|
هل تركيا قدرنا الجيوسياسي ؟ هدية إيران اسراىيل المسمومة للاسد
فراس سعد
الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 20:35
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
.... من اجتماع مملوك فيدان الى التطبيع البرلماني مع الاسد هدية ايران-الامارات-اسراىيل المسمومة لبشار وسوريا.
نقل عن مصادر في المعارضة السورية أن اجتماعا جرى على الحدود السورية التركية اواخر شهر كانون الثاني الفائت هو الثاني في خضم المفاوضات الأمنية السورية التركية، ضم الاجتماع كلا من حقان فيدان رئيس المخابرات التركية وعلي مملوك، انضم إلى الاجتماع لاحقا بشار الأسد، الذي لم يكن مدعوا إليه أصلا، كما ذكر المعارض كمال لبواني. وتسرب أيضا من ذات المصادر أن بشار أفشل الاجتماع الثنائي بسبب طلباته من فيدان، إذ طلب من الأخير تسليمه خمس وعشرين ضابط أمن منشقين من الأجهزة الأمنية السورية موجودين في تركيا، كما طلب بشار من حقان فيدان أن يزور تركيا زيارة رسمية شرط أن يرافق الطيران الحربي التركي طائرته ابتداء من الحدود الدولية، وأخيرا يطلب بشار من المسؤول التركي دمج الجيش الوطني التابع للمعارضة في الجيش السوري ... رد فيدان أن هذه قضايا أعلى من صلاحياته وتحتاج لوقت وتتم بالتدريج، كما تحتاج لتغيير بروتوكول استقبال الرؤساء .. ثم غادر الاجتماع على الفور .. -دائما على ذمة الطرف الذي سرب هذه المعلومات- ... قد لا تكون هذه التسريبات صحيحة ودقيقة، وقد تكون مضخمة، او مختلقة بالكامل، لكن زيارة وفد برلماني عربي الى دمشق يوم السادس وعشرين من شباط المنصرم لهو مؤشر على صحة ما توحي به تلك التسريبات من توجه اقليمي وكذا داخل النظام السوري لمنع المصالحة مع تركيا . بعد اللقاء الأول من نوعه بين مسؤولين اتراك وسوريين الذي جرى في موسكو بداية العام الجاري خرج بشار الاسد ليعلن أن أي لقاء مع تركيا سيكون على أساس انسحابها من الاراضي السورية .. تصريح بشار جاء بعد يومين من لقاء وزير خارجية الامارات ( الامارات ملزمة وفقا ل"اتفاقية ابرام" وملحقاتها ان تنسق وتتبادل معلومات وتستمع لنصائح الكيان الصهيوني ليس بما يخص السياسة والعلاقات مع دول الجوار بل حتى بتسيير المطارات وأجهزة الاعلام وشركات التسويق والسياحة والتعليم والاتصالات ... كل شيء تماما دون استثناء ..) يهم اسرائيل وأمريكا افشال أي اتفاق أو تقارب سوري تركي، فالحل يجب أن يكون هندسة أمريكية صرفة تضمن خسارة كاملة للسوريين بما في ذلك تقسيم سورية ووضعها تحت إدارة الكيان الصهيوني مباشرة ربما، بعدما كانت تدار بالتنسيق معه لنصف قرن خلت، تقريبا .. طبعا لم يأت وزير الخارجية الاماراتي دون "شوالات" الدولارات التي اأوقفت تدهور الليرة، فارتفعت أسهمها لمدة عشرة أيام تقريبا، وهذه الشوالات لا تعادل سوى نقطة من اهرامات أموال آل الأسد والأخرس في بنوك الامارات وروسيا وبريطانيا وغيرها... هذه الشوالات التي أوقفت انهيار الليرة عشرة أيام هي ثمن إفشال جلسة المفاوضات غير المعلن عنها بين فيدان ومملوك سابقة الذكر ...
بديل تركيا ستعرض الإمارات على بشار الأسد التقارب والتطبيع مع السعودية . هذا احتمال وارد لو وافقت امريكا، والحقيقة أن السعودية وافقت على منح حكومة بشار عقداً لتوريد مادة السكر .. هذا ما أعلنته بعض وسائل الاعلام على الأقل . ... هل يعقل هذا الامر ؟ هل هو نكتة سخيفة ؟ لا إنها الحقيقة، لقد تنازل بشار ومن وراءه ايران عن كسب ود تركيا مقابل أطنان السكر.. وهذا ما سيمكّن اسرائيل من دخول الأراضي السورية واحتلال درعا طالما أن قوات بشار مازالت في مواجهة مع تركيا. هل تنسق ايران والامارات خطواتها لتصبحا في خندق واحد مع اسرائيل ضد تركيا ؟ هذا مايبدو عليه الأمر ظاهريا فحسب .. يتناسى بشار ومن وراءه الامارات أن تركيا هي قدر سوريا الجيوستراتيجي الذي لا فكاك منه على الاطلاق، لا الآن ولا مستقبلا، وليست السعودية شمال ولا جنوب سورية ولا الامارات كذلك، الا اذا وسعت السعودية حدودها لتصبح جنوب سورية بعد أن تضم الاردن !!! فمشاكل سورية مع تركيا هي مشاكل مزمنة لا تخص نظام الأسد وحده وإن كان هو المتسبب بها، بل هي مشاكل السوريين الآن وغدا، ولا بد من حلها بالتفاوض مابين النظام وتركيا ..وهو ما جرى خلال السنوات الماضية في سوتشي وهاهو يثمر اليوم انسحابا تركيا من جنوب طريق ال M4 !!!
فمن الذي استفاد من عرقلة المفاوضات ؟ هل هي ايران التي دخلت على الخط !! إذا لربما تكون الخطوة الإماراتية حدثت بتنسيق مع إيران ؟ هذا استنتاج غريب .. فبين ايران والإمارات ماصنع الحداد، كما يقال، ربما كانت الرسالة الإماراتية من جهة أخرى ليست ايران، إنما من السعودية أو اسرائيل... لكن ايران سارعت لاستغلال اللحظة فأرسلت وزير خارجيتها الى دمشق ثم إلى تركيا لتقنع اردوغان أن شيئا في سورية لن يحدث دون موافقتها، وهو ماتم بالفعل .. إذ رحب اردوغان بانضمام ايران إلى اجتماع روسيا نظام الأسد وتركيا .. لقد ظهرت نتالج زيارة وزير خارجية الامارات الى سورية للقاء بشار الاسظ بعد مايقرب من شهر وعلى وقع زلزال تركيا وسورية ان غاية تلك الزيارة كانت ابعاد سورية عن تركيا مقابل تطبيع عربي مع نظام الاسد الحقيقة أن ما يجري غريب ومعقد لدرجة توقع المتابع في حيرة ... وهذا ليس بجديد على سورية، التي تقع جغرافياً وسط أربع قوى اقليمية كبرى هي تركيا اسراىيل إيران السعودية يضاف إليها مصر، وهي -أي سوريا - واقعة إضافة لذلك تحت احتلال اقوى دولتين في العالم امريكا وروسيا، والصراع السياسي الدبلوماسي محتدم منذ سنوات حول سورية، لدرجة -وعلى زعم محلل استراتيجي سوري- أن خطط أكثر من دولة كبيرة تجاه سورية خلال السنوات العشر الاخيرة كانت تتبدل كل بضعة أشهر بسبب تبدل الظروف والعلاقات والمصالح بين تلك القوى الاقليمية والدولية... لكن أسوأ مافي الأمر أن النخب السياسية السورية المعارضة تركت أمر سورية لتلك القوى وجلست تتفرج أو هي انصرفت إلى تأمين أمر معاشها... بعضها يندب ويحزن أو يشتم وبعضها يصفق والبعض الآخر يرقص مبتهجا أو مذبوحا من الألم ... كتب هذا المقال في كانون ثاني 2023 وتأكدت بعض توقعاته في شباط ... والثابت أن زلزال ٦ شباط اثر كثيرا على التقارب السوري التركي، الأمر الذي استغله العرب للدخول بقوة على الخط، وهذا ما استغله بشار ليكسب مزيدا من المناورة والمماطلة مع الاتراك ...
#فراس_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فنانة سورية تواجه المشروع الإيراني الاسرائيلي في سوريا
-
فلسطين مسألة شعبية سورية . والهوية الشامية
-
اعلان ابرام- ابراهام ونهاية النظام العربي
-
عشر سنوات على اعتقال القيادي الشيوعي عبد العزيز الخير في سجو
...
-
الفلسفة الحيوية- مبادئ وتعريفات
-
الفدرالية وفكرة المكونات مشكلتين بالنسبة لسورية
-
سورية مسألة اسرائيلية والاثم الفلسطيني
-
الثورة تعترف بأخطائها
-
سورية المدمرة على يد النظام والمعارضة
-
كزخ المطر شهداء شهود
-
سأحرق نفسي في باب توما
-
عائلة المجد ....عائلة علي العبد الله
-
المريض السوري 2 : أخاف على خوفكم عليّ
-
المريض السوري : مرة ثانية ... و العود أحمد ؟! ( إلى مهند الح
...
-
أين الجيش السوري من الحرب الأسرائيلية على لبنان ؟
-
الجواب الأصعب رداً على سؤال جهاد الزين الصعب ......نزعة الاس
...
-
- اقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري - نقد و تقريظ
-
الهجوم على النظام تبريراً للهجوم على المعارضة........... و أ
...
-
ضد إعلان بيروت – دمشق , دفاعاً عن ثلاثة أرباعه و عن كل الموق
...
-
القراءة في كتاب الأب ......- الأمير- و الأسد
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|