الفقيه والواقع ٢٢

بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 15:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الفقيه والواقع ٢٢
لازلنا في رحاب كتاب أئمة الفقه التسعة لعبدالرحمن الشرقاوي الأعمال الكاملة الصادر عن دار الشروق بمصر وهو دون دراسته العاشرة عن ابن تيمية
يبحث عبدالرحمن الشرقاوي عن صدي واقعه في التاريخ فيسرد رأي ابن حزم وهو فقيه كبير وصاحب مذهب الا أن مذهبه لم ينتشر لمخالفته رغبات الواقع الاقتصادي والمتنفذين في عصره، حيث سرد في فتواه :
لا تجوز اجارة الأرض اصلا لأنه بذلك ظلم للزارع ومحاباة للملاك ،لأنه يؤدي التزامه ويسلم المالك الأجرة المتفق عليها كاملة مهما يقل الإنتاج، أو حتي ان لم تنتج الأرض اصلا وهذا هو الظلم ،ويسرد الآية ٤٦ من سورة فصلت ( وماربك بظلام للعبيد )
وهو يعتبر اجارة الأرض بأي اجر حرام ،ولا يحل في زراعة الأرض الا احد ثلاثة أوجه: اما ان يزرعها المرء بألته وأعوانه وبذره وحيوانه، وأما ان يبيح لغيره زرعها ولايأخذ منه شيئا ، اما اذا اشتركا في الآلة والحيوان والاعوان دون أن يأخذ من الأرض كراء فحسن ، اما أن يعطيها لمن يزرعها علي ان يكون لصاحب الأرض جزء من ذلك، والا فليمسك .
ويفتي أن عقد المزارعة باطل لأنه لم يوجبه نص . ويستند الي الحكم الذي اجراه رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أهل خيبر
الي هنا يقف الاشتقاق من الكتاب ،ونسأل أليست قضية ملكية الأرض هي المحور عبر تاريخ الدولة الإسلامية وكذلك العالم كله بكل دياناته ومن هنا بحث المؤلف عن تجذر قضايا واقعه عبر التاريخ الإسلامي ليكشف قدرة فقيه علي نقض الظلم الحادث في واقعه ليكشف الوجه التحرري والرسالة الاخلاقية للدين ونقض فكرة توظيف الدين بحجة قوة السلطان وبطشه وفي إطار ذلك يستعرض مسيرة الإمام ابي حنيفة النعمان واعلاءه لسلطة الرأي وبالتالي إظهار ان الجوهر واحد وهو تحرير نمط الملكية المستغل، ولعل العودة لرأي ابن حزم في جواز ان يجمع العبد بين أربع زوجات وأن له من المميزات الاقتصادية ماللحر لأنه ليس له ذنب في استعباده ، بل أوجب علي ولي أمر المسلمين دفع مكاتبة تحرير العبيد وفق نص القرأن الكريم ، وهو امر اغضب السادة في عصره فحاربه فقهائهم حتي البوا عليه فأحرقت كتبه ولكن الشباب المحيط به انقذوا بعض كتبه وساعدوه في كتابة ونسخ ما يمليه عليهم .
الي هنا يريد المؤلف طرح ان الواقع التاريخي لعلاقة الفقيه بالحاكم بالرأي الهام المتفيقه الذي يدار وفق نمط لا يلائم الطرح الأخلاقي للدين بعيدا عن فكرة لي ذراع الواقع لصالح المذهب ، متناسين ان القيمة الفعلية للاسلام في تحريره للمظلومين وليس خلق مظلومين جدد .
يأتي توافق موضوعات الكتاب مع الخلفية المعرفية للمؤلف ردا جازما علي احتكار كتابة التاريخ الإسلامي ، علاوة علي غياب التطور الاجتماعي للمجتمع الخاص بالمسلمين وليس الإسلام مع فارق المصطلحين، بدليل تشابه القضايا التاريخية مع الواقع الحالي .

#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات