فلاح علوان
الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 10:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إسقاط مشروع الفيدرالية مهمة ملحة أمام الجماهير
بين حين وآخر تشتد حمى مشروع الفيدرالية، وكل مرة تحمل معها نمطا من الذرائع، فبعد ان كانت الذريعة الأساس هي الحرص على " عدم عودة الديكتاتورية" وان الفيدرالية تضمن حريات أوسع للمجتمع على حد زعم دعاتها. هذه المرة يدعون إن الحل الوحيد لإنهاء "العنف" هو الفيدرالية.
ان كل مشروع سياسي بحاجة إلى ذرائع وخلق أجواء ومناخ سياسي لكي يتم تمريره. والمهم ليس الانسياق وراء الذرائع والتقولات، إن الجوهري في الأمر هو مضمون مشروع الفيدرالية.
إن مشروع الفيدرالية ببساطة هو تقسيم المجتمع إلى كيانات بحسب نوع القوة السياسية صاحبة النفوذ في هذه المنطقة أو تلك. وفرض الخط السياسي لهذه القوى " كهوية" اجتماعية وتعريف للبشر بحيث تصبح قوى مطلقة السيادة والسيطرة.
الموضوع المطروح ألان بقوة هو " فيدرالية الجنوب" والذي تتبناه كتلة الائتلاف وعلى رأسها المجلس الأعلى. والذي يسعى من وراء مشروعه إلى فرض الهوية المذهبية على المنطقة وتحويلها إلى أساس لعزلها عن المجتمع عن طريق ما يسميه مشروع الفيدرالية. ولسنا هنا بصدد الحديث عن عدد او حجم السكان " من مذاهب واديان أخرى" والذين سيجري إقصاؤهم من سكناهم او اعتبارهم أناسا من الدرجة الثانية... الخ. إننا بصدد كشف المحتوى الرجعي واللا إنساني لهذا المشروع.
إن القوى السياسية التي وصلت الى السلطة عبر" انتخابات" لم تكن شرعية ولم تكن نزيهة، لم تستطع وليس بمقدورها أن تقدم حلولا لمشاكل المجتمع ومعضلاته ومنها الإرهاب، لسبب واضح هو إنها جزء من المخطط الذي دفع بالمجتمع إلى الحرب الطائفية والخراب المتسع يوما بعد يوم. وإنها تسعى إلى تعميق الماسي التي خلقتها للمجتمع بان تقوم بزجه في تقسيم طائفي قومي يفتت المجتمع ويقوض أسس المدنية.
إن نظرة بسيطة إلى الماضي غير البعيد، وتحديدا إلى أحداث يوغوسلافيا، حيث قاد تقسيم المجتمع الى حرب دموية وقتال عرقي بربري قامت قوى دولية بتغذيته لسنوات ليطحن المجتمع ويغرقه في مستنقع الموت والدمار.
وأيا كان شكل الاختلاف بين هذه القوى أو تلك ألا أن المضمون هو واحد، وهو إغراق المجتمع في لجة الحرب الداخلية الطاحنة.
لقد قادت تركيبة مجلس الحكم القائمة على التقسيم الطائفي والديني والقومي إلى إشعال الفتنة الطائفية ثم الحرب الطائفية، وسيقوم مشروع الفيدرالية بدفع المجتمع نحو نوع من حرب الإبادة.
وبالنسبة للطبقة العاملة فان مشروع الفيدرالية سيقوم بتفتيت قواها وشل إرادتها فضلا عن جرها وراء سياسات القوى الرجعية المسيطرة، والتي لن تستطيع إدامة حكمها وتسلطها إلا عن طريق تقسيم المجتمع وخلق الفتن والصراعات.
إن إسقاط مشروع الفيدرالية، هو مطلب فوري ومهمة ملحة أمام الطبقة العاملة وعموم الجماهير.
هذا المقال هو افتتاحية العدد 11 من جريدة المجالس العمالية الذي صدر في أيلول الماضي
#فلاح_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟