أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - الجامعات الليبية ووهم التصنيفات العالمية














المزيد.....

الجامعات الليبية ووهم التصنيفات العالمية


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 18:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


انتشرَ خلالَ الأيامِ الماضيةِ خبر عن مشاركة عدد من الجامعات الليبية في تصنيف UniRanks )) وعلى ذلك، أحاولُ في هذه المقالة أن أرسمَ الصّورةَ الحقيقيةَ لماهية هذا التصنيف – المزعوم –، فضلا عن تحديد المسارات المطلوبة للجامعات الليبية، بدل من البحث عن أوهام غير حقيقية، كي تبدو الصّورة واضحة لنا، وهي باختصار، تقول:
• بأنّ التصنيف المذكور هو تصنيف جديد في سوق التصنيفات، صدر له أول تقرير سنة 2023م، ومن أرادَ التّفاصيل يمكنه الرّجوع إلى موقعِ التصنيف على الشّبكةِ الدّوليّة للمعلومات ليستزيد.
• لا أحد من الخبراء في الجودة وضمانها في التعليم العالي في المنطقة العربية يعرف مدى مصداقية ومهنية هذا التصنيف.
• هناك عدد من الدول العربية ليس لها أي معرفة أو تعاون أو علاقة مع هذا التصنيف، مثل دولة لبنان، ومملكة البحرين، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
• اليقظة وتوخي الحذر في التعامل مع مثل هذه التصنيفات كونها تتبع مؤسسات ربحية، والتي لا تقدم أي شئ للجامعات الليبية، نظير حصولها على الربح المادي ، بالتالي سوف تجعل بعض الجامعات الليبية تعيش في وهم الحصول على تراتيب غير حقيقية، وهي الأكثر خداعًا.
• إن أيّ تعامل مع هذه التصنيفات – المزعومة – هو خطأ جسيم، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بقطاع مهم، وهو قطاع التعليم العالي.
• ما القيمة المضافة التي ستتحصل عليها الجامعات الليبية من التصنيف المذكور؟. وهنا يتبادر إلى ذهني مقولة للمفكر مالك بن نبي يقول فيها " إذا لم تُعلل فكرة ما وجودها على الصعيد الوطني بالربح الذي تجينه، فإنها لا يمكن أن تكون معصومة وكأنها آية قرآنية منزلة".
• إن الالتجاء إلى هذه التصنيفات هي أقرب إلى من يلتجئ إلى المُطبب الدجال الذي يوزع البركة على أناس يأتون للبحث عنها في دارها.
إنّ هذه الصّورة شارك في رسم مشهدها ثلّة من خبراءَ الجودة وضمانها في التّعليمِ بالمنطقةِ العربيّةِ، وهي خلاصةُ حوارٍ ونقاشٍ جرى يوم الثلاثاء الموافق 14 مارس 2023م م، لأعضاء وخبراء المؤسسة العربية العالمية لتطوير التعليم ومقرها المملكة الأردنية، برئاسة البرفيسور سلطان أبوالعربي الأمين العام السابق لاتحاد الجامعات العربية.
وحتّى لا تُثير هذه المقالة خائنة الأعين وما تخفي النّفوس فإنّها تنطلق من الشّعورِ بالمسؤوليةِ الوطنية اتّجاه جودة التّعليم العالي في ليبيا والمنطقة العربية برمتها، ولهذا، سوف أحرصُ في هذه المقالة إلى رصدِ عددٍ من النّقاطِ المهمّةِ من خلالِ النّظرةِ السّابرةِ العميقةِ، لندرك ما يراد بنا، أو حتى لا نكون مجالا للسخرية في الواقع التنافسي الذي نعيشه، فلا توجد مشكلة دون حلٍّ، إنّما توجد مشاكل مطروحة بطريقةٍ خاطئة، كما يقول اينشتاين، وعلى العمومِ، سأكتفي في هذا السّياق بالتّنويه لبعضِ النّقاطِ المهمّة، وهي:
1. الحاجة إلى الاعتراف بوجود مشاكل حقيقية تواجه التعليم الجامعي، مهما كانت مزعجة، والحاجة إلى وضع خطط للتحسين، تتوافر فيها كل الشروط والمتطلبات المعنوية والمادية لنجاحها، كي نحضر جامعاتنا بشكل أفضل.
2. إننا مجبرون على إعادة طرح السؤال : هل توجد خطة للتعليم العالي في ليبيا ؟. فالأمر يتعلق كما يقال بمعرفة ما إذا كان برامج وأنشطة الجامعات الحالية كافة تأتي بالضرورة كنتيجة لتوقعاتها المرسومة مسبقا، أم إن الأمر لا يزال كل يوما بيومه!.
3. قد يكون مفيدًا أنْ نشيرَ إلى حاجةِ التّعليمِ العالي في ليبيا إلى تحديدِ نموذجِ المرادِ الوصولِ إليه، حيثُ لا ندري ما هي وجهة التّعليم العالي ؟ كما لا ندري إلى أين يقودنا؟
وعليه، فإنّ نجاحَ أيِّ نموذجٍ يحتاجُ إلى الجرأةِ في التّنفيذِ، لكن لا أحدَ من مسؤولي التّعليمِ العالي يمتلكُ شجاعةَ جرأةِ التّنفيذِ؛ فالأفكار والنّماذج العظيمة تستدعي بالضّرورةِ وجود إدارةِ العزمِ، فالمركب الذي يقوده ربّان خائف لن يصل إلى وجهته، فعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ، ولو نظرنا إلى بعضِ الدّولِ من حولنا سنجد واقعَ تلك الدّول يقول لنا: بأنه َتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
4. إننا نراهن على أهمية التركيز على تأصيل وتطبيق الجودة وضمانها في الجامعات الليبية؛ بدل البحث عن أوهام وإنجازات غير حقيقية من خلال تصنيفات وهمية، وهذا الأمر يحتاج إلى وجود شخصيات تعرف وتُقدر وتُمارس التضحيات، وهي تضحيات قد تكون قاسية ومؤلمة، حيث أن المؤلم فيها هو عدم إدراك المسؤولين – بشكلٍ خاص رؤساء الجامعات - حجم تلك التضحيات، فالأفكار العظيمة تستدعي بالضرورة التضحية سواء من حيث الوقت أو المال أو الجهد.
5. التأكيد على كون برامج الجودة وضمانها تهدف إلى تحريك كل الطاقات والموارد البشرية والمالية تحريكا يؤدي إلى خلق فعالية في أداء الجامعات، بحيث يجعلها أكثر تميزًا، والأفضل سمعة.
6. وأخيرًا يمكن القول بإنّ استمرارَ وجود بون شاسعا بين الجامعات الليبية والجامعات الإقليمية في التصنيفات العالمية المتعارف عليها لم يظل كذلك، إلّا لأنّ جامعاتنا الليبية لا تزال تفتقد إلى وجود إرادة سياسية حقيقية وجادة نحو مشروع نهضوي لإصلاح التّعليم، فشروق الشّمس لا تنتظر النّائمين.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم العبقرية في المجتمع العربي
- ماذا نريد من مناهج التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا ؟
- - مستقبل التعليم العالي في ليبيا
- لغة الحرب ولغة الحوار في الأزمة الليبية
- قراءاة نقدية لدراسة عن تحولات بناء السلطة التقليدية في المجت ...
- قراءاة نقدية لدراسة عن -جودة الحياة في ظل التحولات التنموية ...
- قراءاة نقدية لدراسة عن -أوجه التحديات التي تواجه المسنين في ...
- إضاءات في تاريخ العلاقات الليبية الأردنية
- قراءة نقدية لرواية مزرعة الحيوانات ل جورج أورويل
- دعوة لتعزيز الممارسات الإيجابية لمفهوم الرجولة لدى الفتيات و ...
- مراجعة نقدية لكتاب الحياة السياسية ، للمؤلف :آصف بيات
- قراءة نقدية ل كتاب أيام في طرابلس
- إلى أين تتجه ليبيا 3؟
- المشكلات والأزمات في المجتمع العربي والأفكار والمشاريع التنو ...
- الحاجة إلى نظريات اجتماعية تفسر الواقع المجتمعي العربي
- العلاقة بين طرح الأفكار واستمرار المشكلات والأزمات في المجتم ...
- مؤشر جودة التّعليم دافوس 2021م بين التّضليل والحقيقة.
- التهجير القسري في المجتمع الليبي، الإشكالات والآثار والتحديا ...
- عالم الاجتماع الدكتور المنصف وناس ....كما عرفته
- المجلّات العلميّة المحكّمة الليبية بين المتطلبات والتحدّيات ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - الجامعات الليبية ووهم التصنيفات العالمية