صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 16:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أيام الحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي، والواقع المعاشي للبلد يسير من سيء الى أسوأ، فسلطة البعث هي من سنت البطاقة التموينية، كأجراء لتقنين توزيع المواد الغذائية على الناس، وبقي هذا الاجراء معمولا به الى يومنا هذا، رغم ان البلد خرج تماما من طائلة العقوبات الامريكية، والواردات المالية-خصوصا من النفط- قفزت بشكل كبير، الا ان هناك إصرار على بقاء هذا الاجراء، الذي يخفي في طياته الكثير.
سلطة الإسلام السياسي، والتي أتت بصحبة المارينز الأمريكي، فازت على سلطة البعث في افقار الناس وتجهيلهم، فالعلامة الأبرز لهؤلاء الإسلاميين هي النهب والسرقة، ويكاد المرء يٌجزم بأنه لا يوجد إسلامي في السلطة "نظيف او نزيه"، فهذا سلوك غريب جدا على هؤلاء.
عودتنا سلطة النهب والسرقة هذه، وقبل مجيء شهر رمضان، ان "تهب" للمواطنين "اعطيات" زيادة على مفردات الحصة التموينية، "ربع كيلو عدس، نصف كيلو نشا، كيلو شعرية، طحين صفر"، وهم على هذا التقليد منذ عشرين عاما، فكل رئيس وزراء، يظهر باجتماع مع وزراءه "جلسة مجلس الوزراء" ويخرج بقرار "منح زيادة" على مفردات الحصة التموينية؛ تقليد سخيف ومبتذل وقذر، لا يخرج الا من سلطة دأبت على السرقة ونهب ثروات البلد.
لا يوجد في لغتهم شيء اسمه "علم الاقتصاد والتخطيط"، لا توجد مصطلحات "نمو دخل الفرد، تقديم خدمات، القضاء على الفقر، تشغيل المصانع"، فقط ان "رئيس الوزراء يوافق على "منح اكرامية" 25 ألف دينار للموظفين والمتقاعدين، او رئيس الوزراء يوافق على زيادة سلة الحصة التموينية في شهر رمضان الخ؛ وكأننا نعيش في عصور إسلامية قديمة، يهب فيها "الخليفة-الأمير" الاعطيات والمنح.
ان ماضي وتاريخ افراد هذه الطغمة الحاكمة معيب ومخجل، فبعضهم قتلة وبلطجية، واخرين منهم سراق ولصوص، ومنهم مجرمين عتاة وخريجي سجون، ومنهم ممن كانوا متمرسين بأعمال الجاسوسية وحياكة المؤامرات، واغلبهم ذيلية وتبعية لعدة دول، وتبقى هناك صفة مشتركة لهم، فهم مجموعة "مگادية".
ملاحظة:
ترى بعض المعاجم ان المفردة "كدى" عربية تأتي بمعنى سأل، وقسم من الباحثين يقول انها مفردة فارسية.
الگدية: ظاهرة اجتماعية تكثر داخل المجتمعات التي تنهار اقتصاديا، وما يميز عصر حكم الإسلاميين اليوم هو هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة، وهي تبدو انعكاس لوجه هذه السلطة القبيحة.
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟