مع قانون حظر المشروبات الروحية في العراق

عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 17:06
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، اجتاحت الولايات المتحدة موجة من الصحوات الدينية، ودعوات للإصلاح الأخلاقي وظهرت قبلها حركة اجتماعية أُطلق عليها "حركة العفة"، دعت إلى حظر استهلاك الكحول. شهدت تلك الفترة صعود البروتستانتية الإنجيلية ونظرتها للكحوليات باعتبارها مصدراً للفساد والشر والرذيلة، بالإضافة إلى أصحاب المصانع الذين أيد الكثير منهم دعوات حظر الكحول، لرغبتهم في منع الحوادث وزيادة كفاءة عمالهم.
صدر القانون بحظر بيع وتصنيع واستيراد ونقل المشروبات الكحولية في الولايات المتحدة في الفترة ما بين 1920 – 1933. وأسس تعريفا قانونيا للمشروبات الروحية وعقوبات تصنيعها واستيرادها وبيعها.
أثار القانون جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، فالمؤيدون وصفوا الحظر بالتجربة النبيلة وقدموه كانتصار للأخلاق الحميدة. فيما اتهم المعارضون مؤيدي الحظر بفرض توجهات دينية ريفية على أبناء المدن.
كان فرض الحظر سبباً رئيسيًا في ظهور العديد من المنظمات الإجرامية ونمو السوق السوداء، و ظهر في فترة الحظر أحد أشهر رجال العصابات الأمريكيين المدعو آل كابوني وارتفعت نسب الفساد بين السياسيين ومنتسبي الأجهزة الأمنية، فضلا عن انتشار المخدرات والكحول المغشوش.
وعلى الرغم من نجاح القانون في تقليل عدد مستهلكي الكحوليات، إلا أنه كان سببا رئيسيا في نمو الجريمة المنظمة. إذ ارتفع معدل الجريمة بشكل غير مسبوق وأحدثت مجزرة يوم القديس فالنتين صدمة للشارع الأمريكي وأخذت أعداد المؤيدين للقانون بالتضاؤل سريعا.
كما ولعبت الضرورة الاقتصادية دورًا كبيرًا في تسريع الدعوة لإلغاء القانون، فالمزارع الذي كان مؤيدا للقانون بشدة بدأ يشتكي من تأثير القانون على اعماله الزراعية ونسبة مبيعاته وكذلك أشتكى أصحاب المطاعم وسواق التاكسي وغيرهم. وفقدت الدولة نسبة تصل الى أكثر من 14% من عائدات الضرائب الفيدرالية والمحلية كانت مستمدة من تجارة المشروبات الروحية.
بعد إلغائه، اعترف بعض المؤيدين السابقين علانية بالفشل. فمثلًا، أوضح جون دي روكفلر الابن وجهة نظره في خطاب عام 1932:
"عندما حدث الحظر، كنت آمل أن يُدعَم على نطاق واسع من قبل الرأي العام وسيأتي قريبًا اليوم الذي سيعترف به العالم بالآثار الشريرة للكحول. لقد توصلت ببطء وعلى مضض إلى الاعتقاد بأن هذه لم تكن النتيجة. بدلًا من ذلك، ازداد الشرب بشكل عام. ظهرت مجموعة كبيرة من الخارجين على القانون، لقد تجاهل العديد من أفضل مواطنينا الحظر علانية، وتراجع احترام القانون بشكل كبير، وارتفعت الجريمة إلى مستوى لم يسبق له مثيل من قبل".

هل من متعظ؟؟

#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات