|
مندلي بين الماضي والحاضر جذور يمتد في أعماق التاريخ .
سالم اسماعيل نوركه
الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 09:43
المحور:
القضية الكردية
نسطر بأختصار في البدء نبذة تاريخية عن مدينة مندلي ونقول : بأنها من المدن العريقة ويرجع تاريخها الى أكثر من6000سنة قبل الميلاد وسهولها التي تقع تحت التلال والجبال تعتبر من أول ما أستوطنه الانسان بعد هجرته للكهوف في الجبال ثم ظهور المدينة الاولى على تخومها كأول حضارة منبثقة منها يمكن الاستدلال على ملامحها وقد أكدت الحفريات التي قامت بها الحكومة العراقية عام 1966وجود مدينة عامرة وقد كانت مع الاسف بساتينها مرتعاً للدول الفارسية المتعاقبة والسلوقية حتى قدوم الاسلام حيث وردت في كتب المؤرخين بأسم البندنجين حيث قال عنها ياقوت الحموي في معجمه بلدة مشهورة من طرف النهروان من ناحية الجبل من اعمال بغداد وقد خرج منها خلق من العلماء المحدثون وشعراءوفقهاء وكتاب وقال عنها العلامة انستاس الكرملي في مجلة لسان العرب ان الاسم الاصلي لها هو وندنيكان جمع وندنيك الفارسية معناها الملاكون الطيبون وكان قد ذكرها هيرودوتس المؤرخ بإسم أرديكا وقل عنها ان فيها عيون نفط وقد فتحها المسلمون صلحاً على يد قعقاع بن عمرو بناءاً على امر الخليفة عمر بن خطاب بعد فتحه جلولاء وحلوان وخانقين وقد ورد أسمها بندنيك وهي متكونه من كلمتين فارسيتين بند ومعناها حدود ونيك ومعناها الطيب وبذلك يكون المعنى حدود الطيب لموقعها بين السهل والجبل وقد ورد أسمها طيسفون كذلك في العهد العباسي .. مندلي يتكون من اربع محلات وهي قلعة بالي ، بوياقي ، السوق الصغير ، السوق الكبير ذات غالبية كوردية واقلية عربية وتركمانية ت قدر نفوس المدينة حسب احصاء 1947 ( 52 الف نسمة) و(120 الف نسمة حسب احصاء 2014 على بعد 160كم شمال شرق مدينة بغداد وتتبع لواء بغداد من العهد الملكي وتبعد 5كم عن مدينة سومار . لقد تعرضت المدينة الى الحرمان من الثروة المائية بسبب سدود اقامتها ايران منذ عهد الشاه في الثلاثينات القرن العشرين وكذلك بسبب التغير المناخي مما تسبب بهجرة الكثير من سكانها وبعد عام 1982 اصبح مندلي الخط الامامي في جبهة الحرب العراقية الايراني منذ عام 1980-1988مما ادى الى نزوح اهلها منها الى المدن الاخرى مثل بلدروز وبعقوبة وبغداد وتم تنزيلها من قضاء الى ناحية عام 1987بعد أن كانت من بين اقدم اقضية العراق من عهد الوالي العثماني مدحت باشا وعندما تشكلت الحكومة العراقية عام 1921 اصبحت قائمقام قبل تحويله الى ناحية كما ذكرنا وبتاريخ 17-3-2023يوم الجمعة أقيم تجمع جماهيري شعبي مهيب في مضايف الاستاذ الفاضل فهد رحيم القره لوسي بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الاستاذ محسن علي أكبر المندلاوي الذي بذل جهداً لعودة مندلي الى وضعها الصحيح كقضاء ويرافقه بالحضور محافظ ديالى الاستاذ مثنى التميمي وكبار مسؤولي المحافظة وعدد من الشيوخ ومنهم الشيخ آزاد حميد شفي وحشد من اهالي القضاء وعدد من الضيوف من خارجها وبدء الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت اكراماً لشهداء القضاء والعراق وقرأة صورة الفاتحة ترحماً على أرواحهم الزكية ثم بدأ الاحتفال المهيب بخير ما يبدأ بقرأة ما تيسر من القرآن الكريم ثم كلمة النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي قبله عزف النشيد الوطني العراقي ثم كلمة محافظ ديالى وكلمة الشيخ آزاد حميد شفي ركزت الكلمات على عهدين ذلك الذي مضى بالجور والظلم على اهلها وعهد نحن فيه يراد له أن يكون زاهراً يعوض ولو بقدر مآسي الأمس ،وكذلك القى الشاعر فرهاد زنكنه شعراً بالمناسبة والحقه لاحقاً الشاعر ظاهر حبيب الذي القى الشعر بلغتين العربية والكوردية وركزا على عهدين أيضاً عهد مضى مليء بالظلم وعهد يراد له مشرقاً ، ماجذب إنتباهي قول لعلي شريعتي ( من كان أكثر وعياً كان أكثر مسؤولية ) ، لذا الاستاذ الفاضل فهد رحيم يقوم بهذا العمل والتجمع والاحتفال بعودة المدينة الى وضعها الاداري السليم بجهود المخلصين يقرأ المستقبل ويسعى مع المخلصين لجذب أنتباه المسؤولين بالنهوض لخدمة أهاليها وجذبت انتباهي أيضاً الشعارات الناضجة المرفوعة في اجواء الاحتفال بدعوة لأنشاء مجلس أعمار المدينة وبأن الاحزاب وفي مقدمتها البارتي الديمقراطي الكوردستاني تسعى لألغاء كل القرارات الجائرة للعهد السابق ومن خلال معرفتي بالاستاذ الفاضل فهد رحيم القره لوسي من الشخصيات التي لا تقبل الظروف كما هي بل يسعى لتغيرها ويتقبل مسؤولية تغيرها نحو الافضل كما أفهم منه بشكل عملي وتعلمت منه الدرس أكثر اهمية هو إن المنصب لا يعطي إمتيازاً أو يمنح قوة وإنما يفرض مسؤولية فهو يعمل بهذه الروحية وتراه يعمل أحياناً أعمالاً تعجز مؤسسات القيام به وأرى بأن الاشخاص الذين ينتظرون توهب لهم القيادة لا يستحقون المسؤولية والانسان الناجح أفكاره تعمل وتجر الآخرين على المضي على ضوئها لسلامتها وجدواها والشخص لديه إيمان راسخ لديه بالصلة بالماضي ومسؤولية جماعية لقيادة المستقبل ولو من خلال تمرير فكرة ناجحة . ____________ وكلام مفيد:( أغرس اليوم شجرة تنم في ظلها غداً .
#سالم_اسماعيل_نوركه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خانقين أول المنزلِ ..
-
يجب أن لاتذهب مع الريح ..دراسة تاريخ الكور
-
سعود بن خميس صوت ترقبوه إن قرر التحرر والانطلاق.. !
-
الطرف الثالث ..!
-
الطرف الثالث
-
رسائل الشوق..
-
الوحدة الإيطالية وإدارتي اقليم كوردستان العراق! وأردوغان !نن
...
-
خر برميلي نفط احدهما عراقي ونحن نستورد موطة و(نعل)!
-
اردوغان والحلم العثمانچي المريض ومعاهدة لوزان
-
السعودية والإمارات تشربان القهوة بجوار سد النهضة .!!!
-
في حالة الجنون نحتاج ملك الموت (بالجملة) !.
-
تَعْبتُ سيدتي :
-
اليوم لابد أن ينتهي كما الأمس ..
-
حُزنٌ صامتْ ..
-
الفنجان زادتْ مرارة القهوة فيه .
-
( الرجال الأحرار ) الأمازيغ .
-
( كلاب ) الحراسة ..
-
لَنْ أعتاد غيابٌكِ ..
-
ها هو التاريخ يقف ويستذكر الأستفتاء 25/9/2017
-
بين البين ..
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|