وفي تمبكتو كان الأمر أكثر دقة واحترافية حيث ظهر الزعماء الدينيون الذين يأخذ القادة السياسيون بأرائهم ويسعون لدعمهم في الحصول على دعم لمواقفهم . ومنذ الاستقلال عام 1960 بدأت الحكومات العربية في المغرب الذي أغلب سكانه أمازيغ باتخاذ مواقف مساندة لحكومة مالي ضد الطوارق ومنها تسليم قادة ثورة كيدال عام 1963 على خلفية دخول الرئيس المالي موديو كيتا وسيطا بين الطرفين المتنازعين المغرب والجزائر فقدمت له الجزائر قادة إفوغاس على طبق من ذهب وقدم له المغرب أمير طوارق تمبكتو الأمير محمد علي الأنصاري حليفهم في ثورة الملك والشعب ومؤيد مغربية الصحراء وموريتانيا لكن ذلك لم يشفع له حيث قدم هدية لمن طلبوا رأسه . المغرب الأمازيغي بدأ ينتفض ويشعر بأن الحكم العربي له أعاده قرون للوراء فالثروات الموجودة في باطن الأرض الأمازيغية الجزائرية تدخل في حسابات كبار الضباط العرب في المؤسسة العسكرية ويشيدون بها قصور في فرنسا والإنسان الأمازيغي يبحث عن العمل غسال للسيارات في فرنسا وثروات أرضه تستغل في إشباع الغرائر الحيوانية للضباط العرب وحكومات جزائرية تتنافس في انتهاك حقوق الإنسان الأمازيغي تارة بدعم مالي ضد الطوارق الأمازيغ وتارة بحظر تدريس الأمازيغية أو بقمع القبائل في تيزي أوزو أو عبر مجلس وزاء الداخلية العرب بوضع مناضلين طوارق ضحايا للمجازر التي تقوم بها مالي وتقديمهم في قوائم للمطلوبين الدوليين حتى يتم إسكات صوتهم المدوي للدفاع عن حق الطوارق في تقرير المصير وبناء الوطن الطوارقي . لقد أضحت القضية الطوارقية قضية محورية لكل الشعوب الأمازيغية من الحدود المصرية الليبية – المحيط الأطلسي وبات حق الطوارق في قيام دولتهم يدعمه حق الأمازيغ في استرجاع ثرواتهم النفطية التي ينهبها قادة المؤسسة العسكرية الجزائرية وزعيمهم ناكر الجميل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أنقذ الطوارق في الخمسينات حياته عندما كان مستهدف من طرف المحتل الفرنسي عندما باعه بعض أهله أقاربه من الحركيين الذين باعوا الجزائر لفرنسا فلم يجد غير الطوارق في كيدال حام له وهو اليوم ومخابراته يتأمرون مع مالي لإبادتهم وتمزيق الأمة الطوارقية وعض اليد الطوارقية التي امتدت للشعب الجزائري في محنة الثورة ضد فرنسا. فهل ستؤدي انتفاضة الطوارق ضد مالي إلى انتفاضة أمازيغية كبرى تهز عروش العروبيون الذي حكموا رقاب الأمازيغ ونهبوا وبددوا ثروات الأمازيغ النفطية وحكموهم بالسيف كما تحكم الأنظمة البترولارية في الخليج ويستخدمونها بنفس الأسلوب قصور وممتلكات وشعب يعاني القهر والاضطهاد لقد حانت ساعة الحقيقة أن الشعب الأمازيغي في طول المغرب الأمازيغي الكبير سوف يقف مع قضيته المحورية الطوارق وينتفض ضد أنظمة الاستبداد التي تلغي انتخابات حرة ونزيهة مخافة ظهور برلمان وطني حر يحاسب الجنرلات على نهب المال العام ويقدم من زكاهم الشعب لحكمه على أنهم إرهابيين ويخوض حرب قذرة ضد شعبه دامت 10 سنوات حتى جاء بوتفليقة بوئامه المدني ويوقفها حيث ثبت أن لاغالب ومغلوب فالقاتل الحكومة والمقتول المواطن الذي صوت بحرية ضد 30 عام من نهب المال الجزائري وإثراء الجنرلات وكبار ضباط المخابرات من نهب ثروات الشعب . وفي المغرب هيمن الفاسيين على صنع القرار المغربي وجردوا الإنسان الأمازيغي من كل حقوقه وسجنوا ورحلوا الكثير من الناشطين وفي ليبيا عانى الأمازيغ الليبيين من التهميش منذ سقوط النظام الملكي الذي شهد تعين رئيس لحكومة ليبية أمازيغي وبعدها ضيق الخناق على الأمازيغ ولا يعد إشراك الطوارق في بعض المغامرات كحرب تشاد أو إرسالهم إلى فلسطين مع المنظمات الموالية لسوريا لإضعاف موقف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي يناصبه القذافي العداء لأنه لم يقبل أن يكون لعبة بيده وكل القيادات التي رضيت لنفسها أن تكون لعبة بيد ليبيا أو الجزائر أمثال إياد غالي وأحمد بيبي رئيس التحالف القوى من أجل التغيير الموقع على الاتفاق الأخير فقدوا مكانتهم لدى الشعب الطوارقي وصاروا ذكرى مؤلمة في مزبلة التاريخ. الإنتفاضة الأمازيغية الكبرى قادمة عندما يخوض الطوارق حرب التحرير ضد مالي بدعم من حلف شمال الأطلسي اتحييد كل الأنظمة المغاربية ومالي والنيجر الذي جثموا على كاهل الأمة الطوارقية خاصة والأمازيغ عامة 50 سنة وعندها سوف تعض الأنظمة المغاربية أصابع الندم على دعمها لمالي سواء التي ترغم لها الطوارق على توقيع اتفاقيات مذلة أو تلك تنصب رؤساء مالي قادة للاتحاد الأفريقي. لقد أضحى برنامج المؤتمر الوطني لتحرير أزواد هو المنهج الرسمي للحركة الطوارقية يسلم كل جيل رايته للجيل الأخر برنامج الاستقلال عن مالي والتحالف مع الغرب الأطلسي ضد التحالف المالي الزنجي – العربي لموجه ضد الطوارق والأمازيغ في طول المغرب الكبير وعرضه. موقف الجزائر حاليا يشبه موقف صدام الذي أعنه الغرب على إيران بحجة عدم تصدير الثورة وانتقم منه عندما هاجم الكويت وعليه الغرب وقف مع الجزائر ضد شعبها في الحرب القذرة وسوف ينتقم من الجزائر عندما تدعم مالي ضد حرب تحرير الأمة الطوارقية من القهر . المغرب الأمازيغي الكبير أشبه بكشمير التي يسكنها الشعب الأردي ويحكمها الهندوس فالعرب فالعرب تخلوا عن شعار الإسلام وقمعوا الأمازيغ كما يقمع النهدوس الأرد في كشمير
#أبوبكر_الأنصاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمعية الصداقة اليهودية-الأماويغية ومنسقية عرب مالي جدلان في
...
-
قمع الطوارق وفشل الديمقراطية في مالي يفقد رئيسها مكانته الدو
...
-
قضية الطوارق في معادلة التنافس الفرنسي – الأمريكي بإفريقيا
-
هل يؤدي فشل اتفاق بين مالي والطوارق إلى التعددية الجبهوية وا
...
-
الطوارق في معمعمة البحث عن حلفاء غير الأنظمة العربية
-
الطوارق الرقم الأصعب في المعادلة المغاربية
-
الانقلاب الصحفي
-
وئام الشجعان
-
فشل اتفاق السلام بين مالي والتحالف الديمقراطي من أجل التغيير
-
الشرق الأوسط الجديد
-
11 كارثة كونية ضرب الأقليات باسم مكافحة الإرهاب
-
معاناة كيدال وجرح الطوارق :قائد المقاومة يدعو القوى الكبرى ل
...
-
كيدال ستنضم للجزائر وضخ المزيد من السود في تمبكتو وجاو ,خطة
...
-
الطوارق وطن بلا حدود وقمع بلا قيود
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|