بهاء الدين الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 13:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تناولت الصحف العربية خبر تولي حمزة يوسف وهو مسلم باكستاني ابن مهاجر لرئاسة الحزب القومي الاسكتلندي كي يتولى رئاسة الحكومة الاسكتلندية والتي تسعي بحكم برنامجها للاستقلال عن المملكة المتحدة .
الي هنا انتهي الخبر وكأن عنوانه في الصفحة الاولي في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ ٢٨مارس ٢٠٢٣ ،ولكنه جاء بعنوان ابن مهاجر باكستاني لرئاسة حكومة اسكتلندا .
هل تحكم ظرف الصراع السياسي بين الإسلام السياسي والمملكة السعودية في تلك الصياغة ،لو تغير الزمن لصار : مسلم لرئاسة حكومة اسكتلندا .
في كل الأحوال يطرح الخبر فكرة أوربا وتغير هويتها بفعل عدة عوامل ، اولها التغير البيوغرافي الحادث بحكم الحاجة للأيدي العاملة الذكية ،علاوة علي الفاتورة التاريخية المطلوب سدادها خاصة بالنسبة للدول التي ساد فيها بناء طبقي تابع للنمط الثقافي الانجليزي والفرنسي وهي دول المغرب العربي والهند بدونها الثلاث ( الهند الحالية ،باكستان ، بنجلاديش ) .
وهنا نطرح الأسئلة الواجبة :
ماهي الحدود مابين الثقافة والدين في وعي هؤلاء المهاجرين ؟
هل مفهوم المؤامرة السائد في وعي المثقف المسلم داخل العالم الثالث ، هو نفس مفهوم المؤامرة لدي المهاجر الذي فرحنا باحتلاله لمنصب مميز في الغرب ؟
لكن تلك الظاهرة لا تعني التغاضي عن ظاهرة الاصولية السائدة في اوروبا والتي سادت من تسعينيات القرن الماضي حتي الآن مع اختلاف درجة الحدة، والتي ساد فيها فكرة التوظيف الديني في الخطاب السياسي ولعل عبارة محور الشر خير دليل علي ذلك ،ولعل فكرة التوازنات قد عادت لتفادي تلك العلاقة غير المتوازنة مابين أزمة أوربا البيوغرافية وتنامي الخطاب الاصولي ،وليست الاصولية دين بقدر ما انها رؤية لفهم العالم من باب الفهم القومي للدين وليس الفهم الحضاري الإنساني للدين كما اراده الله لخلقه .
ومن هنا فأن التحليل الثقافي لطبيعة علاقات المهاجرين بواقعهم الأصلي وكذلك واقعهم الجديد ،علاوة علي معدل تحقيقه لحلمه الشخصي من عدمه وبالتالي فأن عمومية الاستنتاج ليست سليمة ،وأن التقييم النهائي انها حالات فردية سمحت بها الفهم العلماني الذي يقود الواقع الأوروبي بحكم دموية التغيرات التي أحدثها البعد الاصولي من قبل معاهدة وستفاليا التاريخية .
#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟