أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمود عبد الله - همسة اليوم: هكذا علمتني الشطرنج!














المزيد.....

همسة اليوم: هكذا علمتني الشطرنج!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 16:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



على مدار سنوات عديدة، أصبح لعب الشطرنج جزءا لا يتجزء من الروتين اليومي، حتى أنني صرت أبدأ يومي بــــgame شطرنج (أونلاين) بعد الصلاة وتناول وجبة الإفطار..وبما أني عنيد بطبعي، فلا أسلم بسهولة ولا أقبل الهزيمة ولا أنسى ثأري أبدا..فلو قدر أن غلبني أحد ما، أشعر بالضيق (والتصميم) وسرعان ما أبدأ game جديدة أونلاين لمدة نصف ساعة أخرى جديدة..فأستعيد النقاط التي خسرتها، فيحمسني هذا إلى اللعب مرات ومرات لدرجة أني أتذكر أني في يوم واحد لعبت ما لا يقل عن 20 مرة!!

ولما مارست اللعبة أكثر وشاهدت المزيد من الفيديوهات التعليمية المفيدة في هذا المضمار، وقويت من قدراتي ومهاراتي وتعلمت من أخطائي، كلما زاد إدماني عليها..وقد انعكس سلوكي في لعب الشطرنج على حياتي نفسها وطريقة التعامل والتعاطي مع الصراعات والخلافات والمواقف العصيبة (الضاغطة) التي أمر بها..وصارت لي صولات وجولات ونوادر في هذه اللعبة؛ مثلا في أحد المرات فقدت الوزير queen - وهي أقوى وأهم قطعة على الرقعة..وفقدت أيضا عدة قطع أخرى مهمة..فلم أستسلم resign ولم أيأس، وأكملت الـــgame بكل صبر ومثابرة وإصرار - رغم موقفي الضعيف..حتى تمكن خصمي من ترقية "عسكري" (بيدق) إلى وزير، فصار لديه وزيران two queens يجاربني بهما..المفاجئة (العجيبة) أني تمكنت في النهاية من صرعه checkmate بطابية وحصان فقط!! فتعلمت من هذا الموقف ألا يتسرب اليأس والإحباط إلى نفسي - مهما كان موقفي ضعيفا..وفي كذا موقف آخر كان الخصم فيها متفوقا علي ولديه وزيران وقطع أكثر مني، تمكنت ببعض المناورات maneuvers/tactics بتحقيق التعادل draw بأن أنهيت اللعبة بــــstalemate في مواقف لم يكن لدي فيها إلا الملك King فقط على الرقعة!!

وإذا سحبنا ما ذكرت آنفا على الحياة الواقعية بتشبيهها برقعة الشطرنج chess board، فثمة عدة دروس قيمة في هذا المضمار، أهمها:
1-ألا أيأس أبدا وألا أفقد الأمل ما حييت - مهما كانت الضغوط والمحبطات من حولي ومهما بان الموقف عصيبا..فطالما أني حي أرزق وأتنفس، فلابد أن يكون هناك أمل في انفراجة..ومهما حاول الآخرون استفزازي ببعض الألاعيب والحيل القذرة، علي بالصبر والتحلي بالثبات والحكمة..فمثلما هو الحال على رقعة الشطرنج، قد تنقلب الأمور في غمضة عين بحركة واحدة صغيرة (ذكية)!!

2-أن أخطط تخطيطا بعيد المدى long-term planning، فلا أنظر فقط إلى ما تحت قدمي..وأن أضحي ببعض المكاسب الصغيرة (البسيطة) فأقدمها للخصم عن طيب خاطر على طبق من فضة، في سبيل تحقيق الغاية الأعظم والأهم checkmate

3-أن أساير خصمي (أحيانا) - حسب مقتضيات الموقف - حتى يعتقد أني ضعيف أو ساذج، ثم أفاجئه بحركة (مباغتة) لا يتوقعها ولم تكن في الحسبان..

4-أن الغضب والإنفعال والتسرع ليس علاجا لأي موقف صعب أو مشكلة أو نازلة..فعندما يفقد المرء أعصابه، غالبا ما ستكون تصرفاته غبية (حمقاء) غير مفيدة على الإطلاق!!

5-أن أنسحب (بحكمة) في بعض المواقف (وهذا ليس تنازلا أو ضعفا)، إنما إجراء تكتيكي (مباشر) تتطلبه المعركة في الوقت الراهن تجنبا لأي خسائر محتملة..

6-أن أقاتل إلى آخر لحظة - دون تسليم أو توقف..فلو انتصرت، فهذا ما أبتغي؛ وإن هزمت، فقد هزمت بشرف وعزة (وتعلمت درسا جديدا أيضا) - فالحياة غالب ومغلوب، ويجب أن نسلم بأننا لن ننتصر دائما في كل المواقف والصراعات والحروب..فعلينا أن نتقبل الهزيمة بصدر رحب، ونسعى إلى التأمل في الموقف reflection والتفكير فيه جيدا للوقوف على أسباب الهزيمة، ومعرفة الأخطاء التي وقعنا فيها، فلا نكررها؛ وأن ندرس الإجراءات الواجب اتباعها مستقبلا لتحويل الهزيمة إلى نصر مبين..

7-التوازن balance مطلوب: بمعنى ألا يشغلني تحقيق الهدف والتقدم في الهجوم والإقتحام عن تحقيق الدفاع الواجب عن نفسي defending my king، حتى لا يباغتني الخصم بشيء لا أتوقعه لأني قصرت في تأمين خطوط الدفاع في جبهتي..

8-ألا أترك مجال لبعض الأمور الصغيرة (التافهة) أن تشغلني عن الهدف الرئيس..فقد ينشغل البعض بكسب capturing قطعة تافهة مثل البيدق، وينسى أن الوزير (أهم قطعة) في خطر وعليه حمايته فورا!!

9-ألا أترك المجال للخطر أن يتفاقم حولي فيهدد وجودي..فلا أدع الخصم يخيرني ما بين أمرين كلاهما مر (أن أنقذ الملك أو أضحي بالوزير) - ومن المواقف الشائعة مثلا أن يهدد بالحصان الملك والوزير في نفس الوقت (وكشة الحصان أصعب كشة في الشطرنج، لإنها الحالة الوحيدة التي لا يصلح فيها تحريك قطعة أخرى غير الملك نفسه لأن الحصان القطعة الوحيدة التي تقفز على كل القطع الأخرى - هذا إن لم توجد طريقة ما لأكل الحصان نفسه الذي يهدد الملك والتخلص من هذا الموقف)..يجب اتباع الأسلوب (الدفاعي) المناسب من البداية، فلا تضع أنفسنا في موقف صعب بعد ذلك..

10-أن أضع نفسي مكان الخصم put myself in my enemy s shoes فأفكر بطريقته وأفهم ما يفكر فيه ويخطط له، حتى أستعد لأي حركة مباغتة لاحقا..



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن إدارة الوقت (2)
- شكرا 2022 - فقد علمتيني أن:
- همسة اليوم: من آداب استخدام الفيسبوك
- همسة اليوم: الأمنية المستحيلة!!
- همسة اليوم: أجسام البغال...وعقول العصافير
- همسة اليوم - تأملات تربوية: الحب هو الحل!
- همسة اليوم: أشياء تفسد أي علاقة!!
- همسة اليوم: الإحترام والتقدير والموضوعية الحقيقية هي كلمة ال ...
- همسة اليوم: اكسر قلة وراها!
- همسة اليوم : بمنتهى الوضوح!
- عارف؟؟
- همسة اليوم: درر من الحكمة
- همسة اليوم: -الجمهورية الجديدة- التي أحلم بها
- همسة اليوم: عم -عشم- مات واندفن من زماااااان!
- همسة اليوم: نفوس راقية!!
- همسة اليوم: صنعة أو مهنة بلا رئيس!
- همسة اليوم: سؤال يبحث عن إجابة!
- همسة اليوم: بالعقل والمنطق!
- ما أجمل الحياة!!
- همسة اليوم: ريحته وحشة!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمود عبد الله - همسة اليوم: هكذا علمتني الشطرنج!