أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء الدين محمد ابكر - في مصر الانسانية تنتصر على الاديان السماوية عبر قضية الطفل شنودة















المزيد.....

في مصر الانسانية تنتصر على الاديان السماوية عبر قضية الطفل شنودة


علاء الدين محمد ابكر
كاتب راي سياسي وباحث إعلامي ومدافع عن حقوق الانسان

()


الحوار المتمدن-العدد: 7561 - 2023 / 3 / 25 - 20:57
المحور: حقوق الانسان
    


كل البشر من اصل واحد ولكن تفرق بينهم الطوائف الاجتماعية والاطماع المادية والانسان قبل ان يعرف نمط الحياة الحالية باعتناق الديانات والمعتقدات التي جعلت البشر يعيشون في جزر معزولة كان قادر علي التكيف مع كل اجواء الطبيعة من حب وكراهية فالانسان يخرج من بطن أمه عاري الجسد بدون ملابس ونفس الأمر ينطبق على العقل والقلب اللذين سوف يتأثران في المستقبل بالبيئة المحيطة والطفل عندما يكبر يكون هو الوحيد الذي يملك الحق في الاستمرار في اتباع المعتقد الديني الذي تربي عليه او تركه الي دين اخر وذلك يتوقف على حسب القيود المفروضة عليه في داخل تلك الديانة ولكن كان ممكن في الماضي ولكن في العصر الحالي صارت مفارقة الاديان خاصة في الاجزاء الشرقية من الكرة الأرضية امر محفوف بالمخاطر عكس الاجزاء الغربية من الكرة الارضية حيث تسود هناك الحريات السياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية الدينية والتي لم تاتي الا بعد خاض اصحاب العقول المستنيرة حروب قاسية ضد رجال الكهنوات المتشددين و بفضل الاصرار علي التغير كان النصر حليف المهمشين والمؤمنين بالقيم الإنسانية النبيلة لينطلق بعدها قطار الحرية والديمقراطية بدون توقف

دولة مصر التي تسمي نفسها بالجمهورية العربية بالرغم من انها تضم اعراق غير عربية مثل الاقباط والنوبة الافارقة والبربر الامازيغ اضافة الي بعض من الارمن واليهود والاتراك واليونانيين والارمن والشركس وبعض شعوب وسط اسيا اضافة إلى العرب الذين غلب لسانهم علي بقية لغات الاعراق الاخري امتزجت فيها الكلمات والمفردات
فخرجت الي العالم بلسان مصري جميل حمل من كل قارة كلمة ولفظ و وصف انعكس علي التراث الفني والادبي الانساني عبر الدراما التي دخلت كل بيت عربي او شبه عربي قبل ان يفقد الفن المصري عرشه لصالح الدراما الهندية والتركية بالرغم من مصر تضم كل ثقافات الشعوب الا ان الارهاب والتطرف والعنف اثر على حركة الفكر والإبداع فيها

بعد سقوط حكم الاخوان المسلمين كان ينبغي علي مصر الاستفادة من التنوع البيولوجي الذي تزخر به في ان تكون بحق وحقيقة ام للدنيا ، خاصة وان مصر ظلت سنوات عديدة تعيش في جلباب الخوف من اعلان نفسها دولة تقدميه بالرغم من محاولات سابقة بتطبيق النهج الاشتراكي ابان عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر الا ان تلك الخطوة لم تساعدها في التخلص من ارث الماضي وربما يكون للمتطرفيين الاسلاميين دور كبير في ارهاب الدولة المصرية في ان تمضي في طريق النهضة العلمية

الرئيس الحالي لجمهورية مصر العربية المشير عبد الفتاح السيسي يعتبر سياسي محنك استطاع انقاذ مصر من شبح سيطرة الاسلاميين علي بلاد تعج بتنوع بيولوجي جميل وبامكان السيد السيسي نقل بلاده الي افاق جديدة اذا طبق ذات برنامج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي حاول توحيد الدول العربية في اطار ما يعرف بالقومية العربية ولكن المطلوب من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدلاً عن القومية العربية العمل علي توحيد قارة افريقيا في بوتقة اقتصادية واجتماعية واحدة حينها سوف يجعل من مصر قبلة يحج إليها الجميع ويقضي تمام علي جزور الارهاب ، ان من اهم انجازات الرئيس السيسي هو تحرير القرار الديني في جمهورية مصر العربية من التشدد عبر منح العقول مساحة كبيرة من التفكير ومعايشة العصر
فكان نتاج ذلك انتصار الانسانية في قضية الطفل شنودة الذي عثر عليه في داخل كنيسة وترعرع على يد عائلة قبطية حيث أطلق عليه الزوجان اسم "شنودة فاروق فوزي" ، وعاشا معهم كعائلة واحدة مدة أربع سنوات، ولكن تدخل إحدى قريبات الزوج القبطي بسبب الخشية من أن يؤول ميراث الأسرة إلى الطفل الجديد ويحرم منه باقي أفراد العائلة
قادت تلك الخطوة الي سيناريو جديد بعد أن تقدم ابنة أخت الزوج شكوى إلى مكتب المدعي العام للطعن في نسب الطفل إلى الأسرة الحاضنة، إذ قالت إن الطفل اختطفه الزوجان وليس ابنهما وبعد أن خضع الزوجان والطفل لتحليل الحمض النووي ، وثبت بالفعل أنه غير مرتبط بهما بيولوجياً ، قرر مكتب المدعي العام المصري وضعه في دار للأيتام باعتباره "غير مؤهل "وتغيير اسمه إلى"يوسف

قضية الطفل شنودة تعتبر انسانية في المقام الاول فالزوجان يرغبان في تبني الطفل ولكن الاطماع المادية وقفت حجر عثرة امام حلمهم في وجود طفل في حياتهم بعد ان تاكد لهم عدم القدرة علي الانجاب فالطفل شنودة وهو ضحية اطماع قريبة الزوج وضحية مرة اخري للقانون المصري الذي ينص علي اعتبار أي طفل عثر عليه لأبوين مجهولين يعتبر "مسلما طبيعيا". وهذا النص يعتبر معيب فالديانة ليست دماء تجري في عروق الانسان حتي تخضع الي ذلك المعيار ربما الطفل الذي يعثر عليه قد يكون منحدر من اسرة تعتنق ديانة أخرى غير الاسلام فلماذا يعتبر "مسلما طبيعيا".؟
الطفل شنودة عثر عليه داخل الكنيسة وليس داخل المسجد وحتي الحمض النووي لن يستطيع تاكيد ديانة الاب البيولوجي للطفل

من اهم صفات الاب الروحي ... يعلم ما بداخل ابنائة على الرغم من انهم ليس بأولادة الحقيقيون، و يخاف عليهم يرعاهم و يحميهم من جميع شر يصيبهم و هذا ما انطبق علي والد الطفل شنودة الروحي و
الدليل علي ذلك انه لايزال متمسك به ولم يترك شنودة ا يمضي بقية حياته به بالايداع في دار الرعاية وبالرغم من مرور اشهر من ابعاد شنودة منهم الا ان اصرار الام والاب الزوجين قاد الي انتشار الخبر حول العالم مما اجبر السلطات علي تحريك المياه الراكدة في القضية عبر الازهر الشريف الذي يعتبر اعلي سلطة دينية في مصر الذي حسم الأمر باعتبار أن ديانة اي طفل مجهول الابوين يعثر عليه يكون مرتبطة بديانة الشخص الذي عثر عليه بالتالي يحق للطفل شنودة الاحتفاظ باسمه وحزف اسم يوسف الذي منح في دار الايتام ولتصبح مسألة الميراث امر يخص اسرة والد الطفل شنودة

مصر تحتاج إلى تعديل العديد من قوانينها وذلك بابعاد الدين من القضايا المدنية وضع قانون مدني لا يمس بمصالح اتباع الاديان الاخري في البلاد وان يكون الدين لله والوطن للجميع هو المعيار الحقيقي للمواطنة



#علاء_الدين_محمد_ابكر (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة في السودان تقطع ايادي اللصوص الصغار وتطلق سراح الحرا ...
- محمود محمد طه سيد شهداء الفكر الحر المعاصر
- هل ستكون مباراة ايران وامريكا القادمة فوق صفيح ساخن؟
- في هذه الحالة سوف يتحرك الاسلامين عسكرياً في السودان
- يمثل حكم محكمة سودانية بحق امرأة (رجما) اختبارا حقيقيا لثورة ...
- هل بات العالم في حاجة إلى مسيح جديد؟
- سوف تنتصر ثورة الشعب الايراني ولو طال الزمن
- في السودان الانتحار رسالة مشفرة تعني ان باطن الارض خير من ال ...
- واظهرت بريطانيا كامل عظمتها في يوم وداع الملكة إليزابيث الثا ...
- هل يستخدم بوتين السلاح النووي في هذه الحالة
- واخير سقط جسر لندن
- بعد مرور مائتي عام علي غزو محمد علي باشا السودان الماضي و ال ...
- *لا لرجوع النظام العام و متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهات ...
- رايلا أودينغا سليل العقلية الافريقية العاشقة للسلطة
- مفهوم القسمة والنصيب والعدالة عند تجار الدين و كونفدرالية قر ...
- ما أرى ربك إلا يسارع في هواك / مابين رفع الدعم وعودة النظام ...
- فلسفة العفو والعقاب مابين زهير بن كعب وسلمان رشدي
- بمقتل الظواهري يكون ملف اخر الجهاديين الذين صنعتهم امريكا قد ...
- باعدامها اسري سودانيين اثيوبيا تضرب بالمواثيق الدولية عرض ال ...
- روسيا جادة فيما تقول وعلي الغرب الانصياع لصوت العقل


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء الدين محمد ابكر - في مصر الانسانية تنتصر على الاديان السماوية عبر قضية الطفل شنودة