سما اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 09:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غراب أنا
ارتدي ريشي
و أمضي أجر قوافل الحزن على الأضرحة
أبحث عن لحظة حِداد جديدة
عن لحظة صمت
أتعبتني ثرثرة الكائنات
و صراخ مدنكم الآثمة بكم
أتعبني ثقل خطاكم على قارعة أحزاني
و اقتحامكم بؤبؤ عيني خلسة
،،
لكن مَن ينقذني مِنْكُم
من هَمسِ الجماجم الثملة بوهم الحب
مَنْ يُسكِت طقطقة العظام تحت التراب
يُخرِسُ الأحلام و صَخْب أمنيات لن تتحقق أبدا؟!
،،
إن صَمِتْتُم
ثرثر الصمت
ينوب عنكم مهمة الخفافيش اليتيمة
يردد أهازيج الموت
و ينشر دق الطبول على خد الريح
،،
أنتفُ ريشي الأسود
و طين السنين
تُحِبَني
لا تُحِبَني
تُحِبَني
لا
يستحيلُ أن
تُحِبَنْي
أمشي في الشوارع
بقدمين عاريتين
إلا من تراب الشواهد
و زغب الورد البائس
أُشيرُ بمنقاري إليك
نَعَم أنتْ
و مَن سِواك؟!
و مَنْ سَوّاك؟!
أنتْ
علمتني الصمت
و السهد
و احتضار الوجد
إدماني عينيك
و نبضك
،،
أقفُ على شُرفة جفنيك
ألتقط حبات دمعك
أروي بهنَ أضلُعاً مُهَلْهَلةً
تكادُ أن تسقُط كلما همست للكون
( صه!
احترم الموت في بلاد الصقيع
و مقبرة الفرح
لا تدخلوها بسلام آمنين
عَرّوا الترابَ مِن إثم خطاكم
تعالوا على أكف الريح
فالموت ببلاد الصقيع يأتي مع الريح )
يطرق شبابيكي خلسة
يدعوني لإجتماع طارئ
( أي غراب الحب
جئناك بعاشق جديد
تعال احضر تعميد محجريه بالتراب)
و ألبسُ ريشي
أمضي أجرُ قوافل الحزن على الأضرحة!
غراب أنا
#سما_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟