أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد فوده - الحرية الدينية وحرية التعبير عنها














المزيد.....

الحرية الدينية وحرية التعبير عنها


أحمد فوده
كاتب ورسام علماني

(Ahmed Foda)


الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما قيمة الحرية الدينية اذا لم يكن هناك حرية للتعبير عنها ؟
سؤال يتردد كثيرا وخصوصا بعد تصريحات مشيخة الازهر ان حرية الاعتقاد مكفولة ولكن على كل انسان ان يمارس ما يعتقد في بيته او يخفي اعتقاده حتى لا يجرح مشاعر الاغلبيه المسلمه . ولكن هل حقا هذه حرية ؟؟

بماذا ستشعر كمسلم لو ان الغربيون عاملوك بالمثل ؟؟ منعوا الأذان وهدموا مساجدك واحرقوا بيوتك وقالوا لك ان حرية الاعتقاد مكفوله ولكن ليس من حقك ان تمارس ما تعتقد حتى لا تجرح مشاعرنا كمسيحيين !!! اتسمي هذا منطقا ؟؟ اتسمي هذه حرية ؟؟ اتسمي هذا احتراما لمعتقدات الاخرين ؟؟

فاذا كنت تتضايق فعلا من هذه التصرفات لا تنفذها اذن مع الأقليات الدينيه في بلدك . واذا كنت تنفذها وتحاول منع طقوس وتصرفات وكلام الغير مسلمين فلا تتشدق اذن بالحرية الدينيه التي كفلها الاسلام بعد اذنك . لا تحرض ضد الملحد او تارك الاسلام وتسميه مرتدا ولا تستخدم لفظ كافر كإدانه واتهام ودعوة للقتل ثم تأتي لتقول ان دينك يقول من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . كن متناسقا مع نفسك صادقا مع ذاتك .

اتذكر انني شاهدت في مرة حلقة للكوميديان ايدي جريفن وفي احدى الفقرات كان يسخر من يسوع ويستهزىء به كثيرا . ردود الافعال من الامريكيين كانت متقبلة لهذا الامر جدا حتى انهم كانوا يضحكون معه . حتى المتدينين المسيحيين لم يستاؤوا الى هذ الحد الكبير بل ومنهم من كان يضحك ايضا . لماذا ؟ لانهم تخلصوا من عقدة التقديس والحساسية الزائدة وصاروا يتقبلون كل نقد بصدر رحب . وهذه بالضبط قمة القوة والثبات فالواثق من نفسه ومن قوة حجته لا يهمه من يسخر ومن يستهزىء . اما صاحب الحجة الضعيفة والعقيدة الهشة المهترئة تجده دائما يستخدم اعنف الاساليب الهجومية في الدفاع عنها سواء العصبية او التهديد او السب او المبالغه في التجهيل والتقليل من شأن الخصوم او محاولة الاخراس والاسكات بالريبورتات او حتى القتل . فهو لا يريد الا ان يسمع صوت نفسه فقط تلك هي طريقة اصحاب الحجج الباطلة .

مشكلة المسلمين هي بالضبط في تلك الحساسية الزائدة عن الحد والتي يسمونها الغيرة على الاسلام او النخوة او ايا كان . وهي في الحقيقة تعبير واضح وصريح عن مجموعة من البشر ظلوا طوال الوقت خائفين مرعوبين من زوال معتقدهم او فنائه فيدافعون عنه بمنتهى العنف املا في ان يستمر هذا المعتقد لفترة اطول وحتى يشعروا بقوتهم وعظمتهم . فهم يريدون اجبار العالم على احترام معتقدهم بالقوة والجعير والصراخ والعنف مع انهم هم انفسهم لا يحترمون اي دين او معتقد آخر وهذا يدل على ضعف الموقف .

تماما مثل ضابط امن الدولة اوامين الشرطة وهو يعذب مواطنة شابة في احدى السجون والمعتقلات وهي تقهره بثباتها وابتسامتها اما هو فيريد التغطية على احساسه الداخلي بالهزيمة عن طريق المبالغة في العنف والضرب والصراخ والسب والشتيمه ومدح الذات .

هم يريدون اقناع نفسهم طوال الوقت انهم اصحاب الفضيلة واصحاب الأخلاق والخير والعدالة . يضحكون على نفسهم بالتشدق بالحريات والديموقراطية طوال الوقت وواقعهم في منتهى الفاشية والديكتاتورية واحتقار الاخر والتضييق عليه واهانته بشتى الوسائل . تجدهم دائما اذا ارادوا عمل دعاية لنفسهم او تجميل صورتهم لجؤوا الى اهانة الاخرين والتقليل من شأنهم وهذه بالضبط طريقة المفلسين .

الغريب في الأمر فعلا ان نفس المسلم الذي يستاء جدا جدا من رسم كاريكاتوري ويجرح مشاعره بشده مفطر في نهار رمضان ويعتبرها قلة أدب وسفاله هو نفس المسلم الذي يتقبل مكبرات الصوت العالي في اذان الفجر وهي تصدع اذان المسيحيين ليلا وهو نفس المسلم أيضا الذي يقرأ سورة الفاتحه يوميا في الخمس صلوات وهو يعتقد تماما ان اليهود هم المغضوب عليهم والضالين هم النصارى !!! أي ازدواجية وأي نفاق وأي نرجسية هذه ؟؟؟ على من نضحك ؟؟ على أنفسنا ام على العالم الذي قد عرفنا على حقيقتنا أخيرا ولم تعد محاولات التجميل تجدي نفعا فكل تصرفاتنا وما نخفيه وما نعلنه بات على مرأى ومسمع من الجميع ؟؟



#أحمد_فوده (هاشتاغ)       Ahmed_Foda#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي من اليقين ... إلى الشك
- ظاهرة الإسلام السياسي في مصر (الأسباب والأعراض)


المزيد.....




- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
- وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
- أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا ...
- رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد فوده - الحرية الدينية وحرية التعبير عنها