جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 22:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الصعب على المرء أن يتلقى نبأ رحيل من يحب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، خاصة و أنه كان يعاني من مرض عضال اقعده عن الحركة لأكثر من عقدين من الزمن .
تربطني بالفقيد سعيد جاسم الطائي علاقة نضالية تعود جذورها إلى أواخر الستينات من العقد الماضي ، فقد عشنا معاً حياة التنقل والتشرد في أكثر من عاصمة عربية ، وشاء القدر بعد كل هذه الصعوبات أن نرجع سوية إلى أرض الوطن مروراً بالكويت إلى ميناء المحمرة .
قضى المناضل الأهوازي سعيد جاسم الطائي جل حياته في السعي لتحقيق أهداف شعبه ،
فمنذ كان طالبا على مقاعد الدراسة في ثانوبة الدكتور حسابي. قام وبتوجيه تنظيمي من قبل الشهيد السيد فهد ، بتشكيل أول خلية تنظيمية، وعندما اكتشف أمر هذا التنظيم، اضطر للجوء هو و مجموعته الى العراق ، وتزامن هذا اللجوء مع الإعلان عن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز (عربستان) وذلك عام 196٩ . وكان هذا مناسبة للقائي به في بيت أحد المناضلين المخضرمين وهو المناضل صالح عبد النبي " أبو علي"، حيث كانت مجموعته تتكون من:
عباس ابن لفتة بيت جويدة المعروف ب"هاشم" ، السيد محمود ، عبد النبي بدوي، وعبد المهدي الصيّاحي
وجميعهم من أبناء الأهواز وزملاء سابقين لي في الدراسة في ثانوية الدكتور حسابي ، و كان معهم مسؤول التنظيم الشهيد السيد فهد ، _ و قد علمت في وقت لاحق ،أنه كان للتنظيم مسؤولَين ، فقد كان فالح الساعدي مسؤولاً عن التنظيم في الداخل ، في حين كان السيد فهد مسؤول الخارج _.
بعد ذلك دخل الفقيد الكلية العسكرية في بغداد وتخرج منها برتبة ملازم . ثم دخل دورة مظليين فاصبح ضابط مشاة مظلي .
وفي المؤتمر العام الذي عقدته الجبهة في بغداد عام 1974انتُخب بالإجماع أميناً عاماً، لها وبقي في هذا المنصب حتى سقوط نظام الشاه .
اضطررنا كأعضاء للجبهة مغادرة العراق الى سوريا، وذلك بعد عقد اتفاقية الجزائر بين العراق و نظام الشاه . وكانت سوريا آنذاك، محطة للانطلاق في طرح قضيتنا على المستوى العربي والدولي ، وكان للفقيد جولات عربية كثيرة في هذا الإطار ،وكنت أرافقه في معظم جولاته.
وعند سقوط نظام الشاه ،عدنا وكل مجموعتنا في الجبهة الى أرض الوطن ،وعندها ،حلت الجبهة نفسها و انضم الفقيد وبعض الرفاق الى الحراك السياسي الداخلي. و ساهمنا مع مجموعة الرفاق في صياغة مطالب الشعب العربي الأهوازي للتفاوض حولها مع النظام الجديد، وكنت وإياه عضوين في الوفد العربي الأهوازي.
بعد عودة الوفد من طهران الى الأهواز ،أصيب بمرض الفشل الكلوي، وبقي يعاني منه فترة طويلة، وعندما ساءت حالته، تمكن من اللجوء الى السويد ، حيث كانت فرصتي لعودة اللقاء به و زيارته بصحبة عائلتي ، وذلك في مقر إقامته في استكهولم عدة مرات، واستمر تواصلي شبه اليومي معه ، الى يوم ساءت حالته ونقل الى المشفى حيث وافته المنية يوم الجمعة 17/03/2023..
لقد كان فقدان أبوأحمد حدثاً مؤلماً لي، وخسارة كبيرة لشعبه و لكل محبيه .
و لا بد لي في نهاية هذه العجالة، أن أتقدم بأخلص التعازي والمواساة إلى شقيقه الدكتور عباس جاسم الطائي، وجميع أفراد اسرته ورفاقه في الداخل والمهجر.
#جابر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟