سالم روضان الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 7568 - 2023 / 4 / 1 - 15:55
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
يرى المختصون في التشريع ان القانون يمثل فلسفة السلطة القابضة، ويعبر عن أفكارها ويسعى لتحقيق منافعها، وتكاد تلك السلطة لا تخفي ذلك، بل إنها تجهر به بعناوين شتى منها مصالح الشعب، وحقوق المواطن، إلا إنها في الغالب تهدف إلى منافع فئوية أو شخصية أو أثنية، وهذه السلطة إما ان تكون حزب او جهة هيمنت على مقاعد البرلمان وشكلت الأغلبية المطلقة وتمكنت من تمرير أفكارها بقوانين تشرع بأريحية عالية جداً، وكان احد الشعراء المصريين وهو الشاعر صادق رستم قد كتب قصيدة عنوانها (أخلاق العصر) نشرها عام 1939 في مجلة الثقافة المصرية، وفيها قد اكد على ان الشرائع الوضعية ما هي إلا عبارة عن نواميس تحفظ لأصحاب السلطة منافعهم، حتى وان تباكوا على الشعب، فيقول في مطلعها (هي المنافعُ ما سنُّوا وما شرعوا) ويوضح بأسلوب أدبي رائع بان التشريع ما هو إلا منافع للمشرع، ويوضح بشكل اكثر روعة لسان حال السطلة تجاه الشعب بان الاهتمام بهم والدفاع عن حقوقهم ما هي إلا حماقة وعلى وفق قوله (رأسُ الحماقةِ إشفاقٌ على نفرٍ ...... لو كنت تؤكلْ ما عفُّوا وما شبعوا) بل يوصف ناصحهم وهو ينصحهم بقوله (تبيت تبكي لصرف الدهر يدهمهم ..... ولو رأوك على الأعناق ما دمعوا) ، وما عليه الحال في بلادنا لا يبتعد كثيرا عن وصف الشاعر صادق رستم، فان المشرع والمطبق لا هم لهم إلا منافعهم، ولا يخطر على بال احدهم نفع الناس، وإنما يعملون بقول الشاعر (فاطمع فجيلك ناسٌ كلُّهم طمعوا)، وقد يكون هؤلاء عملوا بوصية الشاعر لهم الشاعر بان أي عمل لهم لا يكون إلا بعوضٍ فيه منافعهم بقوله (وان سُئِلتَ صنيعاً فاسألن عِوضَاً ...... فالحازم اليوم لا يبقي ولا يدعُ) ومن الممكن ان يكون مشروع قانون الموازنة الحالي خير مصداق لقول الشاعر ، لكن الشاعر لم ينسى ان يوصي الجمهور الذي يعتقد انه عندما يركن إلى جهة ضد أخرى ظاناً انها ستحقق له مراده بالعيش الكريم، لانهم كلهم في المسعى متشابهون فيقول للجمهور ناصحاً (واربأ بنفسك لا تركُن إلى احدٍ ... إن الورى اثنان خدَّاع ومنخدعُ)، وما قانون الانتخابات إلا دليل على ان الورى اثنان مثلما قال عنهم الشاعر، وفي خاتمة القول اكرر قول الشاعر (هي المنافعُ ما سُّنوا وما شرعوا ..... فاطمع فجيلك ناس كلهم طمعُ)
قاضٍ متقاعد
#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟