أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - جيوسياسة الانقسامات الدينية 2















المزيد.....

جيوسياسة الانقسامات الدينية 2


مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)


الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإمبراطورية الهندية البريطانية

لم يكن لدى المثقفين المسلمين في الإمبراطورية الهندية البريطانية، الذين تصوروا، حول "محمد جناح" ( 1)- Mohammed Jinnah - في ثلاثينيات القرن الماضي، مشروع دولة مستقلة منفصلة - باكستان - الأولوية للمسألة الدينية. لقد رفضوا، أولا و قبل كل شيء، العيش في دولة موحدة حيث يتم تقليص الأقلية المسلمة، في جميع المناطق، إلى الحد الأدنى. نتج عن ذلك عداء شديد بين «المجتمعين"، والتقسيم إلى دولتين في 1947 و برزت انتهاكات متعددة أثناء تهجير السكان (9 مليون هندوسي وسيخ غادروا باكستان بينما فر 6 مليون مسلم من الهند). في الإمبراطورية الهندية ، أسس " أبو الأعلى المودودي" (2 ) في 1941 "الجماعة الإسلامية" ، التي حوّلت باكستان فعليًا إلى جمهورية إسلامية (في ظل دكتاتورية الجنرال ضياء الحق 1977-1988 ) وبرزت من حين لآخر اشتباكات بين الهندوس والمسلمين ، خاصة حول محمية "أيوديا" – Ayodhya - (منذ تدمير المسجد من قبل مسلحين قوميين هندوس في 6 ديسمبر 1992) ، أو في "كشمير" . وصل التوتر بين الطائفتين إلى درجة أن أي حادث يمكن أن يؤدي إلى تصاعد.
------------------------------------------
( 1) - 1876 ) - 1948 ) مؤسس دولة باكستان. تزعم جناح عصبة مسلمي عموم الهند من 1913 إلى غاية استقلال باكستان في 14 أغسطس 1947، ليصبح أول حاكم لباكستان من استقلالها وحتى وفاته، ويعتبر القائد الأعظم وأبو الأمة. في بداية حياته السياسية ، دافع جناح عن الوحدة بين الهندوس والمسلمين و أصبح أحد القادة الرئيسيين في رابطة الحكم الذاتي لعموم الهند واقترح إصلاحًا دستوريًا لتأمين الحقوق السياسية للمسلمين بعد حصول الهند البريطانية على الاستقلال. ومع ذلك ، غادر جناح حزب الكونغرس في 1920 عندما قرر الأخير ، بقيادة غاندي ، حملة "ساتياغراها" - المقاومة غير العنيفة - ضد القوة البريطانية. وبحلول عام 1940 ، توصل جناح إلى استنتاج مفاده أنه يجب أن يكون للمسلمين دولتهم الخاصة.
( 2) - أبو الأعلى المودودي أو أبو العلاء المودودي ( 1903 - 1979) ، منظرً، وفيلسوف، وفقيه، ومؤرخ، وصحفي، وباحث نشط في الهند البريطانية ولاحقًا بعد التقسيم في باكستان . اعتبره الكثيرون "أكثر المفكرين منهجية في الإسلام الحديث"، واهتمت أبحاثه بالعديد من القضايا والتخصصات ( تفسير القرآن ،الحديث ،الشريعة، الفلسفة، التاريخ.)، ، ألف باللغة الأردية، وترجمت إلى الإنجليزية والعربية والهندية ولغات أخرى. سعى إلى إحياء الإسلام كمنهج شامل وشمولي للحياة، وهذا اعتبره أنه "الإسلام الحقيقي". كان يعتقد أنه لا يمكن – بأي وجه من الوجوه - إبعاد الإسلام عن الشأن السياسة و من الضروري تحكيم الشريعة الإسلامية في كل المجالات، والحفاظ على الثقافة الإسلامية على نموذج الخلفاء الراشدون، واعتبر العلمانية والقومية والاشتراكية شرا مستطيرا على الإسلام. بدأ العمل في الصحافة وأصدر مجلة "ترجمان القرآن". وأسس الجماعة الإسلامية في الهند عام 1941 م وقادها ثلاثين عاما قبل التفرغ للكتابة والتأليف. ويعتبر منظر "توحيد الحاكمية، جاهلية القرن العشرين، إلزامية العمل لسحب الحكم من أيدي "الطواغيت والفجرة" ، نظام حكم يقوم علي حاكمية الله في التشريع، إحياء الجهاد الإسلامي لمواجهة الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية. أثرت أفكاره في العديد من المفكرين الإسلاميين (سيد قطب، آية الله الخميني...) وفي العديد من الحركات الإسلامية والجهادية حول العالم. كما تعرض المودودي لأكثر من محاولة اغتيال. وهو صاحب فكرة ومشروع إنشاء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكان أول من حصل على جائزة الملك فيصل الدولية في المملكة العربية السعودية لخدمته للإسلام في 1979 ، وهو ثاني شخص في التاريخ الإسلامي حظي بتشيع صلاة الغائب عليه في الكعبة بعد ملك الحبشة، النجاشي.
-------------------------------------------------------

ومن المعلوم أن الاتحاد الهندي ظل يعرف أيضًا لانتهاكات ضد السيخ (مثلا المذابح التي أعقبت اغتيال أنديرا غاندي عام 1984) وضد المسيحيين ، ولكل من هذه الصراعات خلفية سياسية و / أو اجتماعية اقتصادية، ولا يمكن حصرها في الدين فقط.

وظل الإسلاميون يعبرون عن كراهية علنية وشديدة تجاه البوذيين ، مما أدى إلى تصاعد الكراهية (في 2001 ، فجرت حركة طالبان الأفغانية بالديناميت تماثيل بوذا العملاقة الشهيرة في "باميان"، في عام 2007 ، هاجم المتمردون الإسلاميون في "وادي سوات" بباكستان تمثالًا لبوذا ، مدرجًا ضمن روائع فن "غاندهار".)، ، ومع ذلك يبقى الغرض الديني الكامن وراء هذه الأعمال المشينة موضع تساؤل، إذ لا تبدو أنها "قضية توحيد الشعب وراء القادة"، ومنذ 2004، كان المتطرفون يقتلون السكان البوذيين في المقاطعات الثلاث ذات الأغلبية المسلمة في جنوب تايلاند.

من الأفكار الشائعة أن للبوذية نهج غير عنيف، لكن الحقائق على أرض الواقع تبطل جزئيًا هذا الرأي ، سواء كانت ، على سبيل المثال ، "ثورة الزعفران" في 2007 في "بورما" ، أو ثورات "التبت" في 1959 و 1989 و 2008 ، أو القومية "السنهالية" منذ 1948. هذه أمثلة تبين أن لا تصمد التعاليم الدينية لا تصمد في وجه إفقار سكان "بورما" ، والقمع الصيني لـ "التبت"...

الحروب الدينية

بعد الانقسام الشرقي ( 1054 م) ، قاتل المسيحيون الكاثوليك والمسيحيون الأرثوذكس بعضهم البعض ، عسكريًا في بعض الأحيان ، كما هو الحال في البلقان أو على الحدود الروسية البولندية. وخلال الحرب بين صربيا وكرواتيا (1992-1995)، ظهر الانقسام الديني مرة أخرى، حيث أن الانتماء الديني هو أساس هوية كل من هاتين الدولتين. على الرغم من الطبيعة الافتراضية لمخاوفها ، منعت بطريركية موسكو أي زيارة للبابا "يوحنا بولس الثاني" لروسيا ، وذلك لتجنب أي "استعادة" للكاثوليكية في روسيا. ويبدو أن الجدل القديم بين " السلافيين" و "الغربيين" ظل دائما محل اهتمام.

تشير صيغة "الحروب الدينية" إلى المعارك الرهيبة ذات الدوافع المعقدة التي عارضت المسيحيين الكاثوليك والمسيحيين البروتستانت في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر. لكن - ما هو أكيد - أن المسألة السياسية ظلت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالخلافات الدينية.
إن الحرب الدينية أو الحرب المقدسة هي حرب مبررة – في الأساس - بسبب الاختلافات الدينية (3 ).
------------------
(3 ) - وفقًا لـ "موسوعة الحروب"، من بين جميع الصراعات التاريخية المسجلة البالغ عددها 1763 صراعًا، كانت الاختلافات الدينية مسببة بشكل رئيسي فقط في 123، أو ما يناهز نسبة 7 في المائة منها. وجاء في مؤلف "ماثيو وايت" - Matthew White – المعنون: " The Great Big Book of Horrible Things: The Definitive Chronicle of History s 100 Worst Atrocities " – أن " الدين باعتباره سببًا رئيسيًا في 11 من أكثر الأعمال الوحشية الدموية حول العالم.
-----------------

تكمن العناصر الدينية بشكل علني وواضح للعيان في العديد من النزاعات، الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والحرب الأهلية السورية، والحروب في أفغانستان والعراق، ولكنها توصف حاليا بشكل مختلف عن الماضي، مثل اعتبار أنها صراعات أصولية أو تطرف ديني. ومع ذلك، غالبًا ما تخلص الدراسات حول هذه الحالات إلى أن العداوات العرقية تسبب الكثير من النزاعات. ويجادل بعض المؤرخين بأن ما يسمى بـ "الحروب الدينية" هو "انقسام غربي" إلى حد كبير، بحجة أن جميع الحروب المصنفة على أنها "دينية" لها تداعيات علمانية (اقتصادية أو سياسية). جرى التعبير عن آراء مماثلة في وقت مبكر من ستينيات القرن التاسع عشر خلال "حرب السنوات السبع" (4 ) والتي اعتُرف بها على نطاق واسع بأنها ذات هدف "ديني"، إذ أشارت تلك الآراء إلى أن الفصائل المتحاربة لم تتوزع بالضرورة على أسس طائفية بقدر ما كانت تتفق مع المصالح العلمانية. وحسب "جيفري بيرتون راسل" (5 ) - Jeffrey Burton Russell - ، دُفعت العديد من حالات الأعمال الدينية المفترضة للحروب الدينية، مثل "حرب الثلاثين عامًا"، و"حروب الدين الفرنسية"، و"الحرب الأهلية السريلانكية"، و"أحداث 11 سبتمبر" والهجمات الإرهابية الأخرى، و"الحرب البوسنية"، و"الحرب المدنية الرواندية" في المقام الأول بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فضلًا عن الدين" ( 6).
-----------------
( 4) - اندلعت في الفترة من 1756 إلى 1763، إنه نزاع كبير في تاريخ أوروبا. يتعلق الأمر بالقوى الأوروبية العظمى في ذلك الوقت ، والتي تم تجميعها في نظامي تحالف ، وتجري في مسارح عمليات موجودة في عدة قارات ، ولا سيما في أوروبا وأمريكا الشمالية والهند. عارضت تحالف فرنسا مع النمسا وتحالف بريطانيا العظمى مع بروسيا. ومع ذلك ، شاركت العديد من الدول الأوروبية الأخرى في هذه الحرب ، بما في ذلك الإمبراطورية الروسية إلى جانب النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب فرنسا . وكان لهذا الصراع ، الذي خرجت منه بروسيا وبريطانيا العظمى منتصرين ، عواقب مهمة على ميزان القوى الأوروبية.
(5 ) - مؤرخ أمريكي وباحث في الدراسات الدينية.
(6 ) - Religious Dissent in the Middle Ages - edited by Jeffrey B. Russell- (1971
------------------------
_____________________ يتبع __________________



#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 1
- جرائم في حق أطفال أوكرانيا
- -الإسلام في إفريقيا- ما وراء الجهاد؟-
- موسكو تشن حربا أخرى في الداخل
- ما هي مكانة الفضاء في الاستراتيجية العسكرية الروسية؟
- -ثقافة الإلغاء-
- -بايدن- يوقع على ميزانية إنفاق 1.7 تريليون دولار، منها 3.8 م ...
- الامم المتحدة تطلب من محكمة العدل الدولية التفكير في -الاحتل ...
- القضية الديموغرافية: سكان إسرائيل في فجر 2023
- تكلفة الحرب: الاقتصاد الروسي يواجه عقدًا من التراجع
- سوق السلاح في الشرق الأوسط
- هل يستطيع صندوق الحرب الروسي الصمود ؟
- -بريغوزين- ضد حاكم بطرسبورغ: ما يكشفه الخلاف عن قوة روسيا
- المجتمع المدني العالمي في عصر جيوسياسي: ملاحظات أولية
- تحول نوعي: العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بعد الحرب في ...
- الابتكارات الديمقراطية عبر العالم 2/2
- الابتكارات الديمقراطية عبر العالم 1/2
- وهم القوة : روسيا والعالم من نهاية الاتحاد السوفياتي إلى غزو ...
- وهم القوة : روسيا والعالم من نهاية الاتحاد السوفياتي إلى غزو ...
- حول كتاب -سقوط النظام الأمريكي-


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - جيوسياسة الانقسامات الدينية 2