أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - ماجد ع محمد - أحوال مَن نتظاهر لأجلهم














المزيد.....

أحوال مَن نتظاهر لأجلهم


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7564 - 2023 / 3 / 28 - 22:38
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


"كم هو سعيد مَن يستطيع البحث عن مسببات الأشياء"
فرجيل
في الحملة العالمية التي أطلقتها منظمة العفو الدولية لحماية التظاهر والتي ناشدت فيها الجميع في كل مكان لحماية حق التظاهر والمتظاهرين، قالت فيها:"إن التظاهر هو محرك قوي لصنع التغيير، وبفضل شجاعة أولئك الذين يرفعون الصوت عالياً، فإن أمل الوصول إلى عالم أكثر عدالة ومساواة ليس ببعيد" وهذا الكلام من المؤكد أنه يثلج الصدور ويبعث الأمل خصوصاً وأن التظاهر السلمي كان وراء إحداث تغييرات مهمة في أكثر من بقعة في هذا العالم، ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي أن ننسى البتة بأن الأمل في ظل الأنظمة المستبدة دائماً ما يكون محفوفاً بالمخاطر، ودائماً ما يكون قاب قوسين من الاعتقال، لذا على كل واحد منا في أيّة فعالية يقوم بها ألا يكون مساهماً في خلق تلك المخاطر.
ولا شك أن بعض التظاهرات غيّرت مسارات دول بأكملها، وفتحت آفاق جديدة أمام المتظاهرين في بعض الأماكن، ولكن في مناطق أخرى من العالم زاد التظاهر من وسائل الضغط والبطش والإجرام لدى الحكومات أو السلطات المستبدة، وبديهي أن المظاهرة سواء كانت دوافعها سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية لها هدف أو مطالب محددة، ولئلا نطيل فعندما نتظاهر من أجل محاكمة مجرمين فستكون سلبية خطاباتنا ولافتاتنا إن خرجت عن مسارها أقل ضرراً فيما إذا كانت المظاهرة من أجل تحرير معتقل أو رفع الظلم عن شخصية اعتبارية أو حزب أو فئة بشرية، لأن الحالة الأخيرة تفرض علينا أن نراعي الظروف جيداً ونضع في الحسبان إن كانت المجسمات أو الرموز التي رُفعت في مظاهرتنا ستأتي بنتائج إيجابية أم ستترك آثاراً سلبية على الذين نتظاهر من أجلهم.
وبخصوص شهداء ليلة نوروز في بلدة جنديريس التابعة لمنطقة عفرين السورية، يبقى محط احترام وتقدير كل من شارك ويشارك في أي وقفة أو اعتصام أو مظاهرة من أجلهم ومن أجل ذويهم، وكذلك الأمر من أجل تخليص عموم أهالي عفرين من سطوة العسكر المتحكم برقاب الأهالي منذ خمس سنوات، لذا فعلى المتظاهر أن يقدِّر أحوال من يعتصم لأجلهم، وذلك حتى لا ينعكس التظاهر في الخارج سلباً على من في الداخل.
وإذا كان هدفكِ أيتها الأخت أو غايتكَ أيها الأخ المتظاهر في بلاد الغربة أن تقفوا بجانب أهالي الضحايا ومساندتهم في سوق المجرمين إلى المحاكم لنيل جزائهم العادل، وإذا كان هدفكم من التظاهر هو فضح سلوكيات المتسلطين على الناس والتخفيف عن الذين يتجرعون الذل منذ سنوات على يد مجموعات منفلتة من حملة السلاح، وإذا كان هدفكم إيصال صوت الموجوعين في الداخل إلى المنظمات الدولية ودول العالم، عليكم بتقدير أوضاع من يعيش في الداخل، وليس تحميلهم وزر صوركم ولافتاتكم أثناء التظاهر.
أمن المعقول إلى تاريخ اللحظة لم تدركوا بعد بأن تهمة الانتماء لحزب العمال الكردستاني أو التعامل معه أو مجرد التعاطف معه هي ذريعة دائمة للنيل من أي كردي في عفرين؟ فكيف تسمحون في مظاهراتكم برفع أعلام ترتبط بذلك التنظيم؟ فهل يريد رافع الراية بذلك التصرف الأخرق القول لمن يتحكم برقاب الناس في عفرين بأن المدنيين هناك تابعون لتلك المنظومة؟ بينما الكل يعلم أن عفرين أُفرغت من أنصار أوجلان منذ الشهر الثالث من 2018، فلماذا إذن إصرار بعضكم على زيادة الضغط على من بقي في الداخل بدلاً من التخفيف عنه، وذلك عبر رفع خرق أو ترديد شعارات تزيد من محنة السكان في المنطقة ككل.
حقيقةً لسنا ضد الاحتفاء من قبل فئة ما من اخواننا الأوادم بأيَّ أعلامٍ تمثل دين أو مذهب أو حزب أو جمعية، ولا يضايقنا علم إبليس حتى إن كان له مريدين وأنصار وعشاق، ولكن طالما أن رفع علم الرحمن أو الشيطان في مكان ما سيجلب الأذى والضرر لمن لا حول لهم ولا قوة، فمن الحكمة عدم السماح برفعه من قبل منظمي التظاهرة أنفسهم، وكذلك الأمر من قبل كل المشاركين في تلك الفعالية.
أيها المعبِّرون عن تعاطفكم مع عائلة الشهداء الأربعة، أيها المعنيون بحفظ سلامة وكرامة من تبقى من الأحياء هناك، أمن المعقول بأن لا تكونوا على دراية بما حصل في الديار طوال السنين الفائتة، وماذا يجري في الداخل من انتهاكات يومية لأتفه الأسباب، وحيث أن الأجهزة الأمنية تعمل بكل السبل لإلصاق تهمة الأوجلانية بكل من في عفرين لتكون حجة للنيل منهم، وذريعة دائمة لاعتقالهم واحداً تلو الآخر، وألم تدركوا إلى الآن بأن بعض عناصر الفصائل أو قادتها في كل عملية اغتيال بحق المختلفين معهم من الفصائل الأخرى قاموا منذ بدء السيطرة على عفرين بتصفية بعضهم بعضا وفي كل عملية تصفية كانوا يتهمون أنصار PKK بأنهم وراء العملية، ألم تدركوا بعد أنه بحجة ذلك الحزب تم غزو منطقة عفرين، وبحجة ذلك الحزب تم تشريد أهلها، ومنذ 2018 يتم وضع اليد على ممتلكات الأهالي ويتم اعتقالهم ويتم تعذيبهم وابتزازهم بحجة PKK أو PYD فكيف تسمحون لبعض الأغرار والطائشين من محبي تلك المنظومة بأن يرفعوا رموز وراياتَ تزيد من معاناة الناس بدلاً من رفع الظلم عنهم؟
في الأخير إن كنتم حقاً معنيون بإحداث تغيير كلي أو جزئي لصالح الأهالي في عفرين من خلال مختلف فعالياتكم: (وقفات، اعتصامات، مظاهرات، عروض فنية تعبيرية) راعوا أثناء تقديمها أو وقت القيام بها المناخ القميء الذي يعيش الأهالي في ظله، فلتكن مطالبكم وهتافاتكم ولافتاتكم وعروضكم غايتها رفع الظلم عنهم، وليس تقديم الذرائع على طبق التهور للمتحكمين بهم.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الآثم على عِلاّته
- الهلاك القادم من الأسفل
- في تفضيل القشور على الأبدان
- تلاوة اللامبالاة
- تجنب مخاطِر الحسد
- الحرية وأحلام المقيم
- آلية السرنمة بدل الإيقاظ
- ماتت دون رؤية بيتها واسم ابنها في غينيس
- من فضاءات الحرية إلى المأوى
- نموذج من بيدر المغالطات في وسائل التواصل
- من محتوى الهرم إلى إطار القدم
- الحشد البشري وجيراننا الزواحف
- العبث بالأمن غاية العدوِ والحاسِد
- الفاسد بين المحاربة والحماية
- تقارير السجن الكبير
- كل سني إخواني وكل كردي PKK
- مخططات البُلهاء
- باقة من قصائد الشاعر روخاش زيفار
- النظام في المحرَّر
- مَنَاقِص القُفة في سورية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - ماجد ع محمد - أحوال مَن نتظاهر لأجلهم