أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - وما زال تشرابي الخمور ولذّتي...














المزيد.....

وما زال تشرابي الخمور ولذّتي...


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وبيعي وانفاقي طريفي ومُتلدي

أن قانون (حظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية بكافة انواعها) في العراق مثير للجدل شان معظم القوانين والإجراءات التي تصدر عن البرلمان أو الحكومة المركزية في بغداد. كل شيء في عراق ما بعد الغزو والاحتلال الأمريكي الإيراني مثير للجدل. هذا هو واقع الحال.
والقوانين، رغم أنها تمر بعملية مخاض عسيرة جدا، تبقى موضع خلافات وشكوك وأخذ ورد لاشهر عديدة. وفي حالات كثيرة يتم إهمالها ونسيانها لغاية في نفس الف يعقوب عراقي وامريكي وايراني.
لا تستطيع اية دولة في العالم تحريم استيراد الخمر أو بيعه أو تصنيعه مهما كانت القوانين صارمة وشديدة. فمنذ العصور السحيقة شكّل الخمر والنبيذ جزءا أساسيا من المكونات الغذائية للبشر. ومعروف منذ القدم أن جميع مجتمعات العالم لديها مشروباتها "الروحية" الخاصة بها، والتي يتم تصنيعها محليا. وثمة آلاف من البشر يعملون في هذا الميدان، ابتداءا من الفلاح وانتهاءا بنادل الحانة. وقد عجزت جميع القوانين الدينية والدنيوية من تحجيم "دور" الخمر في حياة الإنسان. الى درجة أن صناعة الخمور والمشروبات الكحولية بمختلف اصنافها، أصبحت فخرا للصناعة الوطنية لكثير من البلدان. ودخلت الخمور في عالم المنافسات التجارية الشرسة، ولها من يدافع عنها بقوة وقناعة. وفي دول أوروبا تباع الخمور في جميع البارات والأسواق التجارية ومحلات بيع المواد الغذائية. لكن هذا لا يعني أن الشوارع مليئة بالسكارى والمخمورين. لا...لا ابدا. واذا وجد شخص ثمل او أو سكران في الشارع فهو على الأغلب من "حثالة" المجتمع. مع احترامي لجميع البشر.
وبديهي أن منع حاجة معينة، لها جمهور عريض ومواضب، سوف يتسبب بضرر، اجتماعي واقتصادي، اكبر بكثير من بيعها بشكل علني وقانوني ووفق ضوابط وقواعد مدروسة. أن كل شيء ممنوع له أنصار وزبائن واتباع. وفوق كل شيء له "سحر" خاص وجاذبية مثيرة للفضول. وهذا يسري على أمور كثيرة وليس على المشروبات الكحولية فقط.
أن لدى الغالبية العظمى من البشر في دول الشرق، خصوصا الدول الاسلامية، "فكرة" سيئة عن الخمور. والأسباب ليست دينية فقط. نحن في الشرق نفتقد إلى ثقافة "شرب الخمر" وبالتالي غالبا من نسقط في المحرمات ونسيء إلى أنفسنا والى الآخرين. ونحن نشرب الخمر من أجل السكر والعربدة والتنفيس عن الهموم والمشاعر العاطفية (لا تلمني فإن اللوم اغراءُ - وداوني بالتي كانت هي الداءُ)
ببنما غيرنا يشرب الخمر من احل المتعة والانتعاش الروحي وقضاء وقت جميل مع الآخرين. غيرنا يمتلك ضوابط وقواعد وسلوكيات يلتزم بها وتمنعه من تحاوز الخطوط الحمراء. نحن نطلق العنان لمشاعرنا الجياشة التي تقودنا عادة الى منطقة الخطر. بعد أول كأس نتجاوز ثلاثة خطوط حمراء دفعة واحدة !
قانون منع استيراد وتصنيع الخمور بكل انواعها سوف يفتح باب السوق السوداء على مصراعيه مع كل ما في هذه السوق من مساوىء وخطورة قد تؤدي في ظروف معينة إلى جرائم مختلفة. وسوف تنشط العصابات الخارجة عن القانون في هذا الميدان. و ربما تزحف إلى ميادين أخرى ذات صلة.
واذا كان شرب الخمر يعارض التعاليم والقيم الإسلامية فإن السرقات الكبرى والرشاوي والكذب وهضم حقوق الناس والتزوير هي أيضا تعارض التعاليم والقيم ألاسلامية. والسؤال هو لماذا يغض القانون الطرف عما هو أخطر على المجتمع من بيع المشروبات الكحولية ناهيك أن قانون المنع هذا غير دستوري وينتهك حقوق الأقليات وحرية الإنسان بشكل عام. وفي حالة تطبيق هذا القانون المثير للجدل، سيدفع المعنيين بالامر، اقصد المعنيين بالخمر، إلى اللجوء إلى طرق وأساليب تأتي بنتائج عكسية قد تصعب السيطرة عليها لاحقا.



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات صاخبة في اسرائيل؟ نارهم تاكل حطبهم !
- ثلاثة لصوص ورابعهم كلبهم !
- حلم يقظة ملقى على قارعة الليل
- كتابُنا وكتابُكم حول المسائل العالقة
- حصان طروادة وحمار الدونباس
- إسمه بالحصاد ومنجله مكسور...من هو؟
- احزان الشعراء...حقيقية أم مفتعلة؟
- كفاني بكاء على اطلال غيري...
- ارتفاع منسوب -المحتوى الهابط- إلى درجة الاشمئزاز العظمى...
- عيدُ الحب...بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟
- رجلٌ لا يجيد الابتسام إلاّ مع الامريكان...
- في ذات المكان السالف الذكر...
- زيلينسكي ذو القرنين... امريكا وحلف الناتو
- وأُفرِدتُ أفراد البعير المعبّدِ
- للصبر حدود...يا مسعود !
- العراقي و -جِينات- الاختلاف عن الآخرين
- إلى صديقٍ لم تلدْه امّي...
- برلمان الغربان...
- موسم الهجرة من الشمال - العراقي
- دول نامية ودول نائمة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - وما زال تشرابي الخمور ولذّتي...