أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راكان علي - أنا مسلم، ولكن هل هذا يعني أني أقدّس الشريعة أو أحكامها أو حتى النص القرآني ذاته؟














المزيد.....

أنا مسلم، ولكن هل هذا يعني أني أقدّس الشريعة أو أحكامها أو حتى النص القرآني ذاته؟


راكان علي
Adel Ahmed


الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 16:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا مسلم باعتبار أني أسلّم بوجود الله الذي لا إله سواه، وبوصفي من خلفية مسلمة وبوصف طقوسي الروحانية وشعائري الدينية كذلك من خلفية مسلمة، لكن هل يعني هذا أني أقدس الشريعة أو أحكامها أو حتى النص القراني ذاته؟ لا، لا مقدس سوى الله سبحانه أما النص فمخلوق والمخلوق محكوم بظروفه وزمانه ومكانه وسياقاته، فما كان صالحا بالأمس ليس بالضرورة صالحا اليوم. الدين هو ما يهذّب لا ما يحرّض، وما يجمع لا ما يفرّق، وما ينفع لا ما يضرّ، وما يحسّن لا ما يخرّب، وما يبني لا ما يهدم، وما يحب لا ما يكره، وما يطمئن لا ما يُقلق، وما يُؤَنسن لا ما يستوحش .. إلخ

صلاتي وصيامي وإسلامي ليس دليلا على قبولي لتاريخ المسلمين وأفعالهم بل وجرائمهم، صلاتي وصيامي هي شعائر أصل عبرها لله كونها جزء من خلفيتي الدينية التي وجدت نفسي عليها. أفصل بين الدين الرحماني الروحاني اللامقدس فيه سوى الله، عن الدين المؤدلج القائم على تقديس النصوص والأشخاص. أنا لا أقدس حتى نصوص القرآن ذاته، فالمخلوق ناقص ولا ناقص مقدّس. القرآن لا وظيفة له اليوم سوى التعبّد في الصلاة واستلهام ما فيه من قيم وجدانية كـ[والكاظمين الغيظ]، [والعافين عن الناس]، [وقولوا للناس حسنا]، [ادفع بالتي هي أحسن] وغيرها من القيم الراقية والباقية كما قال المفكر المغربي سعيد ناشيد، أما ما فيه من أحكام وسرديات تاريخية فليس معني بها أحد اليوم، ولا ينبني عليها أي شيء، ولا علاقة لها بالدين الروحاني الرحماني.

بهذه الصورة أرى الإسلام؛ فأنا مسلم لأني مسلّم بوجود الحق تعالى أولا ولأني من خلفية مسلمة ولأن طقوسي الدينية من مصدر مسلم. أصوم وأصلي وأؤمن بالله سبحانه في إطار التدين الفردي الروحاني دونما فرض أو إكراه. كما لا أرفض كل جميل في التراث، وإنما ما فيه من أشياء تجفل منها النفس السويّة وترفضها.

أنا لا أقدس النصوص ولا الأنبياء، النصوص محصورة بزمانها ومكانها على ما فيها من القيم العابرة لكل زمان ومكان كما ذكرت آنفًا، والأنبياء بشر مُقيّدون ببيئاتهم ومعارفهم وأزمانهم وفهمهم، ويرتكبون ما يرتكبه البشر من الهَنَات والخطايا، فلا مقدّس منهم ولا يلزمني خطأ أحد منهم، نعم أمارس الشعائر الإسلامية كما وصلتنا بالتواتر العملي باعتبارها تراثي الديني الذي لا يتعارض مع صورة الرب الرحيم والقيم الإنسانية الرفيعة ولأني أجد لذّة الاتصال بالله من خلالها، وأقبل كل ما في التراث من تعاليم إنسانية وجمالية، ولكن هذا لا يعني قبولي لكل ما وردنا من قصص سواء عن الأنبياء أو غيرهم، ولا يعني قبولي بزواج النبي من طفلة مثلا [إن كان حدث ذلك فعلا، فالتاريخ في رأيي هو تاريخ الكذب] ولا قبولي لأي من الأعمال الدموية أو ما يسمى بالغزوات والجهاد والتوسّع والفتوحات التي هي استعمار لشعوب ودول العالم بالضرورة وغيرها مما لا علاقة له بالدين والإيمان بالله سبحانه وتعالى.

الإسلام كدين رباني ليس في جوهره سوى التسليم بالله وتوحيده وما يتبع ذلك من مختلف أشكال وألوان العمل الصالح، هذا الأساس ثم الطقوس الروحانية من دعاء وصلاة وصيام وغيرها مما يعزز التجربة الروحانية لدى المسلم ويدفع به نحو الرقي والسمو والقرب من الحق سبحانه، هذا هو الجوهر؛ إيمان مرتبط بالعمل الصالح بشتّى صوره ثم الطقوس الروحانية التي تسمو وترتقي بالفرد المسلم. هذا هو الجوهر الحقيقي، ولن يبقى من الإسلام سوى هذا الجوهر لأنه الأصل والصالح لكل زمان ومكان.

أما أحكام الشريعة والفقه وووإلخ فليست إلا تصورات وآراء بشر عاشوا قبل مئات السنين ضمن سياقات وظروف مختلفة تماما عمّا نحن فيه اليوم. وبتعبير النص القرآني: [تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسأَلون عمّا كانوا يعملون].



#راكان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسويّات متعجرفات!
- العلمانية | هل تُعادي الدين أم مستغلّي الدين!؟


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راكان علي - أنا مسلم، ولكن هل هذا يعني أني أقدّس الشريعة أو أحكامها أو حتى النص القرآني ذاته؟