أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في قيم - النيروز -، وطبيعة الوعي السياسي النخبوي المعارض!




في قيم - النيروز -، وطبيعة الوعي السياسي النخبوي المعارض!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة أعياد الأم، والنيروز ، يسعدني أن أتمنّى للجميع أطيب المنى. أعيادكم مباركة .
إذا كانت الأمّ السورية قد دفعت أغلى أثمان" الخيار العسكري الطائفي"، (الذي أُطلقت صيرورته خلال ٢٠١١ ٢٠١٢ ، في مواجهة آمال وطموحات السوريين المشروعة في الدمقرطة والحريّة)، ولن تحصد سوى المزيد من المعاناة وآلام الفقد والحرمان في هذه المرحلة من " التسوية السياسية الأمريكية " ، تساورنا شكوك كبيرة في أن يكون كيان " سلطة الحكم الذاتي " (التي تمثّلها قيادة " قسد " ،و واجهتها الديمقراطية " مسد "-وفي شروط تأسيسها التاريخية، وظروف شرعنة وجودها الراهنة ،التي تشكّلها عوامل سياق التسوية السياسية الأمريكية)، يُمثّل التعويض الأفضل للسوريين الكرد، وتشكّل سلطته التجسيد السياسي لآمالهم في الدمقرطة والحريّة والعدالة ،التي يرمز لها عيد النيروز !
فخسارات الكرد مركّبة ؛لا تقتصر على ما لحق بهم من أضرار نتيجة لهزيمة صيرورة التغييرالديمقراطي التي أطلقها حراك السوريين السلمي في ربيع ٢٠١١،و ضياع الآمال المشتركة في قيام الدولة السورية الموحّدة والديمقراطية، العادلة ،( الضامن الحقيقي لحقوق جميع السوريين ، وفي مقدمتهم الكرد)، وبما لحق بهم من خسائر خلال سنوات الحرب ، ولما قدّمه فقراء الكرد ، والمرأة والأم الكردية المناضلة ، وشرفاء النخب ، من تضحيات طيلة أعوام الصراع ، وبشكل خاص بعد ٢٠١٤ ، في مواجهة عصابات الإرهاب الداعشية ، بل ، علاوة على ذلك كلّه ، لما يمكن أن يحمله مشروع" قسد" من مخاطر راهنة واستراتيجية على مصالح الكرد الخاصّة ، والمشتركة مع جميع السوريين !!
ما يزيد من هواجس السوريين ، وأسباب قلقهم هو واقع أنّ الوعي السياسي والثقافي" النخبوي الديمقراطي"، وحامليه ومروّجيه من العرب والكرد ، الذين " يتمترسون" اليوم خلف مشروع " قسد"، كانوا الأكثر عجزا عن قيادة حراك السوريين السلمي الإصلاحي في ربيع ٢٠١١ ، وعن تقديم قراءة ووعي موضوعي لطبيعة الصراع، والأكثر تعويلا على سياسات قوى الثورة المضادة، سواء في قيادتها الأمريكية / الروسية ،أو في مرتكزاتها الإقليمية، الى درجة باتوا معها خارج مواقع تمثيل مصالح السوريين المشتركة ، التي يجسّدها حصول " حل سياسي وطني " ،يبدأ بخطوة الانتقال السياسي في المركز ، ويفتح أبواب التحوّل السياسي ، بآفاق بناء مقومات المشروع الديمقراطي الحضاري !!
فكلّ الوقائع تُشير إلى عدم موضوعية أن تشكّل سلطات الأمر الواقع " الجديدة " الراهنة أساسا ومنطلقا لبناء مستقبل آمن لجميع السوريين ، ليس فقط لكونها أحد أدوات الثورة المضادة للتغيير الديمقراطي، بل ، وعلاوة على ذلك ، لأنّ استمرار وجودها وإعادة تأهيلها يرتبط بنيويّا بوجود سلطة النظام والتطبيع معه ، بما يضع صيرورة قيام " سوريا الجديدة "( لامركزيّة لسلطات الأمر الواقع ، التي يعمل عليها مشروع" التسوية السياسية الأمريكية "، وتشكّل " قسد " أبرز ادواته ) ، في تناقض جوهري مع صيرورة الدولة السورية الموحّدة والديمقراطية ( مركزيّة كانت أم لا مركزية )، ويجعل من كيان " قسد " ، (في تكامل وجوده مع كيانات السلطات الأخرى، المعادية ، والمتصارعة) ، سواء بنموذجه " البعثي " أو "البرزاني " ، أو " القسدي " ،بيئة هشّة، مولّدة لكلّ أشكال المعاناة والظلم، ولاتملك أدّنى مقوّمات تلبية آمال الكرد ، وتأمين حقوقهم !
ف جريمة " جينديرس " الجديدة ، المروّعة ،في ذكرى النيروز العظيم ،( بحق مواطنين كرد ، عزّل ، ومسالمين، اغتيلوا أمام بصر وسمع جميع سلطات الأمر الواقع، وحماتهم الخارجيين ، بدماء باردة ، فقط لمحاولة التعبير عن مشاعر الفرح بقيم النيروز ، وممارسة بعض طقوسه ، التي ترمز للتحرّر والانعتاق من كلّ أشكال الظلم والاستبداد)،ليست فقط لطخة عار على وجوه المجرمين ، وتنظيماتهم ، وقيادتهم السياسية ، وعرّابيهم الخارجين، بل تشكّل تأكيدا لما يصل إليه التحليل من إستنتاجات ، وصفعة مدوّيّة في وجوه الذين يعملون ، قولا وفعلا ، على مسارات سياسية" تحت وطنية"، تمثّلها في هذه المرحلة خطوات وإجراءات التسوية السياسية الأمريكية، التي يسعى قادتها الأمريكان- من أجل ضمان بقاء حصّتهم وقاعدة ارتكازهم السوريّة – على مشروع تثبيت كانتونات الأمر الواقع الجديدة،التي تحكمها سلطات ميليشيات الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي في ظل حماية قوى الاحتلال الخارجية- على حساب حل سياسي وطني ديمقراطي، يفتح صيرورة بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الموحّدة- الضامن الوحيد لحقوق جميع السوريين، وفي مقدمتهم الكرد- وبما يعزّز عوامل بقاء سورية بيئة وساحة لكلّ مستويات الحقد والصراع ، تجعل من النموذجين اللبناني والعراقي الأمل؛ ولا يغيّر من طبيعة الوقائع والسياقات ما يروّج على صعيد الدعاية ، من العمل على صناعة " نموذج ديمقراطي "، قابل للتعميم!! !
من الموضوعية ، و المصداقية ، الاعتراف أنّ أسباب فشل مشروع التغيير الديمقراطي لا تقتصر فقط على طبيعة سلطة النظام ، ولا على آليات مظلّة الحماية التي توفّرها شبكة المصالح والسياسات الإقليمية والإمبريالية ، ( التي فشل الوعي السياسي والثقافي النخبوي في إدراك حقيقتها ، ونقاط قوّتها...وضعفها ،والتي باتت تحرص في هذه المرحلة على شرعنة وجود سلطات الأمرالواقع الجديدة ، جنبا إلى جنب مع سلطة النظام ، وبما يبقي عوامل تفشيل الدولة السورية ذاتها) ، بل وفي قصور الوعي والممارسة السياسية النخبوية المعارضة بشكل عام ، وما ينتج عنه من خيارات سياسية ، تتعارض في النهج والمآلات مع مصالح السوريين المشتركة ؛ وقد باتت ، على صعيد الوعي والممارسة السياسية النخبوية اليسارية، تشكّل إحدى أدوات إضفاء الشرعية السورية، الوطنية و الديمقراطية، على مشروع" قسد " ؛ تماما كما يعمل آخرون ، على صعيد الوعي والممارسة السياسية النخبوية " اليمينيّة " لخدمة خطوات وإجراءات تأهيل سلطات الأمر الواقع الأخرى ، في مناطق السيطرة التركية والإيرانية !!
إذا كان النيروز رمزا للحرية والانعتاق والثورة ضد الظلم والاستبداد والعبودية، فإنّ قيمه لن تتحقّق بالشعارات والإرتهان لسياسات القوى المعادية ، ولن تنتصر الثورات ، وتقوم الأوطان، إلّا بجهود ووعي نخب الشعوب الوطنية التي تنحاز لتلك القيم وجمهورها ،وتقدّم وعياً وممارسة سياسية موضوعية ، تشكّل المنارة والبوصلة !
إكراما لضحايا قيم النيروز في جينديرس ، ورفعا لكلّ أشكال المظالم التي طالت جميع السوريين، كردا وعربا ، وتوقا لبناء مستقبل آمن ، مزدهر ، فليخرج الجميع من تخندقاته الخاصّة ، التي باتت اليوم تصبّ في خدمة " سلطات الأمر الواقع " ، وتعزّز عوامل تقسيم سوريا ،
وتفشيلها؛ ولن ينتج عن هذه الصيرورة سوى المزيد من المظالم ، التي لن تقتصر على بعض السوريين، دون آخرين!
السلام لأرواح ضحايا الإستبداد ، بجميع أشكاله وتفريخاته !
كلّ عام وكلّ السوريين الشرفاء ، كردا وعربا ، ....بألف خير.
Newroza we pîroz be
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك السياسي المدني في السويداء، دروس وتحدّيات.
- مسارات -آستنة / جنيف- ، وتقويض شروط حل سياسي وطني!
- آستنة / جنيف ، وطبيعة شروط الحل السياسي!
- الأتفاق السعودي الإيراني- سياقات ودلائل.
- في بعض سمات التسوية السياسيةالأمريكية في ضوء إجراءات مواجهة ...
- التسوية السياسية الأمريكية- سياقات وأهداف !
- في طبيعة مستجدّات السياسات السعودية !
- في الذكرى السنوية لإنقلاب ٢٣ شباط ، دروس التجربة.
- ٢٠٢٢، وأهمّ سمات المشهد السياسي السو ...
- في العلاقات التكتيكية بين قوى الصراع على سوريا ، وطبيعة الصف ...
- دراسة نقدية في - التضامن المدني مدخلنا إلى الديمقراطية -.
- في طبيعة المفاتيح السوريّة، وملامح سورية التي لا نعرفها!
- الثورة استثناء، هل نذهب إلى اضراب عام؟


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في قيم - النيروز -، وطبيعة الوعي السياسي النخبوي المعارض!