تحول الصحاف في الحرب ماقبل الاخيرة . وانا اقول ذلك ( الحرب ماقبل الاخيرة ) لان حروبنا لاتنتهي وليس فيها حرب اخيرة . وكل حرب سواء انتهت بنصر او هزيمة ينشطر من جلدها او يتكاثر بالانقسام او الولادة كائن اخر اسمه . الحرب القادمة . تحول الصحاف الى ظاهرة عالمية .
واذا كنا قد اهملنا الصحاف كظاهرة او شخصية قدمت الحرب بشكل ممتع . فان هذا نابع من كرهنا وازدرائنا لكل مايمت الى صدام واعوانه واركان حكمه .
وربما سيكون من المفيد اذا عرفنا ان كل الذين عينهم صدام لادارة الاذاعة والتلفزيون كانوا اشخاصا ينظر اليهم صدام بوصفهم يميلون الى الميوعة وانعدام البأس .
ويذكرنا الاذاعي العراقي ابراهيم الزبيدي في كتابه ( دولة الاذاعة ) ويجب ان نشكر موقع العراق للجميع لاتاحة الكتاب للجميع . يذكرنا ان صدام كان يعيب عليه حبه للغناء ويعتبر ذلك من الامور التي تحبط الرجولة وتلغي العزم والبأس .
وقد يكون الوزير الوحيد الذي في حكومة تنظر الى ( الشوارب ) او الشاربين بهيبة وكان بلاهما . فهو الوزير الوحيد في حكومة ( الشوارب ) من غير شاربين .
وقد يكون صدام لايهتم لوزيرة الذي يحلق شاربيه لانه شيعي وانه يحب الغناء وفيه ميوعة اعابها على صديق طفولته ابراهيم الزبيدي .
وماخفيّ علينا واخرجته الحرب ماقبل الاخيرة . ان الصحاف كان يتمتع بنفس الروح ومنذ السبعينيات ويذكر الاذاعي ابراهيم الزبيدي في كتابه دولة الاذاعة . اجتماعا في دولة خليجية وكان الصحاف رئيسا للوفد العراقي من اصرار رئيس وفد دولة الكويت على ادخال برامج التلفزيون الملون وكان الوفد العراقي يرغب بتأجيل المشروع ان خطب الصحاف في المؤتمر وكان رئيس وفد دولة الكويت كما يقول ابراهيم الزبيدي اسود البشرة ويرتدي ( دشداشة ) بيضاء . وقال ان ماتحتاجون اليه اسود مثل وجهك وابيض مثل لون ( دشداشتك ) وكان يشير الى رئيس وفد دولة الكويت انذاك.