أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - الحرية والأفاعي














المزيد.....


الحرية والأفاعي


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


تنسم بالامس الأسير اللواء فؤاد الشوبكي هواء الحرية أخيراً، وخرج من باستيلات الصهاينة محمولاً على أكتاف أبناء شعبه، الى فضاء يرى فيه عالماً منع من رؤيته سبعة عشر عاماً، حَجبوا عنه البصر ولم يقدروا حَجب البصيرة، فهو المناضل الذي افتدى فلسطين بروحه ودمه وبجسده المنهك بأمراض الشيخوخة وظلام المعتقل وسوء السجن ومعاملة السجان، مناضل عز نظيره، شيخ الأسرى المنهكين والمضطهدين في غياهب السجون الصهيونية، بلا حفاظ على آدميتهم ولا معاملة انسانية لما يعانونه من أمراض وأوجاع، بل يُحَول السجان يومياً أوجاعهم لسلاح لاخضاعهم ومساومتهم وكسر شوكة الفلسطيني الثائر فيهم، وهو الأمر الذي انعكس عليه، فهم أحرار في وجوده يأسرونه الى جوارهم ليحرموه مما يحرمهم منه.
ولعله الفرح الفلسطيني الناقص، فالغياب القسري للأسرى، يحملهم من عالم ألفوه بقسوته وظلمته وندرة الفرح فيه ، الى عالم موازٍ يحتاج منهم طاقة اضافية للتكيف معه والتعود عليه، وبذل جهد لمحاولة فهمه والتأقلم معه، وهو مضطرون أيضاً حتى بعد انتهاء الحكم الجائر التعامل مع قوة الاحتلال ومستوطنيها ومحاولة مجابهتهم، والاستماع الى تراهاتهم ودعواتهم المقيتة لقتله أو نفيه أو حتى اعادته الى المعتقل، فهي قوة استعمارية بنظام بوليسي، لا تكتفي بأخذه بعيداً الى عالم السجون والتغييب والمنع من رؤية أقرب المقربين، بل تلاحقه حتى بعد خروجه الى العالم حراً، ولا ترضى حتى بأحكام محاكمها الصورية التي تقطر سماً زعافاً، ولا يخرج من أفواه جلاديها إلا الموت الزؤام.

ولعل الأفاعي الصهيونية لا يهنأ لها بال بعد سباتها، إلا بتنغيص حياة الفلسطيني وسلبه حتى أبسط أدوات الفرح، فخرجت علينا أسرة الجندي الاسرائيلي هدار غولدين، في الساعات الأخيرة بمؤتمر صحفي، تطالب بترك اللواء الشوبكي "بالتعفن داخل السجن" ما دام ابنها مجهول المصير، وأمطرت هذه الأسرة المستوطنة فلسطين والفلسطينيين بسهامها المسمومة، ولم تعلم تلك الأسرة المستوطنة التي لا تملك في فلسطين إلا أمتار مغتصبة، أن الشوبكي بطل فلسطيني مارس حقه في الكفاح كما أبناء شعبه، لاسترداد وطنهم من أخر احتلال على وجه البسيطة، وهذا حق كفلته كل الشرائع والقوانين في العالم، وحتى تلك القوانين التي منحت الاحتلال ظلماً وعدواناً فلسطين على طبق من ذهب، وتتناسى أن ابنها التي تدعو لإطلاق سراحه هو جندي مستوطن يذيق شعبنا الويلات كل يوم على حواجزه العسكرية ومعتقلاته العسكرية ومراكز التحقيق والتوقيف، وكل مكان يتلوث بوجود جنوده فيه، فالحرية لابنها فقط! ولا يمكن بأي حال من الأحوال التي تكون لأبناء الشعب الفلسطيني الذي يقبع حتى تاريخ 12/2/2023، 4780 أسيراً في معتقلاته، منهم 160 طفل، 29 أسيرة، 40 أسير أمضوا محكومية تزيد عن 25 سنة، فأين الحرية ولمن نطالب بها، للشعب الواقع تحت نير الاحتلال، أم لجلاديه وزبانيته، وهي أرقام قابلة للزيادة في كل دقيقة على مدار اليوم، فحياة الفلسطيني مهددة في كل لحظة بالاختطاف.
يتناسى الصهاينة كل يوم ومنهم عائلة غولدين، أن هذا التراب الوطني لا يقبل القسمة على اثنين، وأن هذا الشعب لن ولم ينسى حقه في فلسطين التاريخية، وأن هذا الاستحقاق سيأتي يوماً طال الزمن أو قصر، فشعب عرف التضحية جيل بعد جيل، وانتصر على كل من قدموا لاحتلاله لن يبقى مكتوف اليدين لما يواجهه من ظلم وعدوان، ومهما اختلف المحتل سيبقى هذا الشعب محافظاً على حريته ومطالباً ولو بالقوة بعودة هذه الأرض، فالسلام إن يزر أرض السلام، فالطوفان من بعدنا.



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخرجات قمة الاتحاد الافريقي 36 ودولة الاحتلال
- فصل جديد في الأبرتهايد  الصهيوني 
- الانتظار
- قراءة في استطلاع ADL، أشكال معاداة السامية
- الاعتقال الإداري التعسفي والقانون الدولي
- القبلة الكنعانية
- الحمى
- كريم يونس
- ارهابي برتبة وزير
- تلاميذ بن عسقلة
- المونديال والقضية الفلسطينية
- دجاجة حسين
- تجوع يا سمك البحر
- اخر جمهوريات الموز


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - الحرية والأفاعي