بهاء الدين الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 06:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مجتمع الصفوة في العالم الثالث
جاءت مجتمعات العالم الثالث من مصادر معرفية متعددة أهمها البقايا البشرية من الحضارات القديمة مثل الاشوريين في العراق والاكراد الموزعين علي خمس دول وكذلك تجمع ثلاثة أديان رسمية وديانات غير رسمية مع ادعاء الريادة لطرق تفكير تمأسست عبر تاريخ من الصراع الدموي .
كل ذلك يتصارع مع منتج فكري قادم من الغرب الذي ساد العالم بعدما فقد العالم الثالث قدرته علي الإنتاج فصار لزاما علي العالم الثالث ان يستورد من العالم الاخر المنتج المادي مضمرا فيه التأثيرات المعرفية القادرة علي هدم كثيراً من الثوابت الوهمية التي تم الترويج لها كنوع من تقليل تداعيات المعرفة علي مصالح الطبقات المسيطرة.
مبعث ذلك الحديث قانون الجنسية والذي صدر في مصر وبعض تعديلاته التي تمنح الجنسية المصرية لمن يقوم بسداد ثلثي مليار دولا علي ان يتم السداد بالجنيه المصري بقيمته وقت السداد ،ويسمح بالتقسيط لمدة يتم الاتفاق عليها ،وفي حالة عدم الوفاء بالمبلغ يتم رده .
وبالتالي هناك عدة ملاحظات :
١ هل يجوز لليهود والصهاينة اذا جاءوا لنا من باب جنسية أوربية وحصلوا علي الجنسية المصرية ان يروجوا لمعتقداتهم وأن تعارضت مع دين الدولة الرسمي وهو الإسلام وهل يجوز لهم بحق المواطنة مقاضاة احد المشايخ الذين يهاجمون اليهود .
٢ هل يضمن احد استمرار السيطرة للدولار علي الاقتصاد العالمي بعد عشر سنوات خاصة مع الحرب الروسية الاوكرانية ونتائجها الاقتصادية المتمثلة في سقوط سيطرة أمريكا علي العالم خاصة مع صعود الصين وعدم رغبة أوربا في ان تدفع مارشال جديدة من ميزانيتها لحساب قضية تعد الرمق الاخير لأمريكا في معركة إدارة العالم مع اقتراب مئوية الحرب العالمية الثانية التي خلقت الوحش الأمريكي.
٣ سوء توصيف السلعة المباعة حيث أن الجنسية قيمة وطنية مرتبطة بعدة اعتبارات تاريخية ومن هنا تتبعها عدة التزامات أخلاقية ومن هنا يتم تقييمها وفق تعهد ممن يسعي لنوال الجنسية ،ومن هنا فأن القيمة لاتباع .
ومن هنا فأن نتائج المنطق الخاطئ الذ اختطه السادات ان ٩٩% من أوراق اللعبة في يد أمريكا قد أدي الي ضياع الهوية المصرية ومن هنا فأن تسليع القيم هو منتج طبيعي لفكرة مجتمع الصفوة والاستهلاكية التي تزيت بها الثقافة المصرية عبر خمس عقود مضت فصار الشكل المدعوم بحملات العلاقات العامة المبثوثة بكثافة عبر توجهات مالكي القنوات الاعلامية والتي تعكس توجهات الضامن المالي .
#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟