أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-حكومة نتنياهو تعكس حقيقة الصّهيونيّة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-حكومة نتنياهو تعكس حقيقة الصّهيونيّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تشكيل حكومة نتنياهو الحالية في أواخر ديسمبر الماضي، والتّحليلات تتواتر حول تطرّفها، خصوصا وأنّ من بين أعضائها وزراء يحملون فكرا فاشيّا مثل بن غفير وسوموريتش، وقد استنكر كثيرون تصريحات وزير الماليّة سوموريتش عندما دعا لحرق قرية حوّارة ومن فيها، وكأنّها أمر جديد! كما أنّ هذه الحكومة تسارع في سنّ وتشريع قوانين في الكنيست لتكريس العنصريّة، واضطهاد الفلسطينيّين وقتلهم وتشريدهم والإستيلاء على أرضهم واستيطانها تحت مظلّة قانونيّة!
وإذا كان نتنياهو يبذل جهوده كي ينجو من محاكمته حول اتّهامه بالفساد، فإنه يسعى إلى السّيطرة على القضاء، والعمل كي يبقى اليمين الفاشيّ المتطرّف مسيطرا على مقاليد الحكم.
لكنّ السّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل خرجت حكومة نتنياهو عن المألوف في الفكر الصّهيونيّ، وسياسة الحكومات الإسرائيليّة السّابقة منذ تأسيس اسرائيل عام 1948 وحتّى يومنا هذا؟ وفي الواقع فإنّ الجواب السّريع هو لا كبيرة، فهي لم تخرج عن سياسات سابقاتها، خصوصا ما يتعلق بالتّمييز العنصري وارتكاب جرائم الحرب، فقبل قيام اسرائيل كدولة بإسبوع في مايو 1948م ارتكبت العصابات الصّهيونيّة مذبحة دير ياسين، وتبعتها مذابح الدّوايمة، ومسجد دهمش في الرّملة والطّنطورة، وتبعتها بعد قيام اسرائيل كدولة مذبحة قبية، وفي 29 اكتوبر 1956 غداة العدوان الثّلاثي على مصر ارتكبوا مذبحة كفر قاسم، وتوالت المذابح في بحر البقر المصرية أثناء حرب الاستنزاف، وفي الحرم الإبراهيمي في الخليل في 25 فبراير 1994، وبعدها مذبحة قانا اللبنانيّة، وغيرها كثير.
واسرائيل التي يصفها العالم الإمبريالي بواحة الدّيموقراطيّة الوحيدة في الشّرق الأوسط، دولة فيها قانونان واحد لإنصاف اليهود والثّاني لقهر الفلسطينيّين، وهي تربي مواطنيها اليهود على أنّهم شعب الله المختار، وأنّ حرّيتهم ودماءهم أغلى من حرّيّة ودماء غير اليهود، وأنّ العربيّ الطّيّب هو العربيّ الميّت على رأي جولدة مائير رئيسة وزراء اسرائيل في بداية سبعينات القرن الفارط، وأنّ العرب صراصير وحشرات على رأي رفائيل إيتان إيتان رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ الأسبق، وأبناء أفاعي على رأي الحاخام الأكبر الرّاحل عوفاديا يوسف.
وإسرائيل التي شرّدت 950 ألف لاجئ فلسطينيّ-حسب إحصائيّات الأمم المتّحدة- في النّكبة الأولى عام 1948، هي التي هدمت 540 بلدة وقرية وتجمّع سكانيّ فلسطينيّ ومحتها عن الوجود. وقوانينها تنصّ على أنّ " أرض اسرائيل" فلسطين التّاريخيّة هي وطن اليهود في كلّ العالم، ويحقّ لأيّ يهوديّ في العالم أن يهاجر إليها متى يشاء كمواطن كامل الحقوق، هي التي تتعامل مع المواطنين المقدسيّين الفلسطينيّين الذين يعيشون في هذه المدينة منذ آلاف السّنين كميقيمين مؤقّتين حتّى حصولهم على جنسيّة دولة أخرى، وهي التي سنّت قوانين بسحب الجنسيّة من مواطنيها العرب وحق الإقامة من المقدسيّين الفلسطينيّين.
وإسرائيل هي الدّولة الوحيدة في العالم التي حوّلت الدّيانة اليهوديّة إلى قوميّة، وهي الدّولة الوحيدة التي اعتمدت على غيبيّات دينيّة، وأنّ الرّبّ هو من وهبهم هذه الأرض دون غيرهم، وكأنّهم هم وحدهم أبناء الله دون غيرهم من الأجناس البشريّة. وقد سوّقوا أنفسهم أمام العالم كمقدّسين، علما أنّ اسرائيل دولة علمانيّة وليست دينيّة منذ تأسيسها وحتّى يومنا هذا، وتراكم الثّقافة الدّينيّة عندهم هي التي تقودهم حاليّا إلى التّحوّل لدولة دينيّة. والعالم الغربيّ الذي يدعم إسرائيل بشكل مطلق، لأنّه يعتبرها قاعدة عسكريّة متقدّمة لحماية مصالحهم في الشّرق الأوسط، هو الذي ارتكب مذابح ضدّ اليهود كما جرى في الحرب الكونيّة الثّانية، في حين أنّ الشّعوب العربيّة والإسلاميّة هي التي حمت اليهود وعاملتهم كمواطنين كاملي الحقوق فيها، وحتّى أنّ اليهود خرجوا مع العرب والمسلمين من الأندلس"اسبانيا" عام 1492م لينجوا من الاضطهاد الأوروبّيّ لهم. وإسرائيل منذ نشوئها تميّز بين اليهود الغربيّين "الإشكناز" الذين يحكمونها وبين اليهود الشّرقيّين"السفرديم"، الذين هم وقود حروبها، وتميّز أيضا بينهم وبين يهود الفلاشا "السّود". والغرب الإمبرياليّ بقيادة الولايات المتّحدة الأمريكيّة الداعم بلا حدود لإسرائيل، ويدعم احتلالها للأراضي العربيّة المحتلة عام 1967م من منطلقات دينيّة على اعتبار أنّها جزء من "أرض اسرائيل"، هو نفسه الذي يقف بكل إمكانيّاته ضدّ احتلال روسيا لأراض أوكرانيّة، وهو الذي يغض النّظر عن انتهاك اسرائيل للقانون الدّوليّ ولقرارات الشّرعيّة الدّوليّة، ولإنتهاك اسرائيل لحقوق الإنسان، لكنّ الأحزاب الصّهيونيّة لا تدرك أن من ينتهك حرّيّة الآخرين لا يمكن أن يكون هو نفسه حرّا.
وهذه التّربية العنصريّة، هي التي وصلت إلى تقوية الفكر الدّينيّ، والإتّجاه اليمينيّ المتطرّف الذي أوصل أحزابا فاشيّة إلى الحكم، والذي يريد أن يغيّر القوانين بما يخدم بقاءه الأبديّ في الحكم. وهذا ما أوصلهم إلى صراعات داخليّة ظهرت نتائجها بشكل واضح منذ تشكيل حكومة نتنياهو الحاليّة، وأنّ القوّة العسكريّة لإسرائيل قد تكون هي واحدة من أسباب ضعفها، وقد توصلها إلى انهيار داخليّ ذاتيّ.
12-3-2023



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الثّقافي والتّاريخي في القدس
- رواية رحلة إلى ذات امرأة وحظوظ النّساء
- بدون مؤاخذة- يجب الاستجابة لطلبات المعلمين
- بدون مؤاخذة- كي لا نشارك في ضياع الوطن
- في ذكرى خليل توما
- بدون مؤاخذة-حكم الأقوياء
- الحقيقة الضّائعة
- المضحك المبكي- طاقيّة جحا
- المضحك المبكي-ناموا ولا تستيقظوا
- رواية -ومضة أمل- بين الحبّ والخيانة
- المضحك المبكي-أمور لافتة
- بدون مؤاخذة-هل بدأت الحروب الدّينيّة
- المضحك المبكي-تقبّل الله الطّاعات
- المضحك المبكي- بين الطّبلة والعصا
- قصّة مزرعة أبي مرزوق بعيدة عن المنطق
- المضحك المبكي: دعونا ننتبه ونفكّر
- المضحك المبكي-زمن الخراب
- المضحك المبكي- كبار ومتفوّقون ولكن...
- المضحك المبكي-يتستّرون بالدّين
- ولله في خلقه شؤون


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-حكومة نتنياهو تعكس حقيقة الصّهيونيّة