|
عن ( أحلام يقظة فى الخير / شاكر وشكور )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 18:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن ( أحلام يقظة فى الخير / شاكر وشكور ) السؤال الأول أنا أتمنى فى أحلام اليقظة أن يكون معى ثروة كبيرة اعطى منها اقاربى الفقراء ، واتبرع منها للمرضى . ولا تتحقق هذه الأمنية . ومع ذلك لا ازال مشغول بهذه الاحلام مع الفقر الذى أعيش فيه . فهل لى ثواب فى هذا التفكير مع العلم بأنى صادق فعلا فى هذه الأمنيات الى درجة انى حددت النسبة التى أتبرع بها ومن سأتبرع اليهم . ؟ الاجابة : 1 ـ الانسان سيحاسبه ربه جل وعلا عن كل ما يدور فى سريرته . يوم القيامة ستظهر كل السرائر : قال جل وعلا : 1 / 1 : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) الطارق ) 1 / 2 : ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) الحاقة ) 1 / 3 : ( يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)غافر ) 1 / 4 ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)غافر ) 2 ـ فالانسان سيكون مُساءلا عما يعتمل فى فؤاده وما يسمعه وما يبصره . قال جل وعلا : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) الاسراء ) 3 ـ إن كان يُضمر سوءا وأظهره فسيكون محاسبا عليه ، إن شاء الله جل وعلا غفر له إن تاب وأناب ، وإلا عذّبه . قال جل وعلا : ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) (284) البقرة ). 4 ـ وطالما أنك تتمنى فى نفسك عمل الخير صادقا فى قلبك فإن الله جل وعلا قد يجزيك خيرا حتى لو لم تكن لك مقدرة على الفعل . 5 ـ وقد يختبر الله جل وعلا صدقك هذا فينعم عليك بثروة إبتلاءا وإختبارا لك ، فإن تناسيت أحلامك الطيبة فقد خسرت . 6 ـ وقد حدث أن بعض الصحابة كان فقيرا فعاهد الله إن أنعم عليه من فضله ليتصدّقنّ ، فلما أنعم الله عليه وجعله غنيا بخل ونسى عهده مع الله جل وعلا فعوقب بالنفاق والجحيم بسبب إخلاف الوعد مع الله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78) التوبة ) . 7 ـ لذا فالخير لك أن تكتفى بالتمنى دون أن تقع فى النذر والعهد مع الله جل وعلا لأن العهد مع الله جل وعلا مسئولية كبرى .
السؤال الثانى : هل الله يشكر عباده ؟؟؟ وهل ( شاكر ) و ( شكور ) من أسماء الله الحسنى ؟ يعنى أسمى ابنى عبد الشاكر أو عبد الشكور ؟ الاجابة : أولا : اسلوب المشاكلة أسماء الله جل وعلا وصفاته لا يمكن التعبير عنها بما يفهمه البشر ، لأنها فوق إدراكات البشر. إدراكات البشر محدودة ومحددة بما تدركه عقولهم وحواسُّهم وزمانهم ومكانهم . الله جل وعلا فوق الزمان والمكان وفوق كل تصور . لذا يأتى التعبير عن صفاته وأسمائه بما يسمى فى البلاغة العربية باسلوب المشاكلة ، أى على ( شكل ) يفهمه البشر لتقريب الصورة . من ذلك قوله جل وعلا : 1 ـ (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الانفال ) 2 ـ ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17) الطارق ). 3 ـ ومنه وصف وإسم شاكر وشكور . ثانيا : بين شاكر وشكور ( شاكر ) إسم فاعل من الفعل ( شكر ). و ( شكور ) صيغة مبالغة من ( شاكر ) على وزن ( فعول ). ثالثا : ( شاكر ) وصفا للبشر : 1 ـ تكرر كثيرا فى القرآن الكريم ، ومنه قوله جل وعلا فى سورة آل عمران ( وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) ، ( وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) ). 2 ـ وجاء وصفا لابراهيم عليه السلام . قال عنه جل وعلا : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ) (121) النحل ) 3 ـ وجاء أمرا للنبى محمد فى حياته ، قال له ربه جل وعلا : ( بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66) الزمر ). لم يصفه ربه جل وعلا بأنه كان شاكرا مثلما قال عن ابراهيم ، لأن ابراهيم مات وتحددت درجته ، أما محمد فقد كان لا يزال حيا ، فنزل عليه الأمر بالشكر وليس الوصف بالشكر . رابعا : ( شاكر ) وصفا لرب العزة جل وعلا : قال جل وعلا عن ذاته العلية : 1 ـ ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة ) 2 ـ ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) النساء ) فيهما جاء إسم ( شاكر ) مقترنا باسم ( عليم ). خامسا : ( شكور ) وصفا للبشر : 1 ـ تكرر مجىء وصف ( شكور) مقترنا بوصف ( صبّار). وهما صيغة مبالغة من ( صابر ) و ( شاكر ). قال جل وعلا : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ابراهيم ) ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) لقمان ) ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) سبأ ) ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) الشورى ). 2 ـ وقال جل وعلا عن المؤمنين الشاكرين : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13) سبأ ) 3 ـ وفى وصف نوح عليه السلام قال جل وعلا : ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً (3) الاسراء ) . نلاحظ الفرق بين وصف ابراهيم بأنه ( شاكر ) ووصف نوح بأنه ( شكور ) . أى كان نوح أكثر شكرا لربه من ابراهيم عليهما السلام. سادسا : وصف رب العزة جل وعلا بانه ( شكور ) ضمنيا وليس صراحة . قال جل وعلا : 1 ـ ( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) الاسراء ) 2 ـ ( إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22) الانسان ) هنا السعى الحميد مشكور عن الله جل وعلا ، أى أنه جل وعلا يشكره ، أى هو جل وعلا شكور له . سابعا : وصف ( شكور ) صريحا لرب العزة جل وعلا : 1 ـ جاء مقترنا بالغفران . قال جل وعلا : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى). 2 ـ ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) فاطر ) 2 ـ وجاء مقترنا بأنه جل وعلا عزيز غفور . قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) فاطر) 3 ـ وجاء مقترنا بأنه جل وعلا ( حليم ) . قال جل وعلا : ( إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) التغابن ). أخيرا ( شاكر ) و ( شكور ) من أسماء الله جل وعلا الحسنى . فقد إقترنت بأسماء حسنى له جل وعلا ، مثل حليم وعزيز وغفور وعليم .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عقوبة الرجم تعنى : تناقض دين السنة مع الاسلام
-
عن ( سرّ القرآن / الشيطان يعظ )
-
التوبة بين عقوبة الزنا فى الاسلام وفى الدين السُنّى
-
عن ( ثلاثة أسئلة معا / النبى وزوجاته / القرآن وقواعد النحو )
-
عقوبة الزنا فى الاسلام
-
عن ( التقديم والتأخير / مآب ومتاب / قيام النبى الليل / شددنا
...
-
أكذوبة الرجم فى الدين السنى ( 3 ) الرجم تاريخيا : النشأة وال
...
-
عن ( راود / رسول / مستخلفين فيه / نذير / لا عبادة فى الجنة )
-
القاموس القرآنى : وصّى ، يوصى ، وصية
-
عن ( يسرنا القرآن للذكر / الغفران للنبى / صبر المشركين / الع
...
-
الشيطان .. وابراهيم عليه السلام
-
عن ( ولتستبين سبيل المجرمين )
-
قراءة في احاديث الرجم السُّنيّة من مالك الى مسلم ( 1 )
-
عن ( يهدى ويهدى الى / ثلاثة معانى لكلمة : قائل / الزخرف 84 /
...
-
أكذوبة الرجم فى الدين السنى
-
عن ( جرأة موسى على فرعون / تقتلون أنفسكم / ابن نوح / الدايت
...
-
عن ( المخلفون والخوالف / العروة الوثقى / لذة الأعين / ذنوب )
-
بيان القرآن الكريم وكُفر المُفسّرين
-
عن ( القرآن والنحو / عذاب أكابر المجرمين )
-
القاموس القرآنى : ( الحديد )
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|