أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - جنديرس تناشد: ماالذي يمكن فعله؟














المزيد.....

جنديرس تناشد: ماالذي يمكن فعله؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد جنديرس بحاجة إلى أوراق اعتماد لمعاناة أهلها، كي تقدمها للكرد، للجيران، للعالم كله، فقد فعلت كل ما يلزم، من مواجهة، وصمود، لاسيما إن الاحتلال الذي تم بحق هذا المكان جد استثنائي، حيث تتم- ومنذ خمس سنوات- ممارسة كل أشكال الاضطهاد التي تجاوزها أخس أصناف المستعمرين، في هذا الزمن الذي غدا فيه العالم مجرد عمارة واحدة، وبات كل شيء بادياً يلوح أمام أعيننا جميعاً، بمن فيهم المعنيون بشؤون العالم- كما يفترض- أو من تنطعوا، وقدموا ذواتهم رعاة للأسرة الدولية، وما عاد في إمكان أحد من هؤلاء الزعم أن بلده غفل عن رفيف حركة جناحي فراشة، باعتبار كل ما في هذه العمارة الكونية داخل فضاء الرصد والمتابعة.


إن- انتفاضة شعلة نوروز- في جنديرس/ عفرين لم تأت إلا نتيجة احتقان جد كبير، على امتداد خمس سنوات كاملة، ضمن مخطط ليس بخاف عمن رتب الأمور في هذا المكان، وفق رؤيته، ضمن إطار محو هوية الكرد، وكانت- عفرين- كاملة، بقراها التي يعادل تعدادها عدد أيام السنة، بما في ذلك: نواحيها. بلداتها. قراها الأم، أو أمات قراها، وهي تتربع جميعها فوق جغرافيا مقدسة لدى كل كردي. كل مواطن شريف، لما دأبت أن تقدمه من خيرات لبلد كامل، ناهيك عما كانت تقدمه من مبدعين. من عقول، أو أيد عاملة، أو أبناء بررة، وضراغيم بواسل، ما كانوا في يوم ما بعيدين عن حماية مكانهم، وبلدهم، وإنما كانوا في المقدمة. في مقدمة كل مكان، كما يشهد لهم تاريخهم المشرف!

وإذا كانت دروس انتفاضة الثاني عشر من آذار، ماثلة، في ذاكراتنا، و نحن في حضرة انتفاضة جنديرس، فإن أمضى سلاح كان قد اعتمد عليه هو: الإعلام، من خلال تكامل دورة التفاصيلي، اليومي، في الداخل، والمتابع لحظياً، في الخارج، إذ تفرغت كوادر و مواقع إنترنيتية كردية، خلال نقطة التحول التاريخية في حياتنا، كي تستفيد الانتفاضة - بذلك- من أول أعطيات الثورة المعلوماتية، فتم إطلاق الصوت الكردي، في مواجهة الإعلام المضلل، ليسقط هذا الأخير، إذ إن أقوى داعم للانتفاضة كان التفاف الأهل، في الخارج، حولها، سواء من خلال المظاهرات والاعتصامات التي قاموا بها، حيث إنها حققت أعلى درجة من التعويل عليها، بحق، على صعيدي قوتها وأثرها في آن واحد، فقد جمعت الكرد، ولربما لأول مرة، على موقف سواء. كلمة سواء، في بوتقة الموقف الواحد، بكل رؤاهم ومواقعهم، رغم أن أعدادهم، آنذاك، لم تكن كما هي عليه الآن، ناهيك عن إيصال صوت الانتفاضة إلى المنظمات الدولية، و أتذكر هنا الدور الكبير لبعض الأصدقاء، من خلال تواصلهم مع المنظمات الدولية، كما إن مؤازرة المتضررين، من أسر الشهداء، والجرحى، ومن تعرضت منازلهم ومحالهم للسطو، مالياً، ما كان يحفز الأهل، في الداخل، على الصمود، في وجه آلة النظام، رغم آلة العنف التي أستخدمت - كذلك- لأول مرة، في أبشع صورها، وما استقدام قوات من جيش النظام، معززة بالأسلحة والعتاد، إلى مناطقنا، بهذه الكثافة، ولأول مرة، في تاريخ سوريا، إلا دليل على مدى الرعب الذي لحق بآلة النظام!
على ضوء كل هذا، فإن علينا- وكل منا بحسب إمكاناته ومجاله الخاص- أن نتحرك، ميدانياً، أو إعلامياً، أو حقوقياً، أو دبلوماسياً إلخ، لفضح الجريمة العظمى. جريمة الإبادة بحق أهلنا في عفرين، من دون الالتفات لمحاولات ثنينا، عن مواصلة مساندتنا للأهل، إذ نلمس أمرين خطيرين: أولهما محاولة المحتل وأدواته تصوير الجريمة على أنها فردية، غير منظمة، وثانيهما ما نلمسه من وعيد من قبل أدوات الارتزاق، والجريمة، بحق الأهل، وما الخبر الصحفي الذي نشرته- منظمة حقوق الإنسان في عفرين- والذي قرع الأجراس، ونبه إلى أمر جد خطير وهو محاولة تزوير إفادات الشهود، و إلزامهم بالتوقيع- على صفحات بيضاء- لملئها، كما يريدون، ولعلنا نتفاجأ، قريباً، باعتبار أن المجزرة جاءت نتيجة- خناقة جيران- خلافاً لكل الوقائع التي يعرفها كل متابع، وأعلن الشهود في فيديوهات خاصة حقيقة ماتم، بشجاعة منقطعة النظير!

أجل، لقد كان التفاعل، أو الاستجابة مع صرخة الانتفاضة. مع دماء- حماة جنديرس/ عفرين مكاناً وكائناً- في ذروته، من قبل كل غيور، إلا إن علينا- لاسيما من هم في الخارج- الحفاظ على روح الحماس. الغيرة. الحمية، من أجل هذا الجرح الجنديرسي، فاغر الشفاه، والذي ينز دماً، وعويلاً مريراً، بعدما أصبحت هذه البقعة، في مفترق طرق، بين الإمحاء والبقاء. بين الزوال والحياة، وما كان مطلوباً من أهل جنديرس إنما قدموه، وهم، الآن في انتظار ما نفعله لهم، فإما أن نخذلهم، وإما أن ننتصر لهم. لنا، في مواجهة أعتى احتلال مزدوج؟!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيزيديو عفرين تحت ظل الاحتلال التركي.. جينوسايد وديانة مهددة ...
- مابعد خطبة جنديرس: الدعوة لإجهاض الانتفاضة تحت ستار العلم
- ثنائية الداخل والخارج في مواجهة الاحتلال التركي لعفرين
- زنار عزام: لا، رجاء، لاتزال مواعد كثيرة في انتظارك!؟
- مقالات: في محاولة وأد انتفاضة جنديرس.. دعوات الثأر من الضحية ...
- رسائل انتفاضة جنديرس وهتك أكذوبة «المحرَّر!»
- انتفاضة جنديرس: انتفاضة النار المقدسة
- وابيشمركاه!
- جنديرس تتزلزل، جنديرس تزلزل.. إلى آل بشمرك
- السوشيال ميديا واستهداف الشخصية العامة:مقاربات التشخيص والمع ...
- السوشيال ميديا: ونشر ثقافة الكراهية- في الدافع والمدفوع به!
- استقلالية الكاتب -2
- منكوبو عفرين يطلبون خيماً لامخيمات!
- بلطجات السوشيال ميديا: وفرض ثقافة الابتذال
- سيكولوجيا الاستذئاب الافتراضي: إيذاء القريب والخذلان أمام ال ...
- اكتمال دورة الكوارث: عندما قال الزلزال: ها أنا!
- صناعة التاريخ بعد فوات الأوان عن إدعاءات السيد محمد خليل أيو ...
- مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر تصدر ثلاثة مجلدات لأعما ...
- عبد الرزاق بوكبة يكتب بعنوان-الشاعر الكردي إبراهيم اليوسف يص ...
- ثلاثة مجلدات تختصر أربعين سنة من قصائد الشاعر إبراهيم اليوسف


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - جنديرس تناشد: ماالذي يمكن فعله؟