أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١٣)















المزيد.....

هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١٣)


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 20:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتقوّم المجتمع وعموم العالم البشري بتسلسلات تطورية مُصنّعة تخدم واقع الناس وارتقاءهم، وإن كل جوانب الحياة البشرية بدءًا بالفرد ووصولًا الى مجموع سكان الكوكب مرورًا بالأسرة والحي والمدينة والدولة تحتاج حتمًا وبالضرورة لنظام متسلسل ينشر الحياة السوية والإستمرار الصحي للعالم افرادًا وجماعات، فالإنسان يحتاج احتياجًا لا مناص عنه لوجبات طعام يومية، وماء صالح للشرب، وإتاحة النوم، ورعاية منزلية، وعمل، واستقرار نفسي وجسدي، وظروف بيئية مناسبة، ومحيط معماري جميل، وشريك حياة مناسب، ووسائل نقل وتواصل، ومحتوى إعلامي إيجابي، وسياسات نافعة وخدمات تقدمها الدولة، وتقنيات متنوعة، وتسديد احتياجات ووفرة، لأن تسديد الاحتياجات يحقق الإطمئنان، والوفرة تُحقق الطموح. هذه كلها احتياجات ضرورية يومية ليكون الشخص على قدر مقبول من العيش والتعايش والمعيشة، وإلا فإن أي خلل سوف يتسبب بمشكلة للشخص تؤثر فيه سلبًا وتؤذي جانبًا من حياته النفسية أو البيولوجية.
ليس من المعقول أن نتجاهل نظام التسلسل الضروري لتدعيم استقرار الإنسان في كل يوم ونُحوّل ابصارنا للسماء أو ننظر الى الخلف ونزعم أن السماء أو الماضي يطلب منا التضحية بالجسد أو العقل أو الصحة النفسية لننال حياة مفترضة، لا يمكن لأي شخص بمجرد مد يده في الفراغ أن يُمسك بقطعة من اللحم المطبوخ أو حبة طماطم أو قدح ماء، حتى علوم التقنيات تصنع المركبات على الأرض ومن مواد أرضية ثم تطلقها للفضاء، وحتى التلسكوب يُصنع ها هنا؛ على الأرض ومن مواد أرضية ثم يكون جاهزًا ليستخدمه الإنسان للنظر الى الكون الشاسع، وإلا كيف يحصل الإنسان على الأكل والماء وكل انواع الرعاية من حيز أو عالم آخر!
وبشكل أفقي، السكن في العشوائيات والمدن البائسة يختلف كثيرًا عن السكن في المدن والأحياء الفاخرة، وها أنا ذا شاهد بالمعايشة في حي بائس من ضواحي العاصمة اغلبية سكانه من الشيعة، ومن يطّلع على مثل هذه الأحياء البائسة الخربة يُذهل لبشاعة الحال وفظاعة المشهد.
رفاهية المواطن المكفولة برعاية وحماية الدولة وهي السبيل لخلق طبقة وسطى، والطبقة الوسطى هي من تُسيّر نشاط الدولة لأنها شريحة دافعي الضرائب والمكون الواعي، وبدفعها للضرائب تتلقى الخدمات الحكومية والأهلية فتُخلق حركة اجتماعية تَخدّم وتُخدّم فتتخلق دول كبلجيكا والسويد والمانيا حيث صارت مثالًا يُحتذى به، وفي ظل مثل تلك الدول عاش المواطن بوعي ومواطنة افضل، وهذا ما لا توفره دولة ولاية الفقيه ولو شئنا لأجرينا مقارنة.
الدولة العصرية تطالبك بواجبات مقابل حقوق، هي تُلزمك بعدم مخالفة القوانين والإبتعاد عن الإضرار بالمواطنين وبالمقابل تكفل لك حقوق معتبرة وخدمات ممتازة، هي لا تدعوك للعمل في سوق الغيب، ولا تملي لك استمارة تكون فيها موظف عند الله. في الدول الراقية والحريصة على الإنسان والباحثة عن سُبل تطويره لا توجد ميليشيات وجهاديين وحزب لله وجيش للنبي وحشد للإمام وطبقة دينية تسود وتقود وفتاوى شرعية ودعوة تعسفية مفتوحة لإنتظار السوبرمان المقدس، الدولة المتحضرة الديموقراطية الحقوقية لا تهدر الوقت في سفسطة مقدسة واستنزاف للدم والثروة من أجل الغيب، والتي تفعل ذلك هي دولة خراب وتخريب وإعطاب.
هل يسمح الولي الفقيه بإجراء استفتاء حول من الأفضل؛ النظام الايراني أم السويدي؟ وأرجو أن يتركز الجواب في الجانب المؤسساتي.
لم يكن القانون والفقه الدستوري ومدونات الحقوق لتظهر لولا تطوير منظومات التعليم والعلم ودور الجامعات والمؤسسات الحقوقية، فالإنسان الذي غادر ذلك الكهف البدائي ظل يحاول جاهدًا مغادرة الكهف الذهني، وعِمارة الكهف البدائي ومستواه التطوري ادنى من المستوى الذي وصله الإنسان وهو يُشيّد المعالم العمرانية العجائبية والمعالم العقلية الحضارية، فالإنسان غادر الكهف المادي والكهف العقلي، ولكن؛ مما يؤسف له أن ليس كل البشر غادروا الكهف، الذهني.
المسألة والتساؤل يتعلق بالولي الفقيه نفسه؛ بماذا يُساهم وجود الولي الفقيه بحد ذاته، فوجود نظام حكم أمر مفهوم ومعروف وهو من المسلّمات، ولكن؛ ما التميّز الفذ لوجود الولي الفقيه؟ (1)
يعتقد الشيعة أن لولا وجود الإمام المعصوم لساخت الأرض بأهلها، بل ويعتقدون أن رفع المعصوم من الوجود كرفع الروح من الجسد مما يتسبب بفساد الجسد، وعلى هذه القاعدة الاعتقادية قام قائم آل محمد-الولي الفقيه، وهو يناكف العالم الرفض والعِداء وفق هذا المبنى، فالسيد حفيد سيد العالم الذي هو بدوره حفيد سيد الكائنات، وكما يُنشد الشيعة: علي الدر والذهب المصفّى وباقي الناس كلهمُ ترابُ.
الولي الفقيه سليل الدر والذهب المُصفّى وهو الأجدر والأحق أن يكون ولي أمر المسلمين، والعالمين، وهو سيد على الإنس والجن والملائكة، إذ هو نائب الإمام المعصوم، وهو إبن الإمام المعصوم، والإمامة أعلى درجة من النبوة، وأسمى من درجات الملائكة، والمحصلة؛ نائب الإمام وولده ينوب عنه ويرث.
لا شك أن المقارنة بين نظام الولي الفقيه ونظام دولة كالسويد أو كندا تزودنا بنتيجة واحدة، واضحة، والنموذجان شاخصان في دنيا الإنسان، فَبِأَيِّ آلَاء العِلم تُكَذِّبَان.

إشارات

(1) هل الولاية" ولائنا " للولي الفقيه أم للجمهورية الاسلامية؟

https://www.facebook.com/100068924856173/videos/1433539627100731/?sfnsn=mo

في هذا المقطع، المنشور على صفحة فيس بوك بإسم مصطفى العتابي بتاريخ 22 نوفمبر 2021، وهو نقل لمهرجان "عهد يا رسول الله" يتحدث السيد هاشم الحيدري المشرف العام لحركة عهد الله الإسلامية طارحًا سؤالًا على الجمهور: هل الولاية "ولائنا" للولي الفقيه أم للجمهورية الاسلامية؟
ويُجيب: "قضيتنا نشر ولاية الفقيه،...، ولاية الفقيه غير الجمهورية الاسلامية،...، الجمهورية الإسلامية جمهورية عزيزة مهمة هي أساس الإسلام، هي بيضة الإسلام، هي خيمة الحسين في زماننا، لكن هي ضمن إطار جغرافي وإسلامي في ايران. نحن نتحدث عن الولي؛ الولي هو ولي أمر المسلمين، القانون الإيراني خاص بإيران،...، نحن عندما نقول نؤمن بولاية الفقيه؛ نؤمن بالولي الفقيه قائد للأمة وولي لأمر المسلمين، هو يوجّه المسلمين، هو يواجه الأعداء".



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١٢)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١١)
- مسلسل معاوية واعتراض مقتدى
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١٠)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٩)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٨)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٧)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٦)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٥)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٥)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٤)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٣)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٢)
- توجس.. دولة الرئيس - زعيم حزب
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١)
- عاملا الصمود والدولة
- اللامُحاوِر ( ٣ )
- اللامُحاوِر ( ٢ )
- اللامُحاوِر ( ١ )
- فقه؛ وصابون وديتول


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١٣)