أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - من أجل ثقافة لعراق السلم والديموقراطية














المزيد.....


من أجل ثقافة لعراق السلم والديموقراطية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتقدم بنا الأيام وتمضي حيث ظروف متداخلة معقدة من الآلام والمصاعب والجراح؛ حتى أننا صرنا نبيت يومنا على أخبار حزينة فنصحو على آخر بتفجيرات تكاد تغطي الوطن ومدنه وقصباته! فماذا نحن فاعلون؟
يبدو لي أن لغة سائدة اليوم تكمن في احترابات وصراعات وتقاطعات سياسية تحتدم منفعلة برائحة البارود والدم.. وليس ردنا الشعبي ورد مثقفينا إلا بمزيد من تمسك بالعملية السياسية ومزيد من دعم تشكيل مؤسسات دولتنا الجديدة.. دولة التوجه الوطني الديموقراطي واحترام مكونات شعبنا وحقوقها بعد زمن الاستلاب والمصادرة الذي انعتق منه أبناء شعب الحضارات العريقة..
ولأن الالتفات إلى الماضي وإلى تاريخنا المضيء ليس بكافِ ِ لكي يحمينا ويسلحنا بوسائل الدفاع عن حاضرنا ومستقبل أبنائنا، يلزم أن نتجه إلى آليات تعميق ثقافة غابت عن مشاهد الحياة العراقية لعقود من الزمن وهي تكاد تمَّحي اليوم في ظل دخان أسود كالح من غبار إزالة النظام القديم ومخلفات بقاياه وأفعالها المرضية...
إنَّ ثقافة السلم والأمن الاجتماعي، ثقافة التداعي لتوحيد الصفوف وتكاتف جهود البناء، ثقافة التعاضد واللقاء في أفراح أبناء الرافدين واحتفالاتهم بيومهم وطالع غدهم المشرق؛ هي الثقافة التي تمضي اليوم قدُما بغاية تحقيق الاستقرار الحقيقي لزمن السلم والحرية..
وثقافة السلم هذه بحاجة لوسائل تدعمها بالضد من قيم العنف والاصطدامات وبالضد من لغة السلاح وما يترتب عليها من تعبيرات مأساوية كارثية.. وهنا بالتحديد تُتاح لأبناء الرافدين فرص جديدة هم الذين يخلقونها وهم الذين يرعونها رغم الألم وعمق الجرح.. إنَّ العراقي منذ سومر القديمة ومرورا ببغداد العلوم والمعارف عاصمة المدنية يوما وحتى يومنا، هو المنتصر لهويته ووجوده المتمدن المتحضر على الرغم من حجم الانكسارات التي تعرض لها لظروف معقدة تاريخيا..
ومن هنا فالعراقي فردا والعراقي جماعة وبكل أطياف ومكونات المجتمع العراقي يمتلك باستمرار القدرات النفسية والفلسفية الاجتماعية لتوليد وسائل إبداع جدية مسؤولة عن إعلاء شأن ثقافته الغنية التنوع، الغنية الرؤى والقيم الثرة في توجهاتها لعالم مؤنسن يحترم قيم حقوق الإنسان وأخلاقياته وتقديس مساحات نتاجه العقلي ومنطقه المتقدم..
اليوم تتنادى جهات الثقافة لعقد مؤتمرات الثقافة التي يدعمها العراقي ويتطلع إلى نجاحاتها.. واليوم تظهر في الأفق آليات احتفالية لتعزيز الوعي بهوية وطنية عراقية إنسانية كما في حملة أنا عراقي وقبلها وبعدها حملات وطنية عديدة معروفة.. أقترح في الإطار أن تنشط وزارة الثقافة إلى جانب مؤسسات أخرى احتفاليات بيوم عراق السلم والديموقراطية كل أول جمعة من كل شهر..
يتضمن اليوم أنشطة تؤكد لغة السلم بالضد من لغة العنف وأنشطة تعمِّد لغة التسامح والتآخي بالضد من لغة الانتقام والحقد ولغة التفاعل الإيجابي البنَّاء بين مجموعات شعبنا وفئاته الدينية والقومية ومختلف شرائح المجتمع العراقي بالضد من الانقسامات ودواعيها..
ويمكن لهذا اليوم من كل شهر أن يكون يوما للهدنة ويوما حراما لا يجوز فيه الرد على خطأ الأخ أو زلّته أو هفوته إلا بمقدار ما يؤدي إلى تعميق التفاهم والوئام والتلاحم والتعاضد وإلى مزيد من روح الهدوء والاستقرار ومن ثمَّ روح السلم والأمن والأمان..
على أن تتصاعد الأنشطة وتتراكم بنائيا وإيجابيا حتى ننتهي منها إلى احتفالية السلم والحرية والديموقراطية في اليوم الوطني للسلم ويكون اليوم موعدا للقاء جميع القوى بحرية وبإخاء ومساواة في خيرات بلاد النهرين.. لنعلن اليوم موعدنا في العام التالي في يوم السلم ولنتفق على السير في اتجاهه بمواعيد شهرية دورية ثابتة ولا ننسى دعوات الأئمة في الجوامع والحسينيات وفي الكنائس والمعابد وفي صفوف المدارس والجامعات وفصولهما وفي المعامل والحقول وفي بيوتنا وتجمعاتنا على اختلافها وليكن أول جمعة من كل شهر يوما للسلم والمحبة والتسامح...

هل ستقرأ وزارة الثقافة هذا؟ لي ثقة بأهلنا جميعا في مختلف أرجاء عراقنا ومختلف مهاجرنا ومنافينا القصية وبمختلف قوانا السياسية والاجتماعية والثقافية ولي ثقة وطيدة بأن وزارة الثقافة التي تتحمل جزءا مهما من مسؤوليات مسيرة العقل العراقي ستنهض بالمهمة على الرغم من جملة الصعاب والظروف المتشابكة المعقدة..
ولا أستثني من دعوتي وثقتي هذه عراقيا؛ فالجميع مدعوون لإعلاء شأن يوم السلم شهريا حتى نلتقي باحتفالية السلم الكبيرة وموعدنا يوما وطنيا بالخصوص.. ولا أترك في دعوتي هذه مساحة لتسجيل عراقي في موضع خارج هويته العراقية وخارج تطلعه للسلم والاستقرار والطمأنينة له ولأهله فجميعنا مدعو للتروي ولمنطق العقل ومنطق السلم والانعتاق من زمن سنسير جميعا من المؤمنين بالسلم طريقا لتطهير بلادنا منه لنحيا بروح الوئام والتسامح والسلام...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصراحة؟؟!
- توقعات الأشهر الستة المقبلة في العراق؟
- السيادة والمرجعية بين الشعب والفقيه؟
- ظاهرة استبدال الناس بالنخب السياسية والزعامات الطائفية؟!
- الحزب والناس والديموقراطية والعراق الجديد؟!
- كلمات في رمضان: نمطية العقل بين سلطة الرتابة وسطوة التكرار؟!
- العلم العراقي؟!
- المندائيون بين جذور العراق السومرية وتطلعات الحاضر والمستقبل ...
- الفديرالية بين رؤيتي الإيجاب والسلب؟؟
- المسرحيون العراقيون ومهام المرحلة؟
- العراق بين التغيير المؤمَّل ومطرقتي الإرهاب والطائفية؟
- لوائح التعليم العالي العراقية.. تساؤلات وتطلعات؟
- جيل الريادة في الجامعة العراقية وقرار ينصفهم ويدعم إبداعاتهم ...
- سنديانة الصحافة الشيوعية العراقية تورق في زمن العواصف
- بعض مثالب إعلامنا ووضعنا الراهن وتشوهاتهما؟
- نداء إلى أبناء الجالية العراقية وممثليهم ودعوة للقاء تداولي
- الزلزال وأشجان الهوية!؟
- متى وكيف يُطلق سراحنا من قمقم سطوة ذهنية العقدة وفسلفة الخشي ...
- حول مجلس الأمن الوطني؟؟
- الحقيقة والممكن والادعاء في الخطاب السياسي العراقي الراهن2


المزيد.....




- منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
- -أم صوفيا-.. سلمى أبو ضيف تنجب طفلتها الأولى
- رداً على تصريحات ترامب بشأن -تهجير- أهل غزة، دعوات إلى التظا ...
- اللجنة المحلية للحزب في الديوانية: ندين الاعتداء على المحتجي ...
- حادث مطار ريغان يربط موسكو وواشنطن في مباحثات إنسانية
- غزة.. انتشال 520 جثة من تحت الأنقاض منذ وقف إطلاق النار
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 6 بلدات في كورسك ودونيتسك وخاركوف ...
- وقفة صامتة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب للمطالبة بالإفر ...
- بيسكوف: التعليق على تكهنات حول -قوات كوريا الشمالية في كورسك ...
- فنلندا.. منع طالب من زيارة محطة نووية بسبب جنسيته الروسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - من أجل ثقافة لعراق السلم والديموقراطية