كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 08:38
المحور:
الفساد الإداري والمالي
لابد أنكم تذكرون المقلب الثقيل الذي كان وراؤها الكاتب الأمريكي مارك توين، عندما بعث برسالة مختصرة إلى نخبة من كبار الشخصيات في الولايات المتحدة الامريكية، جاء فيها: (أهربوا لقد اكتشفوا أمرنا)، وفي صباح اليوم التالي كانوا كلهم قد غادروا أمريكا. .
ما يحدث الآن في معظم البلدان العربية هو تجسيد واقعي لذلك المقلب، أو لتلك المزحة القاسية، لكنها لم تعد مزحة محددة بيوم واحد فقط، أو برسالة واحدة فقط، وإنما تحولت إلى نافذة يومية تديرها العصابات الحكومية في تلك البلدان، وتنطلق منها الخطابات الرسمية الموقعة والمختومة من الجهات العليا، وجميعها مؤطرة باشارة (سري للغاية) تتضمن ورود اسم رجل الأعمال في التحقيق بقضية خطيرة لا أساس لها من الصحة، ثم يتسلل أحد أفراد العصابة إلى رجل الأعمال (الهدف) ليعرض عليه صورة مستنسخة من الخطاب (المصيدة)، ويعلمه أيضاً بشهادة الشهود، ويطلعه على بعض الوثائق، فيثير في قلبه الرعب، ويخبره بخطورة الموقف، ثم يعرض عليه المساعدة مقابل مبالغ مالية هائلة يدفعها (الهدف) بالعملة الصعبة ليفلت بجلده، فيهرب خارج البلد، ولا يعود إلا بخطاب مفبرك آخر ينفي التهمة الموجهة إليه، حينئذ يجد نفسه مضطراً لدفع مبالغ أخرى من أجل ضمان عودته إلى عمله ووطنه وبيته. .
وقد اصبحت هذه المصيدة الابتزازية سارية المفعول على نطاق واسع في معظم البلدان العربية، حيث يجري تداول جملة: (ورد أسمك في التحقيق) في معظم اروقة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، واحياناً يلجأ إليها رجال الأعمال أنفسهم لممارسة النصب والاحتيال ضد بعضهم البعض. .
ففي غياب العدالة، وفي غياب الأخلاق الإدارية، وفي غياب القانون، تسود شريعة الغاب، وتقع الأسماك الصغيرة فريسة سهلة للأسماك الكبيرة.
ويبدو ان عدوى هذه الظاهرة انتشرت بالطول والعرض حتى وصلت إلى البيت الأبيض، الذي استغل القضاء المنحاز للرئيس (بايدن) ليوجه رسالة إلى الرئيس السابق (ترامب) تتضمن جملة (ورد أسمك في التحقيق) ليجد نفسه مهدداً بأكثر من 30 تهمة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟