أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كرم نعمة - الوقت يقيس جودة حياتنا














المزيد.....

الوقت يقيس جودة حياتنا


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 22:48
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لم تلتبس علاقتنا التاريخية مع الإحساس بالوقت مثلما حصل أثناء أشهر الإغلاق التي عاشها البشر في زمن كورونا، مع ذلك لم يساعدنا علماء الفيزياء والنفس والاجتماع في الإجابة على الأسئلة التاريخية بشأن الوقت.
منذ عقود توقعَ بشكل خاطئ عالم الاقتصاد الإنجليزي جون ماينارد كينز بالانتقال إلى أسبوع عمل مدته 15 ساعة. لكنه كان يعلم أن الأمر لن يكون بهذه السهولة. عندما كتب عام 1930 “لا يوجد بلد ولا شعب، يمكنه التطلع إلى عصر الترفيه والوفرة دون خوف، لأننا تدربنا لفترة طويلة على الكفاح وعدم الاستمتاع”.
ذلك يعزى إلى علاقتنا مع الوقت، لأن الساعة التي اختيرت من قبل الحاذقين معرفيا أن تُربط إلى معاصمنا، ستكون الأقرب إلى عيوننا وبالتالي إلى أذهاننا، وعندما نخلعها أثناء النوم نشغّل منبهها جوار السرير. وحتى عندما حاول الانسان الرقمي التخلي عن ساعة المعصم وجدها حاضرة على شاشة هاتفه، فلم تبتعد المسافة كثيرا بينها وبين عيونه.
تسيطر الساعة على اجتماعاتنا وخططنا، وغالبا ما يتم ضبطها حتى اللحظة، حتى أننا نقيس جودة حياتنا بالرجوع إلى الوقت، ونأسف لأن الوقت يمر عندما نمرح ويطول عندما نشعر بالملل أو الركود. نادرا ما نتوقف عن التفكير في الوقت، وليس بطريقة أحد الشعراء المغرورين بحماقة قلّ نظيرها عندما كتب ذات مرة “أنا لا ألبس ساعة ولا أحسب الزمن ولا أؤمن بالمستقبل!”.
مقابل ذلك ثمة تشويق منحنا إياه دين بونومانو أستاذ علمي الأعصاب والنفس بكتابه المثير “دماغك هو آلة الزمن: علم الأعصاب وفيزياء الزمن” ليس فقط بإطلاق الأسئلة التاريخية عن علاقتنا بالوقت، بل بالأجوبة التي يقترحها علينا وهو يُدرّس العلاقة بين الوقت والدماغ البشري في جامعة كاليفورنيا.
فلأن الإنسان أفضل آلة زمن تم بناؤها على الإطلاق، نتساءل: لماذا نشعر بالوقت بشكل مختلف جدا في مراحل مختلفة من حياتنا؟ ما الذي نفتقده إذا عشنا ملتزمين بشدة بمتطلبات ساعاتنا ومواعيدنا؟ لماذا نشعر خلال فترات غريبة مثل أشهر الإغلاق أثناء انتشار وباء كورونا، بضياع الوقت، وماذا لو – كما يعتقد بعض الفيزيائيين – يصبح المستقبل موجودا بالفعل، مع تداعيات خطيرة بقدرتنا على التصرف بشكل هادف في الوقت الحاضر، وإذا كان المستقبل محددا بالفعل بالنسبة إلينا فماذا يعني ذلك بالنسبة إلى سلوكنا الأخلاقي، وما معنى الوقت ودلالته عندما يكون الكون فارغاً من دون بشر، ولماذا لم يتطور الإنسان لفهم الوقت بالطريقة التي نفهم بها الفضاء، وكيف تختلف قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل عن الحيوانات، ولماذا يعتقد العلماء أن الوقت “يطير” عندما نمرح، ولكنه يتباطأ عندما يتعرض الناس لحوادث قريبة من الموت، وما الذي فقده الإنسان عندما تم اختراع ساعات دقيقة للغاية؟
تلك الأسئلة هناك ما يقابلها في دماغ الإنسان بوصفه آلة زمن وفق بونومانو الذي يجادل بطريقة شيقة بأن الدماغ البشري هو نظام معقد لا يخبرنا بالوقت فحسب، بل يصنعه أيضاً. يبني إحساسنا بالحركة الزمنية ويتيح السفر الذهني عبر الزمن في محاكاة للأحداث المستقبلية والماضية.
هذه الوظائف ضرورية ليس فقط لحياتنا اليومية، ولكن لتطور الجنس البشري، فدون القدرة على توقع المستقبل، لن تكون البشرية قد صنعت أدوات استمرارها أو اخترعت الزراعة، كما عبّر عن ذلك عالم الاجتماع يوفال نوح هراري في كتابه “العاقل”.
مقابل ذلك ثمة من يزعم بطراً أن أوقات الفراغ تتسرب منه، بينما إحدى أحجيات الحياة الحديثة هي أن الكثير منا يشعر بضيق الوقت، على الرغم من أننا نعمل أقل من أسلافنا.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الحمقى على الموتى
- ومتى كان غير حديث التصدع في العراق؟
- قبو شاهق للفساد في بغداد
- من يشعر بوجع زكية جورج؟
- الهادي الجويني في المشرق العربي
- السوداني لا يظهر ذيله إلا خنوعا


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كرم نعمة - الوقت يقيس جودة حياتنا