|
تاريخ الإسلام الغامض
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 00:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام القصة التي لم تروى https://www.youtube.com/watch?v=6cvuZ2-2BKc مقدمة هذا المقال، هو نقل للحوار المترجم من فيلم استقصائي بحثي بعنوان ( الإسلام القصة التي لم تروىَ ) والتي حكاها المؤرخ توم هولاند بنفسه اثناء تصوير الفيلم الذي اعده وهو يبحث عن مكان نشأءة الإسلام ومسقط راس محمد، ولمعرفة وتوثيق اين كتب القرآن . حيث لم يسجل لنا التأريخ اي مخطوطة مكتوبة عن حياة محمد او مكان ولادة الإسلام خلال فترة حياة محمد حتى وفاته . هل كان ذلك في مكة والمدينة كما ترويها كتب السيرة والتراث الإسلامي، ام حدث في مكان آخر من دون الإعتماد عن ما كتب عن السيرة والأحاديث بعد مئتي سنة من وفاة محمد وفي الفترة العباسية لأنها لا يعتد بها لبعدها عن المصادر والأحداث زمنيا. بحث المؤرخ توم هولاند عن أي آثار اوادلة في الأماكن الصحراوية في ارض الحجاز وزار مدينة القدس و ارض لوط في سدوم، و ما له علاقة بالتاريخ الإسلامي الغامض الذي لم يدون . بحثا عن الحقيقة التي لا يعرفها الباحثون ولم يكتب عنها المؤرخون او يقصها الروائيون في زمن محمد في القرن السابع ، عن مولده وحياته وسيرته (خلال الفترة الغامضة والغير مدونة بمخطوطات التي عاش فيها حتى وفاته). بحث هولاند في اكبر المكتبات العالمية عن مخطوطات، وبحث ميدانيا في صحراء الحجاز عن اي آثار تشير الى تاريخ محمد. كما بحث في اشهر متاحف المسكوكات المعدنية القديمة ، لعله يجد اسم محمد منقوشا على مسكوكات معدنية إسلامية تدل على وجود نبي او قائد ديني او عسكري اسمه محمد في القرن السابع الميلادي. وهذه المعلومات هي اهم ما يبحث عنه المؤرخون والباحثون، وليس ما كتب عنه في كتب السيرة التي اعدت بتوصية من حكام بني العباس بعد مئتي سنة من وفاته بأجر مدفوع للكاتب لنقل احداث وأقوال بطريقة شفاهية غير موثقة عبر مئات الأشخاص عبر زمن طويل ، او ما كتبَ من أحاديث وسيرة للنبي في كتب الصحاح التي لم تر النور الا بعد اكثر من مئتي سنة بعد وفاة الرسول، والتي تم تنقيحها وحذف الاف الأحاديث المشكوك بصحتها، والتي تم جمعها من افواه الناس وفيها ما يطعن بالرسول نفسه . اعترف توم هولاند وزميلته البروفيسورة المؤرخة باتريشيا كرون في هذا الفيلم عن خيبة املهم في العثور عن اي تاريخ مدون باي طريقة تتحدث عن الرسول محمد خلال فترة حياته . بعد بحث علمي دقيق موقعيا بين الآثار في صحراء جزيرة العرب او في المخطوطات القديمة او بين المسكوكات المعدنية . لم يجدوا ما يروي عطشهم العلمي والتاريخي وينير درب ابحاثهم في تقصي جذورالإسلام في منبعه او شيئا عن نبي الإسلام او حتى عن الخلفاء الراشدين في زمن محمد او ما بعده . اما بالنسبة لتوثيق الغزوات الإسلامية في زمن الرسول فهناك صمت تام . ومن يريد البحث عن جذور الإسلام لابد ان يبدا البحث عن ادلة ملموسة منذ مطلع القرن السابع الميلادي حيث عاش محمد.
رحلة توم هولاند الميدانية في مكان جذور نشأة المسيحية بدأ توم هولاند رحلته الإستكشافية في اسطنبول حيث كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية وتدعى ايامها القسطنطينية نسبة الى الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي ترك الوثنية وآمن بالمسيح واصبح مسيحيا وامر شعبه الروماني في بلاده وفي المستعمرات ان يترك الوثنية ويتحول الى المسيحية . استمرت القسطنطينية 300 عام عاصمة للمبراطورية الرومانية الى ان احتلها المسلمون وغيروا اسمها الى اسلام بول ثم الى اسطنبول . كانت القسطنطينية مدينة مسيحية في قلب العالم المسيحي . واصبحت المسيحية دين عالمي لإمبراطورية عالمية قوية . بعد ما يقارب الف سنة . بعد ذلك احتل المسلمون السلاجقة القسطنطينية وحولوا اكبر كاتدرائية فيها وهي آيا صوفيا الى مسجد اسلامي . يقول توم هولاند : نحن نعلم كيف ومتى اصبح الرومان مسيحيين لأن المعاصرين من تلك الفترة اخبرونا بكل شئ عن تاريخ واحداث ذلك الزمن. لكن ما لا نعرفه هو كيف اصبح العرب مسلمين . في اسطنبول وجدنا القصر العظيم للأباطرة الرومان المبني في القسطنطينية المسيحية . في القرن السابع الميلادي حيث ولد محمد، كان هذا المكان مركز العالم تقريبا. بينما لا نجد في مكة اي أثر لمحمد . لم يُبقِ المسلمون الغزاة للقسطنطينية بعد احتلالها في القصر الإمبراطوري العظيم الذي كان اكبر مركز قيادة لأقوى قوة على وجه الأرض سوى اطلال لبناية مهدمة وجدران متآكلة واخشاب محروقة للأبواب والشبابيك. ويمكن تشبيه هذا القصر أنذاك بالبيت الأبيض الأمريكي حاليا، والمكان الذي كان يعيش فيه الأمبراطور الذي حكم نصف العالم . وهو ايضا يمثل البنتاغون (وزراة الدفاع) قلب المؤسسة العسكرية الرومانية . وفيه بناية المحكمة العليا. حيث هناك تصاغ القوانين وتصنع الأحكام والقرارات وتصدر للتنفيذ في ارجاء الأمبراطورية ومستعمراتها المنتشرة في آسيا وشمال افريقيا. كل هذه الأبنية العظيمة تقع في مكان واحد يهيمن على القسطنطينية اعظم مدينة في العالم المتحضر في عصر الإمبراطورية الرومانية، والآن قد اختفت تماما، وتحولت الى اطلال مهملة في حديقة متروكة. في عام 630 م . كانت الإمبراطورية الرومانية للتو قد تخطت أسوأ أزمة في تاريخها . اعدائها الأقدمين هم الفرس كانوا قد احتلوا أعز مقاطعاتها. حيث وصلت جيوش الفرس الى اسوار القسطنطينية ذاتها. وبعد مرور 25 عاما من الحروب بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية تمت هزيمة الفرس . واصبح الإمبراطور الروماني سيد الكون . ولم يكن يعلم مدى الدمار الذي قدسته السماء سيحيق بعاصمته العظيمة . يسأل توم هولاند احد الأساتذة المسلمين : هل يستطيع رجل مثلي غير مسلم أن يفهم حقيقة مصدر الإسلام . يرد عليه الاستاذ المسلم : كلا . بداية الغزوات الإسلامية : وجه الفاتحون العرب من بدو الصحراء الجيوش بشكل مفاجئ في القرن السابع لأجتياح حدود جزيرة العرب الى الأراضي المجاورة والمحيطة بها شمالا و شرقا وغربا وبنوا امبراطورية جبارة ترتكز غايتها الإستيلاء على ممالك ودول و شعوب مختلفة ، ونشر الإسلام فيها، وسلب الممتلكات والأموال منها كغنائم حرب، وهدم حضاراتهم الأصيلة والغاء اللغات الأصلية لتلك الشعوب الغير ناطقة بالعربية كالسريان والأقباط والأمازيغ وتغيير ديانتهم قدر المستطاع وتحويلهم الى شعوب مسلمة بالسيف او بالجزية اوالإخضاع والإستسلام . بالنسبة للقدماء في بلاد الشام وشمال افريقيا كان ينظرون الى العرب انهم قبائل همجية من بين جميع البشر على وجه الأرض . وحضي العرب على اقل قدر من الإحترام والأهمية . لكن بعد مرور عشر سنوات وفي النصف الأول من القرن السابع ، استطاع العرب المسلمون حرمان الإمبراطورية الرومانية من اغنى مقاطعاتها وكنوزها ، وسحقوا الإمبراطورية الفارسية الزرادشتية وحضارتها وحولوها الى الإسلام . في خلال قرن من الزمان احتل العرب بالغزوات معظم بلدان الشرق الأوسط (العراق – بلاد الشام – سوريا ، فلسطين ، لبنان، الأردن) وامتدت غزواتهم الى شمال افريقيا (مصر – ليبيا – الجزائر – تونس – المغرب) ثم عبرت جيوش العرب البحر الأبيض المتوسط بالسفن حتى وصلوا اسبانيا و حدود فرنسا غربا، كما وصلوا شرقا الى الصين . قصة الإسلام بدأت تلك القصة عندما سمع تاجر اسمه محمد وهو في غار حراء في احد الجبال القريبة من مكة صوتا مخيفا مهيبا لملاك لم يره بعينه يقول له أقرا . في الجامعات الغربية ، تقام الأبحاث التاريخية على مبدا الشك للوصول لمعرفة اليقين . وكما قامت الأجيال الأولى من العلماء بتسليط ضوء ساطع على حياة يسوع المسيح . يقوم اليوم بعضهم بالنظر بشكل مختلف جذريا لدراسة حياة محمد ونشأءة الإسلام ومكان كتابة القرآن . تشغل السيدة باتريشيا كرون منصب بروفيسور في جامعة برينستون . وكانت واحدة من العديد من المؤرخين الباحثين في جذور الإسلام . قامت بتقسيم عالم الدراسات الإسلامية في الحقبة الأولى . كتبت قائلة :" إنك لا تستطيع أن ترفض قصة المسلمين، ولكنك لا تستطيع تقبلها ايضا . الحل الوحيد هو بأخذ خطوة خارج التقاليد الإسلامية وأن تبدأ البحث مجددا. وقالت : " هناك ستار يحمي محمد لا يمكنك تجاوزه، ما الذي تعرفه عنه وعن حياته ؟ " وتضيف باتريشا كرون في مقابلتها مع توم هولاند : " كما نعلم أنه كان نشطا في مكان ما من جزيرة العرب ، وكما نعلم انه كان مرتبطا بالقرآن ، فقد كان هو أول من تلفظ بكلماته ولكن هذه المعلومات لا توصلنا لما جرى وما حدث فعلا في زمنه. وهو الأمر الذي يريد المؤرخون إعادة صياغته وتركيبه . إننا نفتقد الى الأدلة الكافية . لدينا فقط كتاب القرآن. ولا يمكن ان تُروى القصة التاريخية عن محمد بالإعتماد على القرآن وحده لنقص المعلومات. لدينا العديد من المصادر القديمة الغير إسلامية . لكن عند جمعها لا تشكل القصة الحقيقية . ليس لدينا شئ للإستدلال به عن سيرة وحياة محمد مكتوبة في زمنه . لدينا كتاب واحد (القرآن) ولا شئ بعده . هناك ظلام دامس يلف تاريخ محمد والإسلام الأولي. لكن المسلمين لا يرون الأمور بهذه الطريقة . يعتقد المسلمون انهم يعرفون كل شئ عن محمد . صفاته الشخصية، زوجاته، وحتى طعامه المفضل . وهناك عالم كامل مُبنى على قصص محمد .لكن المشكلة كيف نتأكد ونعرف أنها هكذا كانت بالفعل كما يرونها. كيف نميّز بين ما حدث بالفعل وبين الإشاعات والأساطير والحكايات المزيفة التي الّفها المسلمون حول سيرة الرسول بعد مئتي سنة من وفاته ؟ كيف نصدق الحقيقة واين هي ؟ هل كان محمد اصلا من التجار الرحّل ينتقل مع قوافل الجمال ؟ الأدلة تقريبا غير موجودة . اقدم كتب السيرة لدينا كتبت بعد ما يقارب ال 200 سنة بعد حياة محمد. التراث المنقول شفهيا عبر الذاكرة لا يمكن الإعتماد عليه . وهذا يعني انك تتذكر الأشياء الإيجابية التي تريدها. وتكمل باتريشيا كرون كلامها : بعضها يمكن اعتباره من التاريخ ، لكن معظمها ليس تاريخا كما هو واضح . لقد تم اعادة تشكيلها وإعادة تفسيرها ثم اخذها خارج سياقها الأصلي حتى تخدم اغراضا جديدة، ثم تعديلها لتلائم عصرها وتناسب القائمين على كتابتها في ذلك الزمن البعيد عن تاريخ وقوعها . لقد تم تعديل الأحداث او تخريبها إن أردت بواسطة جميع الأغراض التي ارادها الناس". " لا توجد اي نصوص مكتوبة من زمن محمد تذكر أسمه، عندما تملك مصادر أخرى ستعرف لماذا تم التغيير . لكن بسبب ظهور الإسلام في منطقة بعيدة نسبيا عن العالم يسودها الأمية والتخلف البدوي ، فنحن لا نملك وسائل التدقيق هذه . نحن لا نملك المفتاح الذي يفك لغز التراث. فمن الصعب على الباحث في التاريخ الإسلامي العثور على سجلات او مخطوطات تشرح شيئا عن الإسلام في القرن السابع الميلادي. "… احتلال العرب للقدس يكمل المؤرخ هولاند رواية قصة الإسلام فيقول بعد زيارة ميدانية الى صحراء جزيرة العرب قام بها مصاحبا لقافلة من البدو العرب للإطلاع الميداني على طبيعة حياتهم التي كانت منذ مئات السنين ولازالت كما هي ، فيقول : في عام 636 م . ظهر اللصوص العرب خارج اسوار مدينة القدس . كتب (سوفرونيوس) وهو اسقف مدينة القدس في ذلك الوقت، كان الوضع خطرا جدا . يصعب معه الرحيل والتنقل خارج المدينة. كان العرب يقتربون ولم يكن بمقدور مسيحيي القدس المسالمين فعل شئ سوى البقاء في ديارهم . يراقبون البدو الزاحفين اليهم من خلف جدرانهم ينتظرون وصول اولئك العرب القادمين من اعماق الصحراء اليهم . واصبح من الصعب مقاومتهم . في عام 636 خاض العرب المسلمون معارك مع جيش الرومان في اليرموك وانتصروا عليهم، ثم بعد ذلك وبسرعة انتصروا على جيش الفرس في معركة القادسية، حيث استغل العرب ضعف الإمبراطورية الرومانية والفارسية بسبب الحروب الطويلة فيما بينهما ولم تستطيعا مقاومة الغزو العربي الإسلامي . دخل العرب اغنى مقاطعات الأمبراطوريات المنهزمة بعد أقل من خمس سنوات على وفاة محمد. هنا حول العرب انظارهم ناحية الأرض الموعودة ، الأرض التي وصفها الله في التوراة الأرض التي تفيض لبنا وعسلا. و وعد ان يعطيها لليهود شعبه المختار من بني اسرائيل . الآن جاء العرب ليطالبوا بذلك الحق البكوري لأنفسهم .! بنوا اسرائيل جعلوا من ارض اجدادهم يعقوب واسحاق ويعقوب والاسباط ارضا يهودية لهم ولنسلهم من بعدهم . الرومان جعلوا منها ارضا مسيحية لأنها ارض مولد يسوع المسيح وفيها عاش ومات ومنها صعد الى السماء . وفيها كنيسة المهد وكنيسة القيامة والمدن التي عاش وعلّم فيها. لو اتى العرب بدين جديد فحتما سنجد لهم بصمة دينية في هذه المدينة المقدسة . المصادر المسيحية المعاصرة تؤكد ان في اواخر ثلاثينات القرن السابع الميلادي سيطر العرب على القدس من خلال مفاوضات سلمية من أجل حقن دماء المسيحيين من سكان المدينة المقدسة . والحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم والتراث الديني لمدينة القدس، مقابل تسليمهم المدينة للمسلمين بعد فشل الرومان في الدفاع عنها. وما لم يخبرونا به هو اي دين كان يؤمن به اولئك العرب الغزاة . والحقيقة لم يكن معروفا ما هو الدين الحقيقي للفاتحين الأوائل من العرب. كان اولئك الفاتحين ذات اعداد قليلة، لكنهم حكموا شعوبا أكبر منهم عددا بكثير من اليهود والمسيحيين والزرادشتيين واصحاب افكار دينية رفيعة و يملكون حضارة وثقافة لا يعرفها الغزاة العرب . نحن نتسائل لماذا لم تقم هذه الشعوب المثقفة والمحتلة عربيا واسلاميا بالثورة ضد حكامهم المسلمين، لو كان الحكام المسلمون يحاولون فرض شئ جديد يختلف جذريا عن معتقداتهم ويعاديها ؟ يتسائل هولاند : ماذا كانت نية العرب ؟ ماهو دافعهم من احتلال بلدان ومدن تابعة الى امبراطوريات أكبر مما يمتلكه المسلمون ؟ نحن نعلم انهم أطلقوا على انفسهم وصف المؤمنين، لكن مؤمنين بماذا ؟ بعض المعاصرين من المسيحيين يقولون بأن العرب كانوا يؤمنون بإله واحد بعد أن كانوا يعبدون اصناما عديدة . وانهم كانوا يتبعون معلما او نبيا . لكن بصورة عامة كان فهم الناس لمعتقدات العرب مشوشا وغير واضحا لهم . فهل كان دينهم شبيها او شكلا من اشكال اليهودية او نوعا من المسيحية ؟ ام كان لديهم دينا جديداً خاصاً بهم ؟ بالنسبة لمفهوم اليهود والمسيحيين عن العرب، أنهم قوم أتوا من أعماق الصحراء، ولا يعرفون من يكونون. لا يعرفون عن دينهم او معتقداتهم شيئا ، كانوا يسمعون عنهم اشياء يجهلونها ، لكن ربما كان هناك مفتاحا لحل اللغز . بالبداية ظهر الحكام العرب وكأنهم قريبون من اليهود، لم يكونوا مهتمين بأماكن المسيحيين المقدسة، عوضا عن ذلك، بدأوا بالصلاة على اطلال المعبد اليهودي المهدم (هيكل سليمان) الذي هدمه الرومان عام 70 م. واتخذه العرب المسلمون قبلة لهم اثناء الصلاة معتبرين انه بيت الله . كل هذا زاد من إحساس المسيحيين بالقلق بسبب غزو العرب لهم. وبدأوا بالشك بوجود مؤامرة يهودية ضدهم . في اللحظة التي سيطر فيها العرب على القدس، أتجهوا مباشرة الى ساحة واسعة ومفتوحة من صنع الإنسان للصلاة فيها، وهو المكان الأكثر قدسية في العالم لليهود . الحقيقة ان الغزاة العرب أتوا لهذا المكان وبدأوا ببناء دور عبادة لهم على هذه البقعة الحساسة . وقد اثار هذا العديد من الشكوك . تمنى اليهود لو ان العرب القادمين من الصحراء قد أتوا لتحريرهم من الرومان، ويسمحوا لليهود للرجوع لجبل المعبد المقدس للصلاة هناك . ربما صدّق اليهود ان العرب قادمون لخلاصهم، وربما يكون قائدهم هو المخلص المسيح المنتظر الذي سيسمح لهم بإعادة بناء الهيكل مجددا . علماء اللاهوت المسيحيين الذين كتبوا عن الغزاة العرب في مخطوطاتهم، قالوا انه من الصعب فهم كيف يتعاملون مع دين جديد لا يتفق مع كل العقيدة المسيحية . من هم اولئك المسلمون ؟ ولم يكونوا يتصورون ان العرب لديهم دين متكامل جديد وان ما يدينون به هو دين اسمه الإسلام . نتسائل : هل كان الإسلام موجودا في السنين الأولى بعد محمد ؟ في القدس، وبعد 30 سنة من الإحتلال الإسلامي لها ، كان كل شئ على ما يرام، كان هناك الكثير من الحجاج المسيحيين يتجولون في الطرقات، الكنائس كانت مليئة بالمصلين، واصحاب الأديان القديمة كانوا يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية . لكن اين كان نبي الإسلام في كل هذا ؟ بعد مرور 30 عاما على وفاة محمد، ظهر في القدس قائد عربي يدعى معاوية بن ابي سفيان . كان يشار له كحاكم للإمبراطورية العربية الجديدة . لو كان هذا القائد مسلما حقا، لأظهر في زمنه علامات تدل على إسلامه، او رفع شعارات او نقوش على الأبنية التي بناها العرب وآيات إسلامية من القرآن لإظهار الدين الذي يتبعه هو وجماعته. لكن الأمر المثير أنه لم يظهر شيئاً عن الإسلام لا في النقوش ولا في الوثائق ولا في المسكوكات المعدنية التي كان الحكام يسكونها كعملة تشير الى الدين الجديد او النبي او الحاكم . كافة المسكوكات القديمة في عهده لم يذكر فيها اسم محمد ‼ اليس هذا غريبا ؟ لكن الغريب والمدهش ان مسكوكات الأمويين كانت تحمل نقوشا لصلبان مسيحية على وجهها ! يقول المؤرخ توم هولاند معد الفيلم (الإسلام القصة التي لم تُروى) : كنت اتعقب مصادر الإسلام بين القدس وصحاري جزيرة العرب واختلط و اتنقل مع البدو وقوافلهم في الصحراء، استمع الى احاديثهم عن الإسلام، لكن تلك المصادر كانت أكثر غموضا مما كنت اتخيل . البحث عن مكان كتابة القرآن يتحدث توم هولاند فيقول : اقدم مصدر للإسلام في زمن محمد وجدته هو القرآن . وكنت ابحث عن مكان كتابة وجمع القرآن لأعرف المكان الذي كان محمد ينشط فيه، وبذلك تكون الصورة واضحة عن المكان الذي بدأ منه الإسلام وهو هدفي الرئيس في البحث والتقصي . في القرآن يتم إخبار محمد أن يتبع الطريق الذي سار عليه النبي ابراهيم … فربما يكون هذا هو المكان الذي يجب ان ابحث فيه أولا لمعرفة جذور الإسلام . ذهبت الى مدينة الخليل التي فيها مرقد وضريح النبي ابراهيم تقع المدينة في الضفة الغربية لنهر الأردن، وهي مدينة فلسطينية مشحونة بالتوتر السياسي والعسكري بين العرب الفلسطينيين والإسرائيليين . يتواجد فيها جنود اسرائيليون مدججون بالأسلحة في كل مكان، ويقومون قسم منهم بحماية مكان مدفن ابراهيم وابنه اسحاق . حيث يعتبر ابراهيم ابو اليهود عندما كان العرب يعبدون الأصنام . كان ابراهيم الرجل الوحيد الذي عبد الإله الحقيقي بين الوثنيين . ولهذا كافأءه الله ونسله بالأرض الموعودة والتي جزء منها اليوم هي اسرائيل . يعتقد المسلمون أن ابراهيم هو نبيهم الأول وهو ابو الأنبياء، والدين الذي أسسه ليس هو دين اليهود بل الإسلام . وفي القرآن نقرأ ، أن اسماعيل ساعد اباه في بناء بيت الله في مكان يسمى (بكة) . لا القرآن ولا اي مصدر معاصر آخر يحدد مكان وجود (بكّة) ، لكن المسلمين الان ليس لديهم ادنى شك أن اسم بكة هو نفسه مكان ولادة محمد، وسميت لاحقا باسم (مكة) وفيها بُني أكبر مسجد للمسلمين ويقع في مركزه الكعبة (بيت الله) وابراهيم وابنه اسماعيل هما اول من رفعا قواعد (اسس) هذا البيت قديما لعبادة الله فيه. و يعتقد المسلمون أن آدم هو اول من وضع اسس هذا البيت واكمله ابراهيم واسماعيل فيما بعد . وهو اكثر مكان مقدس عند المسلمين . الذي اصبح قبلة صلاة المسلمين في كل انحاء العالم بعد ان غير محمد قبلته السابقة من معبد الهيكل التابع لليهود في القدس .
مكة هي موطن الإسلام يعتقد المسلمون ان كل شئ في الإسلام بدأ من مكة . في احد مرتفعات مكة يوجد غار حراء، فيه استلم محمد اولى كلمات القرآن وهي (اقرا) . ثم توالت عليه بقية الآيات التي تعالج الأمور الدينية والإجتماعية حسب الظروف والأحداث التي مرت على محمد واتباعه. وكانت تلك الايات التي تخيلها محمد انها وصلته من الله عن طريق جبريل هي من شكلت القرآن ودستور الإسلام والمسلمين الديني والشرعي والإجتماعي . يعتقد المسلمون أن مكة كانت ملتقى طرق الأديان والتاريخ ومهد الإسلام، اذا هذا هو المكان الذي سنجد فيه الأدلة القوية على بدايات الإسلام . لكن هناك مشكلة إذ لا وجود لذكر إسم مكة في القرآن سوى مرة واحدة . اليس هذا غريبا ؟ لم يذكر أسم مكة ولا اسم محمد في اي نصوص مكتوبة خلال مئة سنة بعد وفاة محمد. فكيف نعرف ونتأكد أن محمد ولد وعاش في مكة ؟ لكن من ناحية أخرى إن لم يأت محمد من مكة، فيجب ان نبحث ونجد الدليل المعقول او البديل لمكان ولادة وحياة محمد او مكان مولد الإسلام على الأقل، وهذا ما يريد المؤرخون والباحثون معرفته ويسعون في ابحاثهم اليه . لأنه شخص له تأثير على اكثر من مليار ونصف إنسان يعيش على الأرض . تقول البروفيسور باتريشيا كرون : " إن لم تكن الأشياء تتراكب مع بعضها، يجب عليك البحث عن شئ آخر يمكنه أن يركب في محله ليكتمل البناء . " في القرآن توجد أوامر للمؤمنين بالصلاة بإتجاه القبلة او (الحرم المقدس) لكن ما لم يذكره القرآن بالمرة أن القبلة تقع في مكة نفسها ! وبالنسبة لبعض علماء الآثار وجدوا بعض المساجد القديمة تشير الى شئ مختلف. فقد عثر على مساجد يتجه محرابها الى البتراء . وقد عثر توم هولاند بمساعدة دليل سياحي في صحراء الحجاز على آثار لمسجد قديم جدا يتكون من احجار مصفوفة جنب يعضها البعض تدل على سور لمسجد قديم جدا وفيه محراب مقوس لا يتجه الى مكة ولا يتجه الى الجنوب، بل يتجه الى الشرق نحو مشرق الشمس . ويقدر عُمر ذلك المسجد 100 سنة بعد وفاة محمد! وهذا مثال عن الفترة الزمنية قبل ان يتم تغيير اتجاه القبلة نحو مكة وكعبتها . يتسائل توم هولاند : اذاً ما يترتب على هذه الآثار وإتجاه محرابها نحو الشرق هو أن الإسلام في مراحله الأولى لم يكن إتجاه الصلاة فيه مثبتا بشكل تام بعد وبدقة . قد لا يكون هذا مفتاحا للغز الذي نبحث عنه. على الرغم من عدم وجود مصادر إسلامية نعتمد عليها، هناك تقارير من الكتاب المسيحيين في ذلك الوقت تفيد بأن الفاتحين العرب كانوا يخفظون رؤوسهم عند الصلاة (يسجدون) ليس بإتجاه مكة، لكن بإتجاه مختلف تماما لمكان اقرب الى الشمال . لم يذكر القرآن ابدا باي تصريح يقول بأن محمد عاش في مكة . ولا يذكر ان مكة هي المكان الذي نزل فيه الوحي او جبريل، لكن ذكر في القرآن عن وجود المسجد الحرام او بيت الله، لكن اين يقع ذلك البيت ؟… هذا ما لا يشير اليه القرآن ولا نعرفه بالتأكيد ! يشير التاريخ الإسلامي التقليدي الى أن سكان مكة كانوا وثنيين وعبدة أصنام، ومنهم ابوي محمد واعمامه واجداده وعشيرة قريش كلها التي ينتمي لها محمد . لكن بالحقيقة الناس الذين يصفهم القرآن يملكون علما غزيرا بالتعاليم الإنجيلية، و يذكر القرآن قصصا عديدة إنجيلية منها منقول من أناجيل منحولة مزيفة غير معترف بها ، منها قصة مولد مريم وابويها، وقصة زكريا وابنه يحي ، وقصة ولادة عيسى ومعجزاته الكثيرة. كما يذكر بعض القصص لأحداث وقعت بعد كتابة الإنجيل . وتشير هذه الأدلة على ان ما لدينا من نصوص قرآنية هو رد من جانب محمد للنقاشات الدينية التي كانت تدور في ذلك الوقت في المجتمعات المسيحية واليهودية، حيث كانوا يناقشون الأمور والأسئلة اللاهوتية التي كانت تقرأ في الإنجيل العبري وفي العهد الجديد . ويبدو ان القرآن ساهم في طرف النقاش ، لذلك نجد ان هناك رابطة قوية بالحوارات الدينية في العصور الوسطى والتي كانت تدور في كل مكان في الشرق الأدني .
البحث عن مكان كتابة القرآن يكمل توم هولاند القصة: من الواضح إننا لا نبحث في مكان وثني، الناس حسب القرآن يعبدون الها واحدا، لكنه يتهم الآخرين بعبادة كائنات غير الله. وهناك شئ آخر يجب التوقف عنده. الناس الذين يخاطبهم النبي في القرآن كانوا فلاحين مزارعين، ولكن في مكة والمدينة حيث عاش النبي لا توجد اي زراعة، وهذه المدن لا زراعة فيها ولا بساتين ولا أنهار جارية، ليس فيها بساتين وفواكه واثمار، بل كان واديا جافا ليس بذي زرع كما وصفه القرآن . وإن كانت مكة هي المكان القاحل والمجدب ، فكيف اذاً نرى في القرآن أن أعداء النبي يوصفون انهم يربون البقر ويزرعون التين والزيتون هذا احد اسباب التي تجعل الباحثين يشعرون ان نصوص القرآن تتحدث عن بيئة تشابه بيئة سوريا وبلاد الشام حيث تكثر زراعة التين والزيتون والكروم . فمن عاش في بيئة صحراوية لا يكتب عن بساتين و مزارع تلك الفواكه المتنوعة بل يصف الصحراء والعواصف الرملية والجمال والخيام . البحث عن الإسلام في أماكن أخرى مناسبة إن لم تكن مكة هي موطن بداية الإسلام، فاين يكون مولد الإسلام ؟ اذا تتبعت الأدلة التي يشير اليها القرآن نفسه، فيجب ان تبحث في مكان يعيش فيه عرب يزرعون الزيتون والذين يملكون علما غزيرا بالتعاليم الإنجيلية والتوراتية ويعبدون الها واحدا. زرنا مدينة عبدات وتفقدنا ارضها وتراثها، لقد كانت عبدات في القرن السابع الميلادي، مدينة عربية زاهرة ببساتينها تقع في منطقة من صحراء النقب على حدود مستعمرات الإمبراطورية الرومانية، سكانها اسميا مسيحيون، لكن تلطخهم بعض لمحات الماضي الوثني القريب. عثر توم هولاند في زيارته لهذه المدينة على غرف في مغارات جبلية كانت محل عبادات مسيحية حيث وجد في سقفها الصخري نقوش محفورة لعلامة الصليب في أكثر من مكان. كما عثر على نقش لجسم ثور ايضا، ربما هذا النقش مأخوذ على اغلب الضن من تراث وثني عربي اقدم عمراً . هذا لا يعني ان المسيحيين الذي بنوا هذا المكان كانوا وثنيين، لكنه يعني على ما يعتقد هولاند يعطون دينهم التوحيدي وإيمانهم بالله الواحد بعض اللمحات الوثنية . وهذا ما كان محمد في القرآن يتهم اعداءه الغير مسلمين بها . لكن مدينة (عبدات) كان فيها مزيج من الأديان الصحيحة . وكان بها زراعة وتشتهر بإنتاج الزيتون . في خلال حياة محمد في القرن السابع ، كانت هذه الأرض خضراء مليئة بالحقول الزراعية تمتد على مد البصر. عالم الآثار لا يترك مجالا للشك بوجود أنظمة ري متطورة في هذه المدينة الزراعية ، والتي حولت الصحراء الى واحة زراعية مزدهرة ومثمرة . لكن هذا لا يعني تماما ان عبدات هي المكان الفعلي الذي تم فيه تأليف القرآن . لكن هذه المنطقة تبدو وكأنها تتماشى بشكل أفضل مع السياق القرآني في وصفه للأماكن التي عاش فيه مؤلف القرآن، وهو اكثر قبولا من مكان آخر يبعد بإتجاه الجنوب في منطقة مكة الجدباء زراعيا، والتي تحيط بها الصحاري وتنعدم فيها المياه الجارية والثمار مثل الزيتون . عندما تقرأ القرآن ستجد ما يثير الدهشة حقا عند مقارنته مع الإنجيل على سبيل المثال ، حيث نرى فيه أنه مليئا باسماء الأماكن المعروفة جغرافيا وتاريخيا و زمنيا . في القرآن يحتاج المرء لجهد كبير لنجد اي إشارة لإسم مكان ما. حيث انه يفتقر الى ذكر اسماء الأماكن جغرافيا او تاريخيا او زمنيا، و لا يوجد الى ما يشير الى تواريخ الأحداث المذكورة فيه كما في الإنجيل، او اسماء الأشخاص عدا بعض الأنبياء، كما لا توجد شواهد تدلنا على اي علامة طبيعية لمكان ما نستطيع تحديد موقعه بدقة. لكن هناك استثناء واحد لمكان غير بعيد عن مدينة عبدات يقع في اقصى جنوب البحر الميت بين حدود اسرائيل والأردن، فيه أثر يمكن ان يكون هو الدليل على المكان الذي قد يكون فيه كتب القرآن، وهذا الاثر هو نصب حجري كبير قائم عموديا بهيئة إنسان يشرف على البحر الميت ويعتقد أنه متحجر اثري لزوجة لوط ابن اخ النبي ابراهيم الذي سكن مع عائلته في مدينة سدوم، وكان اهلها مشهورين بالفسق والفجور واللواط . وقد اثار ذلك غضب الله، فغضب عليهم واحرق مدينتهم سدوم وعمورة بالنار والكبريت ، وقد ذكر القرآن هذا الحدث بقوله : " وإن لوط لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين ، إلا عجوزا من الغابرين ، ثم دمرنا الآخرين، (وانكم لتمرون عليهم مُصبحين وبالليل افلا تعقلون) " الصافات 133- 138. يتسائل توم هولاند لماذا يخاطب القرآن المكتوب في مكة الناس الذين يمرون على هذا المكان بالصباح والليل، وهو يقع على مسافة 1000 كم من مكة، إذاً مالذي كان يفعله محمد هنا ؟ بالنسبة لشخص يبحث عن مفاتيح لحل الألغاز، كأنما يبحث عن حبات من الذهب في قعر نهر . واعتقد ان ما ذكره القرآن عن لوط في هذه الآية ، بمثابة ومضة نورتدل على مكان ما، وما اعنيه هو، أن هناك احتمالا ان هذا كلام القرآن هذا جاء من جوار هذه الأرض، وربما جاءت بعض المقاطع الأخرى من النصوص من أماكن أخرى. وهذا يطرح سؤالا من اين اتى كل مقطع من مقاطع القرآن ؟ هل من الضروري ان ننسبها لشخص واحد عاش في زمن واحد وفي مكان واحد ؟ يكمل توم هولاند روايته في بحثه عن جذور الإسلام فيقول : محاولة التقصي عن جذور الإسلام يشبه اللحاق بالسراب، لقد احتل العرب نصف العالم، لكنهم لم يتكلموا عن محمد في فترة حياته او بعدها مباشرة، وكذلك لا يوجد اي ذكر لمكة أنها مهد الإسلام…. سنحاول البحث عن تاريخ الإسلام ومحمد في العملات النقدية القديمة لعلنا نجد اسم محمد منقوش عليها . البحث عن مدت والإسلام في المسكوكات القديمة زار توم هولاند اشهر متحف يضم المسكوكات النقدية القديمة جدا . وسأل عن اقدم عملة متوفرة لديهم تحمل اسم محمد على وجه العملة. اجابه موظف المتحف : كلا كلا . الموظف: لدينا اقدم عملة لمعاوية بن ابي سفيان فقط ، لكنها لا تحمل اسم محمد. من الغريب ان لا يتم العثور على اي عملة تحمل اسم محمد سكت في فترة قريبة من زمن حياته . بعد ستين عاما من وفاة محمد، لا يتم العثورعلى اي شاهد مادي يذكر النبي محمد. توم هولاند في زيارته لمتحف العملات القديمة ربما احتاج المسلمون ستين سنة بعد وفاة محمد ليستنبطوا كيف كانت القصة الحقيقية له . طرح هولاند سؤالا : ماذا لو لم يكن الإسلام هو من اوجد الإمبراطورية العربية ؟ ماذا لو كانت الإمبراطورية العربية هي من اوجدت الإسلام ؟ الإمبراطوررية العربي الإسلامية امتدت الأمبراطورية العربية الإسلامية في ثمانينات القرن السابع من شمال بلاد فارس الى مصر وشمال افريقيا . في العام 683 ، كان قد مضى خمسون عاما على وفاة نبي الإسلام. بدأ الأعصار والحروب الأهلية والإنفجار الداخلي تهدد وحدة الأمبراطورية العربية لصعوبة التحكم بممتلكاتها لتوسع رقعتها الشاسعة وصعوبة المواصلات والبريد في ذلك الزمن . من اعماق الصحراء ظهر شخص يدعي ان له الحق في حكم الإمبراطورية، اسمه عبد الله بن الزبير . وسيقوم بن الزبير بتغيير قوانين اللعبة، عثر هولاند في متحف العملات على عملة سكت عام 685 – 686 م. كتب عليها (بسم الله - محمد رسول الله)، وهذه اول مرة بعد أكثر من خمسين سنة على وفاة محمد، نجد اسم (محمد) منقوشا على عملة معدنية مرتبطة بكلمة رسول الله. وهذه اول وثيقة تصل الينا فيها اسم محمد . وقد لجأ بن الزبير الى وضع صورة منقوشة تمثل وجه محمد على واجهة العملة لإظهار الوجه الديني للدولة كما فعل الإمبراطور الروماني قسطنطين . عبد الملك بن مروان خسر ابن الزبير الحرب، هزمه احد خصومه من امراء الحرب، والذي احكم قبضته على الإمبراطورية العربية. استلم الحكم عبد الملك بن مروان، وقد وجد ان المسيحيين قد بنوا مدينة مقدسة لهم في القدس، اراد هو ايضا ان يبني مدينة مقدسة خاصة به. بنى مسجد قبة الصخرة وهي اقدم بناء اسلامي معروف موجود حاليا وتصميمه روماني . [ شرع في إنشائه عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي الخامس، سنة 68 هـ -688 م، حول الصخرة المشرفة الواقعة على صحن مرتفع في وسط ساحة الحرم الشريف، وانتهى البناء سنة 72 هـ -691 م ] (موقع ويكبيديا). اراد عبد الملك بن مروان ان يترك آثارا دينية على البناء فأمر بنقش آيات قرآنية على جدران المسجد وفي واجهته. ونقش (ان الدين عند الله الإسلام) ،وذكر فيها اسم محمد والإسلام. بني المسجد فوق موقع المعبد اليهودي القديم، انه مكان مهيب لدينين، يعتقد اليهود انه بيت الله وهو قدس الأقداس لهم، ويعتقد المسلمون انه الكهف الذي صلى فيه محمد قبل رحلة المعراج الى السماء ليتم تنصيبه كخاتم الأنبياء . القرآن ملئ بشخصيات من الإنجيل، فلو كان القرآن اتى من الصحراء، فكيف دخلت هذه الشخصيات الإنجيلية في القرآن ؟ لا نملك الإجابة، ولا نملك المفتاح الذي يحل اللغز الحديث، كل ما نعرفه أن رسالة الله نزلت على نبي ، والنبي عاش في الصحراء. كل شئ في فراغ، المصادر فارغة من المعلومات، والصحراء خالية من الآثار . يختم هولاند كلامه في الفيلم قائلا : الإسلام يشبه ثقب اسود لا يبيح باسراره بسهولة، اين بدأ و كيف نشا؟ ربما يوما ما سنصل الى نتيجة في البحث عن شخصية محمد التاريخية وعن اصول القرآن وعن مكان الحرم الأول، وعن الطريقة التي تطور بها الإسلام من الإمبراطورية العربية، هذه القطع هي التي ستكون قصة جديدة برمتها، حيث سيعاد كتابة التاريخ مجددا . كتابة نقلا عن فيلم (الإسلام القصة التي لم تروى).
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما أخذه الإسلام عن اليهودية
-
نواقص في الحدود والتشريع القرآني
-
اخطاء القرآن في سورة مريم
-
نظريات حول اصل القرآن
-
بدعة التقليد الشيعي وعبادة المرجع
-
سبب الاختلافات في قراءات القرآن
-
لا تحتقر أمة لا تعرف اخلاقها وطباعها
-
العراق وطن يحتضر
-
الإسلام والنقد الديني
-
تأثير القمر على الأرض
-
معاني اسماء الأشهر الرومانية
-
فيزياء أنيشتاين و النظرية النسبية
-
الدجالون و الإعجاز العلمي للقرآن
-
مصير كوكب الأرض والشمس فيزيائيا
-
الغاز محيّرة في كوكب الأرض
-
افكار ستيفن هوكينج حول خلق الكون
-
الصدام المسلح بين روسيا واوكرانيا
-
ما الجديد الذي جاء به القرآن ؟
-
كتاب البخاري ومخالفته للقرآن
-
حوار بين ملحد و مؤمن .
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|