أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - محنتنا الفكرية ممتدة ...














المزيد.....

محنتنا الفكرية ممتدة ...


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 09:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


محنتنا الفكريّة ممتدة ...

أكبر و أسوء محنة لتأريخ حرق الكتب هي حرق الكتب لا غير .. و التي بدأت في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أما الخليفة الأول فقد منعوا بتاتاً تأليف أو حتى تدوين الروايات و الأحداث و المعارك, لتبقى محنتنا الفكرية
ممتدة و متنوعة و مستمرة..

فعندما إستفتى قائد الجيش الأسلاميّ سعد بن أبي وقاص الفاتح لبلاد فارس الخليفة عمر؛ في رسالة سألهُ فيها عن أمر (المكتبة المركزية) في آلبلاط الملكي بعد سقوط الأمبراطوريّة الشاهنشاهيّة بقيادة رستم الذي كان يحكم العالم تقريباً كقطب الرحى في التكنولوجيا و العلم و المدنية و قضايا الأدب و الفنون أنذاك, حيث أمر الخليفة عمر في جوابه له و بآلنّص التالي:
[تلك الكُتب إمّا أن تكون موافقة لرأي (الإسلام) أو مخالفة (له) ؛ فإن كانت موافقة فلدينا كتاب الله يكفينا, و إن كانت مخالفة لإسلامنا فلا حاجة لنا به, لذا في كلتا الحالتين يجب حرقها و إتلافها و السلام].

و المحنة الكبيرة الثانية التي دمّرتنا و أثرت بآلعمق على تخلّف حضارة الإسلام و المسلمين سلباً ؛ هي حرق مكتبة القاهرة على يد القائد الأسلامي (صلاح الدّين ألأيوبيّ) عندما إحتل مصر و أسقط الخلافة الفاطميّة التي كانت قائمة فيها أنذاك, و كانت المكتبة الفاطمية من أبرز معالم الحضارة و الفن و العلم في آلقاهرة!

ففي البداية نزعوا جلود تلك الكتب لصناعة وترميم أحذيتهم و أحزمتهم و أغلفة السيوف و الخناجر, ثمّ قاموا بإحراق المتبقي من متون (الكتب) وسط المدينة وسط حريق إمتد لأيام!

محنة حذف بعض الموضوعات من الكتب التأريخية .. فبآلأضافة لما ذكرت , فأن الفيلسوف إبن الجوزي و إبن رشد عندما سألا أحمد بن حنبل : [هل يجوز حذف أو فصل موضوعات وردت في بعض الكتب تخالف عقيدتنا!؟
أجابه أحمد بن حنبل : نعم يجوز ذلك]ٍ!؟
و لا أدري كيف يمكن أن يقاس الحق بنظر أشخاص مثل إبن رشد أو حنبل أو غيرهما في مقولات كتبها الغير و إستدل عليها!!؟
ّو لو لم نعرف الرأي الآخر؛ لا يمكننا المقايسة و المقارنة و بآلتالي معرفة كل الحق.

و الحال أن السعادة كلها لا تجدها إلا في المعارف و في بطون الكتب, و خير رفيق في الزمان كتاب و الكتاب و القلم هما اللذان أقسم بهما الله تعالى في كتابه الحكيم .. فلا يجوز حرق ما قدّسه الله تعالى و جعله سبباً في تقدم الأمم و رقيها!

و قد لاحظت جملة من الأجوبة على سؤآل تمّ طرحه في أحدى المواقع:
مفاده أين أجد السعادة : فكان جواب بعض المفكرين بحسب التالي :
- #سيوران : لو لم تأتي إلى هذا العالم!؟
- #راسل : في المعرفة!؟
- #سینکا : أن تنسجم مع واقعك!؟
- #ديوجن : أن تزهد في هذا العالم!؟
- #أفلاطون : في الطريق إلى الحقيقة!؟؟
- #سقراط : عندما تعرف نفسك!؟
- #نيتشه : في شجاعة هدم معتقداتك!؟
عزيز : في معرفة الجمال و محو هويّتك!؟
- #دوستويفسكي : ذلك وهم .. لا وجود للسعادة!؟
. #وأنت عزيزي القارئ أظن أنك ستجدها في واحدة من تلك الأجوبة!؟
أو ربما لك جواباً آخر فنرجو تنويرنا به و شكراً .

ملاحظة على حذف الرأي الآخر و عدم مناقشته أو مقارنته مع رأينا تعتبر مشكلة و محنة ممتدة حتى يومنا هذا . . و قد تجسّد بوضوح في نهج الأحزاب المتحاصصة التي تحكمن العراق اليوم ؛ فبمجرد ما يشهدون خلافا ً أو رأياً مخالفاً آخر؛ يعتبرون صاحبه عدو لهم يريد كنسهم بإعتقادهم, و هذا الأمر هو سبب تخلفنا و خذلاننا بل و عدم معرفتنا لطريق الحق و المشتكى لله!

ظاهرة خطيرة أخرى بدأ بها بعض الجهلاء و ذلك بتغيير النصوص التأريخية و التي تُعتبر مفاتيج لموضوعات مصيرية و منها ذلك الذي وقفت عليه بنفسي في قضية مشاركة (سيدا شباب أهل الجنة) مع الجيش الأسلامي بقيادة سعد بن أبي وقاص لفتح بلاد فارس .. حيث أضافوا إسميهما (ع) ضمن قادة ذلك الجيش بينما هذه غير صحيحة تماماً .
و كذلك مسألة حرق الكتب من قبل الخلفاء و غيرها و حذفهما في الطبعات الجديدة, فبعد ما أحسّ أخيراً بعض المتعصبين لمذاهبهم بفضاحة و بأهمية دور الفكر و التأريخ كأدلاء لمعرفة الحقّ؛ قاموا بحذف كل مشين ورد عن الخلفاء و نراهم و بعد ما ناقشتهم حول عدم وجود مبرّر عقلي أو معرفي أو شرعي لحذف ما ورد عن الخليفة عمر مثلاً بشأن حرقه للكتب و جعل القرآن وحده هو الكتاب الذي يُقرأ دون غيره؛
نراهم بدؤوا يحذفون هذا الباب من الكتب التي أوردت تلك الأحداث و منها؛ في مقدمة إبن خلدون .. حيث يستحيل أن ترى في الطبعات الحديثة أي ذكر لذلك للأسف .. و هذا التلاعب لا يمكن أن يشفع لمن حارب و يحارب الفكر و الثقافة و الطبعات القديمة موجودة و موثقة ..
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعراق قربة مثقوبة :
- ألذّكاء الأصطناعي يكتب المقالات !
- أحدى إفرازات المحاصصة :
- الجزء الثاني من كتاب الجذور الفلسفية للأنظمة السياسية :
- قيمة الكرامة في العراق :
- حكومة الاطار المهزلة :
- ألنّائب النموذج :
- ألأخطر من الأخطار ..
- الأخطر من الأخطار :
- الاخطر من كل الاخطار على العراق
- آفاق جديدة بين بغداد و واشنطن؛ تؤشر لسرقة ميزانية أكثر من عا ...
- ألفلسفة برأي الجابريّ :
- دور السؤآل في إنتاج الفكر :
- صدور كتابنا الجديد :الجذور الفلسفية للنظريات السياسية
- ألأمّ ألجريحة :
- برنامج المنتديات الفكرية و الثقافية في المتنبي / العالم :
- المنتديات الفكرية و الثقافية في المتنبي و العالم
- درس عظيم من ملك و فيلسوف !
- صدور كتاب جديد للعارف الحكيم ؛ الجذور الفلسفية للنظريات السي ...
- دعوة لتقرير مصير الفيليين :


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - محنتنا الفكرية ممتدة ...